تقرير: أزمة قروض الطلاب تتفاقم في بريطانيا مع تجاوز الديون حاجز الـ100 ألف باوند
كشفت بيانات رسمية عن تفاقم أزمة القروض الطلابية في بريطانيا، حيث تبيّن أن أكثر من 150 ألف طالب وخريج يواجهون ديونًا تتجاوز 100 ألف باوند، فيما سجّل أحد المقترضين دينًا قياسيًا بلغ 298 ألف باوند.
ووفقًا للأرقام التي حصلت عليها شركة رويال لندن للتأمين والاستثمار عبر طلب حرية المعلومات من شركة القروض الطلابية الحكومية (SLC)، ارتفع عدد المديونين بأكثر من 30% خلال ستة أشهر فقط، إذ كان العدد في يناير 113,029 شخصًا، ليرتفع في يونيو إلى 150,450 شخصًا. كما أظهرت البيانات أن أكثر من 2.6 مليون شخص في بريطانيا يواجهون ديونًا طلابية تتجاوز 50 ألف باوند.
ضغوط مالية خانقة
تقول رويال لندن إن هذه الديون أصبحت تقيّد الشباب وتمنعهم من الادخار أو امتلاك منازل. وتشير إلى أن تراكم الديون الضخمة ناتج عن عدة عوامل، أبرزها ارتفاع رسوم الدراسة الجامعية، وتزايد تكاليف المعيشة، إضافةً إلى تمديد فترات السداد في الخطط الجديدة.
وبلغ متوسط ديون الطلاب الذين أنهوا دراستهم في إنجلترا العام الماضي نحو 53 ألف باوند، وهو ما يعكس العبء المالي المتزايد على الأجيال الجديدة من الخريجين.
يتكون التمويل الطلابي من قرض للرسوم الدراسية يُحوَّل مباشرة إلى الجامعة، وآخر لتغطية نفقات المعيشة مثل الإيجار والطعام. وتختلف شروط السداد حسب خطة القرض، حيث يوجد خمس خطط مختلفة يحددها تاريخ بدء الدراسة ومكان الإقامة والتخصص.
على سبيل المثال، يخضع الطلاب الذين بدأوا دراستهم في إنجلترا بعد أغسطس 2023 لـ الخطة 5، التي تفرض فائدة قدرها 3.2% وتُشطب ديونها بعد 40 عامًا من موعد الاستحقاق، أي أطول بعشر سنوات من الخطة 2 التي تُشطب بعد 30 عامًا.
نظام سداد طويل الأمد
قالت سارة بينيلز، خبيرة التمويل في رويال لندن: “ديون الطلاب ذات الستة أرقام ليست مجرد أرقام على الشاشة – إنها تؤجّل الأحلام وتُضعف قدرة الشباب على الادخار وتزيد شعورهم بعدم الأمان المالي.”
من جهتها، بررت شركة القروض الطلابية (SLC) هذه الأرصدة الكبيرة بأنها نتيجة لسياسات حكومية تسمح بتمويل سنوات إضافية في بعض البرامج أو في حالات شخصية استثنائية.
أما وزارة التعليم فأكدت أن هذه الأرقام “لا تمثل الغالبية العظمى من الخريجين”، لكنها شددت على ضرورة أن يثق الطلاب بأن استثماراتهم الكبيرة في التعليم تحقق قيمة حقيقية، لافتة إلى أن النظام الجديد يفرض السداد فقط عند بلوغ دخل سنوي يفوق 25 ألف باوند، مع فترة سداد تمتد إلى 40 عامًا.
و تضخم ديون الطلاب بهذا الشكل يعكس أزمة في نظام التعليم العالي البريطاني، الذي بات أقرب إلى “فخ مالي” يثقل كاهل الشباب بدل أن يكون بوابة للفرص. فالمعادلة الحالية تحوّل التعليم الجامعي من وسيلة للتمكين الاجتماعي إلى عبء اقتصادي طويل الأمد.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
10°C
