تكرار زيارات المرضى للطوارئ في بريطانيا: الأسباب والدلالات
كشفت دراسة جديدة أجراها الصليب الأحمر البريطاني أن واحدًا من كل سبعة مرضى يزورون أقسام الطوارئ بشكل متكرر نتيجة لاحتياجات طبية غير ملباة وشعورهم بعدم وجود بديل آخر للحصول على الرعاية. وأشارت الدراسة إلى أن غالبية هؤلاء المرضى تزيد أعمارهم عن 70 عامًا ويعانون من حالات صحية مزمنة، أو تقل أعمارهم عن 50 عامًا ويعانون من اضطرابات نفسية.
ووفقًا للبحث، فإن أقل من 2% من سكان المملكة المتحدة يمثلون ما يقرب من 14% من زيارات أقسام الطوارئ. وأوضح التقرير أن المرضى يلجؤون إلى الطوارئ خمس مرات أو أكثر سنويًا بسبب “مشكلات طبية غير محلولة”، وهو ما يعكس عجز الخدمات الصحية البديلة عن تلبية احتياجاتهم، مما يدفعهم إلى طلب رعاية طارئة عند وصولهم إلى المستشفيات.
نتائج الدراسة
اعتمدت الدراسة على مراجعة معمقة لبيانات زيارات أقسام الطوارئ في مقاطعة دورست على مدار خمس سنوات. وأظهرت النتائج أن 1.7% فقط من سكان المقاطعة شكلوا 13.8% من زيارات الطوارئ. وكانت هذه الزيارات تُصنَّف غالبًا كحالات عاجلة من قبل الأطباء، ما يشير إلى خطورة الأوضاع الصحية لهؤلاء المرضى.
وأوضحت الدراسة أن الفئات الأكثر تكرارًا لزيارة الطوارئ تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين: الأولى تشمل كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا ويعانون من حالات صحية مزمنة متعددة، والثانية تضم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا، خاصة النساء، ويعانون من اضطرابات نفسية. وأظهرت الدراسة أيضًا أن كلتا المجموعتين تعتمد بشكل كبير على سيارات الإسعاف للوصول إلى أقسام الطوارئ، كما تكررت زياراتهم للأطباء العامين في الشهر الذي سبق طلبهم الرعاية الطارئة.
الأسباب والدلالات
أكدت بياتريس بوتسانا-سيتا، المديرة التنفيذية للصليب الأحمر البريطاني، أن تكرار زيارات المرضى للطوارئ يُعد انعكاسًا لضغوط متزايدة على النظام الصحي البريطاني، مشيرةً إلى أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل العزلة الاجتماعية، وظروف السكن غير الملائمة، تسهم بشكل كبير في هذه الظاهرة.
وقالت بوتسانا-سيتا: “هناك العديد من الأسباب التي تدفع بعض الأفراد إلى زيارة الطوارئ بشكل متكرر. هؤلاء الأشخاص يعانون من ضغوط كبيرة بسبب مشكلاتهم الصحية، وهو أمر قد يحدث لأي منا. نتائج دراستنا تُبرز الحاجة إلى تعزيز الدعم المجتمعي لمواجهة هذه التحديات”.
وأوضحت أن فريق الصليب الأحمر، الذي يعمل مع هيئة الصحة الوطنية (NHS)، يتعامل بانتظام مع حالات تتراوح بين مشكلات العزلة الاجتماعية إلى قضايا الإسكان التي تؤثر سلبًا على صحة المرضى ورفاههم.
من جانبه، دعا البروفيسور جوليان ريدهد، المدير السريري للرعاية الطارئة والعاجلة في هيئة الصحة الوطنية، المرضى إلى استخدام خدمات “999” وأقسام الطوارئ فقط في الحالات المهددة للحياة والإصابات الخطيرة. كما حث الجمهور على الاستفادة من خدمة “111” المتاحة على مدار الساعة، والتي تقدم استشارات طبية عبر الهاتف أو الإنترنت وتوجه المرضى إلى الخدمات المناسبة مثل مراكز العلاج العاجل أو العيادات العامة.
وأشار ريدهد إلى أن ما يصل إلى 40% من زيارات أقسام الطوارئ يمكن معالجتها بشكل أفضل في أماكن أخرى، مما يبرز أهمية تعزيز وعي الجمهور بالخيارات البديلة للرعاية الصحية.
خطة الحكومة
في ظل التحديات التي تواجه النظام الصحي البريطاني، تعمل الحكومة على تطوير خطة شاملة لمدة عشر سنوات تهدف إلى إصلاح هيئة الصحة الوطنية وتعزيز كفاءتها لمواجهة الضغوط المتزايدة. وأكدت وزيرة الصحة، كارين سميث، أن هذه الخطة ستركز على جعل النظام الصحي قادرًا على تلبية احتياجات المرضى على مدار العام.
واختتمت سميث بقولها: “ندرك حجم الضغوط التي تواجه هيئة الصحة الوطنية، لا سيما خلال فصل الشتاء. خطة الحكومة تهدف إلى توفير نظام صحي يلبي احتياجات المرضى بشكل أكثر كفاءة وفعالية”.
إقرأ أيّضا
- أزمة وصول للمعلومات في NHS تودي بحياة المرضى في بريطانيا
- أزمة وصول للمعلومات في NHS تودي بحياة المرضى في بريطانيا
- هيئة الصحة الوطنية تتسبب في وفاة رضيعة بسبب التغذية الملوثة
الرابط المختصر هنا ⬇