تقرير: ابتزاز الأطفال عبر الإنترنت يتصاعد في بريطانيا و10% من الأسر متأثرة
حذّرت منظمة حماية الطفل البريطانية NSPCC من تصاعد خطير في حالات ابتزاز الأطفال عبر الإنترنت، مستندةً إلى بيانات جديدة تُظهر أن واحدًا من كل عشرة آباء في بريطانيا يؤكد أن طفله تعرّض لشكل من أشكال الابتزاز الإلكتروني، في ظل ضعف واضح في الحوار الأسري حول هذه المخاطر، وتقصير مستمر من شركات التكنولوجيا في حماية القُصّر.
وبحسب استطلاع شمل أكثر من 2,500 والد ووالدة، فإن 20% من الأهالي يعرفون طفلًا تعرض للابتزاز الإلكتروني، في حين أقرّ 40% منهم بأنهم نادرًا ما يناقشون مع أطفالهم تهديدات الابتزاز عبر الإنترنت، رغم الانتشار المتزايد لهذه الظاهرة.
وقالت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA) إنها تتلقى شهريًّا أكثر من 110 بلاغات تتعلق بمحاولات “ابتزاز جنسي” تستهدف الأطفال، حيث تستدرج عصابات إلكترونية دولية المراهقين لإرسال صور حساسة، ثم تهددهم بنشرها.
وتؤكد الوكالات الأمنية في بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا أن عدد ضحايا هذا النوع من الابتزاز يشهد ارتفاعًا سريعًا، خصوصًا بين الفتيان المراهقين والشباب. وتشير البيانات إلى أن العصابات المسؤولة عن هذه الجرائم غالبًا ما تعمل من غرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وقد شهدت بريطانيا حوادث مأساوية مرتبطة بهذه الجرائم، من بينها انتحار موراي داوي (16 عامًا) في إسكتلندا عام 2023 بعد تعرضه لابتزاز عبر إنستغرام، وكذلك انتحار دينال دي ألويس (16 عامًا) في لندن عام 2022 بعد تهديده بصور عارية.
انتقادات لشركات التكنولوجيا

وأعربت راني غوفندر، مديرة السياسات في NSPCC، عن قلقها من استمرار شركات التكنولوجيا في التقصير بحماية الأطفال، مؤكدة أن حماية القُصّر يجب أن تكون جزءًا أساسيًّا من تصميم المنصات، لا مجرّد تدخّل متأخر بعد وقوع الضرر.
وتشمل تعريفات الابتزاز لدى المنظمة جميع التهديدات بنشر صور أو فيديوهات حميمة للطفل، أو الكشف عن معلومات خاصة مثل ميوله أو بيانات شخصية حساسة، سواء تم الحصول عليها برضا الطفل أو بالإكراه أو باستخدام الذكاء الاصطناعي.
كما يمكن أن يأتي التهديد من مجهول أو من شخص داخل دائرة معارف الطفل، وتتراوح مطالب المبتز بين المال، أو الحصول على صور إضافية، أو إجبار الضحية على الاستمرار في علاقة معيّنة.
توصيات لرفع الوعي الأسري

وحذّر التقرير من ظاهرة “المشاركة المفرطة للآباء” (Sharenting)، أي نشر صور ومعلومات للأطفال على وسائل التواصل، لما قد يشكّله ذلك من مادة يستغلها المبتزون لاحقًا.
وينصح الخبراء بأن يصبح الحديث مع الأطفال حول الأمن الرقمي جزءًا من الروتين اليومي، سواء أثناء تناول الطعام أو خلال الرحلات القصيرة، لتوفير بيئة آمنة تشجعهم على كشف أي تهديد دون خوف أو إحراج.
وأظهرت مقابلات أجرتها NSPCC مع مراهقين أن عدم إبلاغهم يعود إلى الشعور بالحرج، أو تفضيل إخبار صديق أولًا، أو ظنّهم أنهم قادرون على حل المشكلة بمفردهم.
وترى منصة العرب في بريطانيا أن الارتفاع المقلق في معدلات ابتزاز الأطفال عبر الإنترنت يتطلب استجابة وطنية عاجلة تشمل:
- تشديد الرقابة على المنصات الرقمية الكبرى التي لا تزال تتجاهل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية.
- إطلاق برامج تثقيف رقمي إلزامية في المدارس لتعريف الأطفال بمخاطر الابتزاز الإلكتروني.
- تعزيز قنوات البلاغات السريعة وتمكين الأسر بالأدوات المناسبة للتعامل مع هذه الجرائم.
وتؤكد المنصة أن حماية الأطفال في الفضاء الرقمي لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة ملحّة تستدعي تعاونًا مشتركًا بين الحكومة والمجتمع وشركات التكنولوجيا، قبل أن تتحول هذه الممارسات الإجرامية إلى أزمة اجتماعية واسعة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
