تحقيق برلماني يكشف تورط نائب بحزب العمال في رحلة إسرائيلية “سرية”
أثار نائب بريطاني من حزب العمال جدلًا واسع النطاق بعد ثبوت مخالفته القواعد البرلمانية؛ بسبب عدم إعلانه عن رحلته السرية والمجانية بالكامل، إلى إسرائيل، التي نظمتها ومولتها منظمة “أصدقاء إسرائيل العماليون” (LFI).
وكان موقع ديكلاسيفيد قد كشف سابقًا أن النائب بيتر برينسلي شارك في رحلة “تضامن” إلى إسرائيل في مايو/أيار الماضي، قبل أن يُصدر مفوض المعايير في البرلمان تقريرًا من 13 صفحة خلص فيه إلى انتهاك برينسلي لقواعد الشفافية والإفصاح.
وبرر النائب عن حزب العمال التأخير في الإعلان عن الرحلة بأنه “خطأ إداري” ارتكبه أحد موظفيه، مقدمًا اعتذارًا رسميًّا. وأكد مفوض المعايير أن برينسلي اعترف بالمخالفة وتقبل قرار التحقيق، مشيرًا إلى أن العقوبة اقتصرت على إضافة ملاحظة في سجله البرلماني.
لقاءات مثيرة للجدل
وخلال زيارته، ظهر الوفد العمالي في صور مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي سبق أن أثار الجدل بتصريحات اعتبرتها محكمة العدل الدولية ذات طابع يحث على “إبادة” الفلسطينيين في غزة. كما التقى الوفد نائبة وزير الخارجية شارين هاسكل، وزعيم المعارضة يائير لابيد، واللواء يائير غولان، أحد كبار ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
خلفية عن المنظمة الممولة
تُعد منظمة “أصدقاء إسرائيل العماليون” من أبرز جماعات الضغط في بريطانيا، وتستضيف بصفة دورية نوابًا وأعضاء من مجلس اللوردات وصحفيين في رحلات تستهدف -بحسَب وصفها- “إظهار التضامن مع إسرائيل”. لكن المنظمة لا تكشف عن هُوية الجهات الممولة لأنشطتها، ما أثار شكوكًا وانتقادات متكررة.
ولا يقتصر الجدل على برينسلي، إذ يواجه نواب آخرون من حزب العمال تهمة ارتكاب مخالفات مشابهة، بينهم النائبة كات إكليس، التي تخضع حاليًّا لتحقيق رسمي؛ لعدم إعلانها عن الرحلة في الوقت المحدد، إضافة إلى نائب ثالث هو كيفن ماكينا، الذي ورد اسمه في تقرير ديكلاسيفيد، لكن لم يُفتح أي تحقيق رسمي بحقه حتى الآن.
كما لفت الموقع ذاته في تقرير سابق إلى أن مفوض المعايير نفسه سبق أن أعرب علنًا عن دعمه للعمل العسكري الإسرائيلي في غزة، بل وصف الرافضين للخدمة في الجيش الإسرائيلي بـ”الجبناء والطفيليين”، ما يثير تساؤلات عن حياديته.
هذا وتؤكد منصة العرب في بريطانيا أن هذه الحادثة تكشف عن إشكالية خطيرة تتعلق بالشفافية داخل البرلمان البريطاني، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بعلاقات سياسية معقدة كالصراع في الشرق الأوسط. إن قبول نواب لرحلات ممولة من جماعات ضغط مرتبطة بإسرائيل يثير تساؤلات عن استقلالية القرار السياسي البريطاني ومدى التزامه بالمبادئ الديمقراطية. وتؤكد المنصة أيضًا أن هذه القضايا تؤثر في ثقة الناخبين بطريقة مباشرة، وتستدعي مراجعة جادة لقواعد الإفصاح والمساءلة؛ لضمان نزاهة الحياة السياسية.
المصدر: Declassified UK
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
18°C
