تقارير: بريطانيا وضعت خطة لاستئناف تمويل الأونروا

أكدت تقارير صحفية أن بريطانيا وضعت خطة لاستئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفقًا لما نشره موقع ميدل إيست آي، نقلًا عن نائب مطلع في البرلمان البريطاني.

ونقل الموقع عن مصدر آخر قوله: إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اعترف بأن بلاده تسرعت في قرار وقف تمويل الأونروا، وهو يبحث في إمكانية إعادة تمويل المنظمة دون أن يخسر ماء وجهه، لا سيما أن بلاده كانت قد سارعت إلى قطع تمويل الأونروا بناءً على المزاعم الإسرائيلية.

ويشير المصدر إلى أن كاميرون طلب من الأونروا تقديم اقتراحات للبرلمان البريطاني؛ لتبرير قرار بريطانيا المرتقب بالتراجع عن وقف تمويل الأونروا.

هل تسرعت بريطانيا في قرار وقف تمويل الأونروا؟

وبحسَب المصدر فقد قال وزير الخارجية ديفيد كاميرون: إنه حث الأونروا على فتح تحقيقات في الاتهامات الموجهة إلى 12 من موظفيها بالتعامل مع حركة حماس، واتخاذ مزيد من الإجراءات؛ للتأكد من صحة هذه الاتهامات.

وقال المصدر: “اعترفت الحكومة البريطانية بأنها تسرعت كثيرًا في قرار وقف تمويل الأونروا، وهي تطلب من الوكالة مساعدتها في إيجاد المبررات للعدول عن قرارها، بعد أن كشفت الحكومة البريطانية نيتها عدم مساعدة إٍسرائيل في القضاء على الوكالة الفلسطينية.

هذا ورفضت وزارة الخارجية البريطانية الإدلاء بأي معلومة بشأن وجود خطط لإعادة تمويل الأونروا، لكنها أشارت إلى التعليقات التي أدلى بها وزير الخارجية ديفيد كاميرون في مجلس اللوردات، بعد تأكيده أن وكالة الأونروا هي الوحيدة القادرة على تزويد سكان غزة بالمساعدات.

وأضاف كاميرون: “أتفهم القلق الإسرائيلي بشأن تورط عدد من موظفي الأونروا بالتعامل مع حركة حماس، ويجب التحقيق في هذا الأمر، وإجراء إصلاحات داخل المنظمة”.

وتابع: “رغم ذلك فإنني أؤكد لمجلس النواب أن الأونروا هي الهيئة الوحيدة القادرة على إيصال المساعدات التي نرغب بإرسالها إلى قطاع غزة، لذا يجب أن نكون واقعيين بشأن كيفية إيصال هذه المساعدات وسرعة توزيعها، بالمقابل يجب أن نواجه التطرف بالوسائل المناسبة”.

وكان مقررًا أن يجتمع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بالوزير الإسرائيلي بيني غانتس في لندن يوم الأربعاء الماضي، بعد قوله أمام مجلس اللوردات: إن صبر بريطانيا بدأ ينفد بسبب نقص وصول المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة.

الملايين ينتظرون الدعم

ويأتي ذلك بعد أن اتخذت بريطانيا قرارًا إلى جانب أكثر من اثنتي عشرة دولة بوقف تمويل الأونروا في أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي، في أعقاب المزاعم الإسرائيلية بشأن تورط بعض موظفي الأونروا في هجمات حركة حماس بتاريخ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وكان العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية قد أكد أن كثيرًا من هذه الدول -ويشمل ذلك هولندا ولاتفيا- اتخذ قرار وقف تمويل الأونروا بناءً على الرواية الإسرائيلية فقط.

وتساءل كثيرون عن سبب تسرع بريطانيا في اتخاذ قرار وقف تمويل الأونروا، وما إذا كانت قد حصلت على أي أدلة بشأن مشاركة بعض موظفي الوكالة في الهجوم الذي شنته حماس على القوات الإسرائيلية في مستوطنات غلاف غزة بتاريخ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

واتضح لاحقًا أن قرار وقف تمويل الأونروا الذي اتخذه وزير الخارجية ديفيد كاميرون كان مبنيًّا على أساس المعلومات المتاحة فقط، ورفضت وزارة الخارجية في وقتها الكشف عن الأدلة التي اتخذت القرار على أساسها.

وقد علقت الأونروا على قرار وقف التمويل في ذلك الوقت بالقول: “إن وقف التمويل سيجبر الوكالة على اتخاذ قرارت صعبة للغاية، وسيضعها في ظروف صعبة التحمل”.

إعادة النظر في قرار وقف تمويل الأونروا

لكن مع اشتداد الحصار على قطاع غزة واستشهاد 17 فلسطينيًّا من الجوع، بدأ المزاج الدولي تجاه وكالة الأونروا بالتغير، ويبدو أن بريطانيا ليست الدولة الوحيدة الراغبة في إعادة تمويل الأونروا.

وأعلنت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي نيتها تحويل مبلغ 54 مليون دولار إلى وكالة الأونروا، وقالت المفوضية: إنها ستجمد إرسال 34 مليون دولار؛ بسبب تضارب وجهات النظر بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن الاستمرار في تمويل الأونروا، وسترسل بقية المبلغ على دفعتين، ريثما تنظر الأونروا في الاتهامات الموجهة إلى موظفيها.

وذكر بعض التقارير أن الحكومة الكندية قد تستأنف تمويل الأونروا بعد تلقيها تقاريرَ من الأمم المتحدة عن المزاعم المتعلقة بتورط بعض موظفي الأونروا في هجوم حركة حماس.

المصدر: Middle East Eye

اقرأ أيضاً :

• عثمان مقبل: معايير الغرب المزدوجة تتضح بشناعة في مسألة الأونروا
• جمال كنج: وقف تمويل الأونروا هو استكمال للإبادة الجماعية في غزة
• بيتر أوبورن: ديفيد كاميرون وقع في فخ ملف الأونروا