تقرير بريطاني: 65 ألف طفل غزي على حافة الموت جوعًا بفعل الحصار الإسرائيلي

حذّرت تقارير أممية من كارثة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة، مع تزايد أعداد الأطفال المُهدَّدين بالموت جوعًا نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع، والذي دخل شهره الثامن منذ بدء العدوان على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام دولية، فإن أكثر من 65 ألف طفل فلسطيني باتوا معرضين لخطر الموت بسبب المجاعة وسوء التغذية الحاد، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى القطاع المحاصر.
استخدام “سلاح الجوع” ضد المدنيين
وأشار التقرير إلى أن حكومة غزة أصدرت بيانًا يوم الجمعة، الموافق 9 أيار/ مايو، عبر مكتبها الإعلامي، حذّرت فيه من أن “الاحتلال الإسرائيلي يفرض المجاعة لقتل المدنيين”، متهمةً إسرائيل بتنفيذ حملة إبادة جماعية تستهدف سكان القطاع، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وأضاف البيان أن إسرائيل تواصل ارتكاب جرائمها الممنهجة من خلال إغلاق المعابر البرية ومنع دخول أكثر من 39 ألف شاحنة مساعدات كانت محمّلة بالغذاء والوقود والأدوية، ما يمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الإنسانية والقانون الدولي.
توقف المخابز
وبحسب التفاصيل الواردة، فقد توقفت جميع المخابز في قطاع غزة عن العمل كليًا منذ أكثر من 40 يومًا، ما أدى إلى انعدام الخبز، وهو أحد المواد الغذائية القليلة المتوفرة للسكان، الأمر الذي فاقم من مأساة العائلات، وخصوصًا الأطفال.
وتشير تقارير دولية إلى أن أكثر من 65 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، ويواجهون خطر الموت نتيجة استخدام إسرائيل “سلاح الجوع” كوسيلة للضغط على المدنيين الفلسطينيين.
70 يومًا من الإغلاق الكامل للمعابر
وأضاف البيان أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر الحدودية بشكل كلي لمدة 70 يومًا، تسبب في انهيار شبه تام للمنظومتين الصحية والإنسانية داخل قطاع غزة، في وقت باتت فيه المستشفيات والمراكز الطبية عاجزة عن التعامل مع الأوضاع المتدهورة، لا سيما مع شح الأدوية ونفاد المستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات.
ودعت حكومة غزة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لوقف هذه السياسات العقابية، وفتح المعابر فورًا للمساعدات الإنسانية والمواد الأساسية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المدنيين، وخصوصًا الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه الحرب المستمرة.
الخطة الإسرائيلية تحت نيران الانتقادات الأممية
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تصاعد فيه الجدل الدولي حول الخطة التي أعلنت عنها إسرائيل مؤخرًا بشأن إدخال مساعدات محدودة إلى غزة.
فقد أعرب مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم البالغ، ووجّهوا انتقادات حادة لتلك الخطة، محذرين من أنها “لا تلبي الحد الأدنى من المعايير الإنسانية”، وقد تؤدي إلى تفاقم معاناة السكان بدلًا من التخفيف عنها.
من 500 شاحنة مساعدات يوميًا إلى 65 فقط
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن إسرائيل لا تسمح حاليًا إلا بدخول 65 شاحنة مساعدات يوميًا إلى قطاع غزة، وهو رقم منخفض للغاية مقارنة بعدد الشاحنات التي كان يُسمح بدخولها قبل بدء الحرب، والذي كان يصل إلى 500 شاحنة يوميًا.
من جهة أخرى، أوضحت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية وإنسانية دولية أن إسرائيل أغلقت جميع المعابر الحدودية المؤدية إلى غزة منذ 2 آذار/ مارس، ما أدى إلى وقف تام لوصول المواد الغذائية والطبية والوقود، وهو ما ساهم بشكل مباشر في تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.
نحو 52 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال
ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استُشهد نحو 52,800 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في ضربات جوية وبرية وصفها مراقبون دوليون بالوحشية.
وقد تعرضت البنية التحتية في القطاع إلى دمار واسع، ما فاقم من صعوبة الوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية والغذاء، وجعل من الحياة اليومية تحديًا وجوديًا لغالبية السكان.
المصدر: tempo
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇