تقارير: عمال إندونيسيون في بريطانيا يواجهون خطر “عبودية الديون”!
ربما تحول عمال إندونيسيون في بريطانيا من هدف تحسين ظروف المعيشة وجمع المال إلى واقع “عبودية الديون” التي تصل إلى 5 آلاف باوند!
وقع عمال إندونيسيون في بريطانيا يعملون في جني المحاصيل من المزارع الموردة لمتاجر تيسكو (Tesco) وماركس آند سبنسر (Marks & Spencer) ووايتروز (Waitrose) في شَرَك عبودية الديون التي فرضها عليهم سماسرة أجانب لا يمتلكون ترخيصًا للعمل في بريطانيا لموسم واحد.
مُنح جامعو المحاصيل في مزرعة في كينت في البداية عقودًا دون ساعات عمل، ودفع عامل واحد على الأقل أقل من 300 باوند في الأسبوع بعد اقتطاع تكلفة استخدام البيوت المتنقلة، وفقًا لإشعارات الدفع وغيرها من الوثائق التي استند إليها تحقيق صحيفة الغارديان.
وتشمل الرسوم التي يدفعها العمال الإندونيسيون الرحلات الجوية والتأشيرات، في حين قال كثير منهم: إنهم يواجهون ديونًا بآلاف الباوندات بوصفها رسومًا إضافية من سماسرة إندونيسيين وعدوهم بأرباح كبيرة. وبموجب قانون العمل في المملكة المتحدة من غير القانوني فرض رسوم على العمال لإيجاد وظائف لهم.
وفي هذا السياق وصف أحد العمال كيف رهن منزل عائلته في بالي ضمانًا لسداد الديون ويخشى الآن خسارته فقال: أعمل الآن بجد فقط لسداد تلك الأموال.
“لا أستطيع النوم في بعض الأحيان! لدي عائلة تحتاج إلى دعمي وفي الوقت نفسه أفكر في الدَّين”.
عمال إندونيسيون في بريطانيا لسد نقص اليد العاملة
أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحرب في أوكرانيا إلى نقص مزمن في العمالة على مستوى القطاع الزراعي في البلاد، ما دفع المزارع ووكالات التوظيف إلى البحث عن عمال من خارج أوروبا.
تثير النتائج التي توصل إليها التحقيق احتمال وقوع جامعي المحاصيل الأجانب في شَرَك عبودية الديون الذي يمنعهم من ترك العمل. ويقول خبراء حقوق المهاجرين: إن هذا الوضع يعرض العمال لما يسمى “العمل القسري”. (https://www.creativesystems.com/)
وعلى ضوء ذلك تبحث وزارة الداخلية وهيئة الاستغلال وسوء العمل (GLAA) في المزاعم التي أثارها تحقيق صحيفة الغارديان، وبدأت المتاجر الكبرى كذلك تحرياتها حول تجنيد مئات من عمال المزارع الإندونيسيين للعمل في بريطانيا هذا الصيف بتأشيرات العمل الموسمية.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن جلب العمال الإندونيسيين كان من جهة “AG Recruitment“، وهي واحدة من الوكالات البريطانية الأربع المرخصة للتوظيف باستخدام تأشيرات العمال الموسمية.
وفي هذا السياق نفت (AG) ارتكاب أي مخالفات قانونية، مؤكدة أنها لا تعرف شيئًا عن سماسرة إندونيسيين يتقاضون أموالًا مقابل جلب العمال.
كانت (AG) تخطط في الأساس لجلب عمال من أوكرانيا وروسيا، لكنها غيَّرت الخطة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير، أي قبل أسابيع من موعد بدء موسم قطف الثمار. وفي العام الماضي جاء ما يقرب من 20 ألف أوكراني إلى بريطانيا بتأشيرات عمل موسمية مُشكِّلين ثلثي العمال الوافدين.
ولم يكن لدى (AG) خبرة سابقة في إندونيسيا، فطلبت المساعدة من وكالة (Al Zubara Manpower) التي يقع مقرها في جاكرتا، والتي ذهبت بدورها إلى سماسرة في جزر أخرى فرضوا رسومًا باهظة على العمال الذين جلبوهم.
وتُظهِر الفواتير التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان أن ديون عمال مزرعة كلوك هاوس (Clock House) تتراوح بين 4400 و5000 باوند لوسيط في بالي جلب العمال لوكالة التوظيف الإندونيسية.
تدخل رسوم الرحلات الجوية والتأشيرات في هذه الديون، إضافة إلى رسوم أخرى تشمل التدريب اللغوي الإجباري الذي لا يتطلبه العمل في المزارع، ومئات الباوندات مقابل الإقامة في جاكرتا أثناء انتظار التأشيرات.
هذا ويجب سداد الديون عن طريق حوالة شهرية على أقساط تصل إلى 800 باوند.
وفي الوقت الذي أعرب فيه محامو مزرعة كلوك هاوس عن قلقهم بشأن هذه الحقائق مطالبين وكالة (AG) بوقف جلب العمال الإندونيسيين، تقول هيئة (GLAA): إنها تحقق في جميع مزاعم الاستغلال في العمل، وتأخذ القضية على محمل الجد مشجعة أي شخص معني بالأمر على الاتصال بها.
اقرأ المزيد:
بريطانيا تستعد لبناء أكبر مزرعة عمودية في العالم
مزارعون بريطانيون يستقدمون عمالا من نيبال وطاجكستان لقطف الثمار
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C