العرب في بريطانيا | تقرير: حزب العمال تجاهل تحذيرات الشرطة بشأن الت...

1447 جمادى الثانية 16 | 07 ديسمبر 2025

تقرير: حزب العمال تجاهل تحذيرات الشرطة بشأن التهديد للمسلمين في مباراة مكابي

تقرير: حزب العمال تجاهل تحذيرات الشرطة بشأن التهديد للمسلمين في مباراة مكابي
صبا الشريف November 6, 2025

كشفت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية عن وثائق جديدة تُظهر أن شرطة غرب ميدلاندز حذّرت من أن جماهير نادي مكابي تل أبيب قد تشكّل خطرًا على المجتمعات المسلمة في مدينة برمنغهام، وذلك قبيل صدور قرار منعهم من حضور مباراة فريقهم أمام أستون فيلا الأسبوع الماضي.

ورغم تلك التحذيرات الأمنية، سارع عدد من الوزراء البريطانيين – من بينهم شخصيات في حزب العمال – إلى انتقاد قرار المنع، واعتبروا أنه يحمل طابعًا “معاديًا للسامية”، متجاهلين ما ورد في تقارير الشرطة من مؤشرات واضحة على وجود تهديدات حقيقية للأمن العام.

شرطة برمنغهام تحذّر من عنف محتمل لجماهير مكابي تل أبيب

تقرير: حزب العمال تجاهل تحذيرات الشرطة بشأن التهديد للمسلمين في مباراة مكابي

أظهرت الوثائق التي اطّلعت عليها صحيفة ميدل إيست آي أن شرطة غرب ميدلاندز صنّفت مستوى الخطر الذي تواجهه المجتمعات المسلمة في برمنغهام على أنه “متوسط”، وكذلك الخطر الذي قد يطال المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، في حين اعتبرت أن “الخطر الأكبر” ينبع من جماهير نادي مكابي تل أبيب نفسها، التي رأت الشرطة أنها “مرجّحة لإثارة أعمال عنف وشغب”.

وبيّن التقرير الأمني أن بعض مشجعي النادي الإسرائيلي “لهم تاريخ معروف من السلوك العنصري تجاه اللاعبين والجماهير، ولديهم سجل موثّق ومقلق من الفوضى والعنف في المباريات داخل بريطانيا وخارجها”.

وأشارت الشرطة إلى أنها أجرت مشاورات مع ممثلين عن الجاليتين اليهودية والمسلمة، إضافةً إلى مجموعات من مشجعي كرة القدم وسكان محليين آخرين، حيث عبّرت جميع الأطراف عن مخاوفها من “تعرض مجتمعاتهم وممتلكاتهم لهجمات محتملة”، فضلًا عن القلق من تأثير تلك الأحداث على التماسك الاجتماعي في المدينة.

مشجعو مكابي تل أبيب مصدر تهديد

تقرير: حزب العمال تجاهل تحذيرات الشرطة بشأن التهديد للمسلمين في مباراة مكابي

وفي تقرير سابق، كشفت صحيفة ميدل إيست آي أن الشرطة الهولندية أبلغت نظيرتها البريطانية بأن أكثر من 200 من مشجعي نادي مكابي تل أبيب، الذين تسببوا بأعمال فوضى في العاصمة أمستردام خلال نوفمبر 2024، “مرتبطون بجيش الاحتلال الإسرائيلي (IDF)”، وأن مئات آخرين منهم “مقاتلون ذوو خبرة، منظمون للغاية، ويعتزمون ارتكاب أعمال عنف خطيرة”.

كما ذكرت صحيفة الجارديان في تقرير نُشر بتاريخ 21 أكتوبر أن تحقيق الشرطة البريطانية “خلص إلى أن أكبر تهديد بالعنف مصدره مشجعون متطرفون من أنصار النادي الإسرائيلي”.

جدل حول حظر جماهير مكابي بين ناندي ونائب مستقل

تقرير: حزب العمال تجاهل تحذيرات الشرطة بشأن التهديد للمسلمين في مباراة مكابي

عقب إعلان قرار الحظر، هاجمت وزيرة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية {ليزا ناندي} الانتقادات التي ربطت القرار بسلوك جماهير مكابي تل أبيب، مؤكدة في البرلمان أن الحظر “استند بدرجة كبيرة إلى المخاطر التي تهدد جماهير النادي فقط لأنهم إسرائيليون ويهود”.

واتهمت ناندي النائب المستقل إقبال محمد – الذي أيّد قرار المنع – بأنه تصرّف “بطريقة تنطوي على معاداة السامية”.

وردّ محمد على تلك الاتهامات برسالة وجّهها في 23 أكتوبر، قال فيها إن تصريحات ناندي “شوّهت موقفي، وحرفت التوصيات الصادرة عن مجموعة السلامة في مجلس بلدية برمنغهام وشرطة وست ميدلاندز التي استندت إليها خلال مداخلتي في البرلمان”.

وأضاف: “الادعاء بأن القرار استند إلى مشاعر معادية لليهود غير صحيح وخطير ومضلل. لن أؤيد أبدًا حظر أي مجموعة على أساس الدين أو الهوية، وأي محاولة لتصوير موقفي بهذا الشكل تُسيء لنا وللمجتمعات التي نخدمها”.

كوربن يتهم ناندي بتسييس حظر جماهير مكابي

تقرير: حزب العمال تجاهل تحذيرات الشرطة بشأن التهديد للمسلمين في مباراة مكابي

وفي تصريح لصحيفة ميدل إيست آي، قال النائب المستقل جيريمي كوربن تعليقًا على ما ورد في التقرير: “على ليزا ناندي أن توضّح ما إذا كانت على علم بهذه المعلومات الصادمة قبل أن تهاجمنا وتتهمنا ظلمًا”.

وأضاف كوربن: “من المخزي أن تحوّل الحكومة قضية تتعلق بالأمن العام إلى أداة سياسية لخدمة مصالحها، وضلّلت الرأي العام البريطاني – لكنها اليوم مكشوفة أمام الجميع”.

ورغم الانتقادات السياسية، قررت شرطة غرب ميدلاندز ومجموعة السلامة في برمنغهام الإبقاء على قرار منع جماهير مكابي تل أبيب من حضور المباراة، فيما أعلن النادي الإسرائيلي لاحقًا أنه لن يطرح تذاكر لجماهيره.

وتستعد الشرطة لنشر أكثر من 700 ضابط لتأمين اللقاء، في ظل احتجاجات مرتقبة لأنصار فلسطين الذين يرون أن مشاركة مكابي تل أبيب “تمنح شرعية لدولة تمارس الإبادة في غزة وتواصل احتلال الأراضي الفلسطينية”.

يرى المتابعون أن هذا الجدل يعكس حجم التوتر السياسي والاجتماعي في بريطانيا على خلفية الحرب في غزة، ويبرز التحدي الكبير المتمثل في الموازنة بين حرية التعبير ومتطلبات الأمن العام، خصوصًا مع تصاعد الاحتجاجات وتفاقم المواقف المتطرفة من مختلف الأطراف.

كما يسلط الجدل الضوء على ضرورة اعتماد نهج موضوعي يستند إلى الوقائع والتقييمات الأمنية الدقيقة، بعيدًا عن أي تحيّز سياسي أو ديني. ويصبح الحفاظ على التماسك الاجتماعي وصون حق جميع مكونات المجتمع البريطاني في الأمان والاحترام المتبادل أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ يمكن أن يؤدي تسييس القرارات الأمنية أو استغلالها في صراعات سياسية إلى زيادة الانقسامات، وإضعاف ثقة الجمهور بالمؤسسات الرسمية، وتصاعد الاحتقان داخل المجتمع.

المصدر : ميدل إيست آي


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة