تقارير صادمة: تضاعف وفيات طالبي اللجوء تحت رعاية الداخلية خلال عام واحد

كشفت بيانات جديدة أن عدد طالبي اللجوء الذين لقوا حتفهم تحت رعاية وزارة الداخلية البريطانية قد تضاعف خلال العام الماضي، ما أثار مخاوف كبيرة بشأن ظروف إيواء هؤلاء الأشخاص، الذين يعانون أصلًا من أوضاع نفسية وصحية هشة. وبينما نتجت بعض الوَفَيَات عن أمراض معينة أو التقدم في السن، يُعتقد أن حالات أخرى كانت بسبب الانتحار، ما يثير الشكوك بشأن تأثير سياسة الحكومة على صحة هؤلاء الأفراد.

وتأتي هذه الأرقام الصادمة بعد أن هرب العديد من هؤلاء الأفراد من الاضطهاد في بلدانهم الأصلية، وواجه بعضهم الاغتصاب والتعذيب أو الاعتداء من المتاجرين بالبشر أثناء رحلتهم للبحث عن الأمان.

تضاعف وفيات طالبي اللجوء

وتشمل هذه البيانات الفترة من يناير إلى يونيو 2024، إذ سُجِّلت وفاة 28 شخصًا، بينهم رضيعان -أحدهما من باكستان والآخر من أفغانستان- وصبي يبلغ من العمر 15 عامًا من العراق. ووفقًا لأرقام حصلت عليها منظمة “ذا سيفيل فليت” غير الحكومية، شهدت الفترة نفسها من عام 2023 تسجيل 13 حالة وفاة فقط.

وفي هذا السياق علق إنفر سولومون، الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، قائلًا: “إن الزيادة الحادة في عدد الوَفَيات بين طالبي اللجوء في مرافق الإيواء تثير قلقًا بالغًا”.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية لا تنشر معلومات عن وَفَيَات طالبي اللجوء ممن هم في رعايتها، ما يجعل من الصعب الحصول على مثل هذه البيانات عبر طلبات حرية المعلومات. ومع أن بيانات النصف الأول من عام 2024 لا تقدم تفاصيل عن أسباب الوَفَيات، تُظهر بيانات عام 2023 أن بعض الأرواح قد أُزهقت في ظروف مروعة، إذ توفي شخص نتيجة حادث صدم، في حين اضطر آخر إلى القفز من نافذة غرفته التي اشتعلت فيها النيران، بعد انفجار بطارية الليثيوم في دراجته الإلكترونية.

دون اختيار

وتشير البيانات الطويلة الأمد إلى زيادة حادة في عدد الوَفَيَات في مرافق وزارة الداخلية منذ عام 2020، حيث تضاعفت حالات الانتحار.

وبين إبريل 2016 ويونيو 2024، سُجِّلت 217 حالة وفاة، منها 28 حالة فقط بين إبريل 2016 وديسمبر 2019، في حين بلغ عدد الوفَيَات بين يناير 2020 ويونيو 2024 نحو 189 حالة، ما يمثل 87 في المئة من إجمالي الوفَيَات خلال تلك الفترة.

ويبدو أن هذه الزيادة في الوَفَيَات تتزامن مع تغيير سياسة وزارة الداخلية، التي انتقلت من إيواء طالبي اللجوء في مساكن مشتركة إلى إيواء عشرات الآلاف في فنادق منذ بداية وباء كوفيد-19.

وتلقى مئات من طالبي اللجوء إشعارًا بضرورة قبول الإقامة “دون اختيار” في قاعدة وذرزفيلد العسكرية السابقة في إسيكس، أو البارجة المثيرة للجدل بيبي ستوكهولم في بورتلاند بدورست، حيث يُعتقد أن طالب اللجوء الألباني لينارد فاروكو قد أنهى حياته في ديسمبر 2023.

وأضاف سولومون: “نشهد تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا على الرجال والنساء والأطفال، الذين يُتركون معزولين في مساكن ذات جودة رديئة لشهور طويلة مع دعم مالي ضئيل. هؤلاء الأشخاص فروا من الحرب والعنف والرعب في دول مثل أفغانستان وسوريا والسودان، وجاؤوا إلى المملكة المتحدة بحثًا عن الأمان. إن مسؤولية الحكومة القانونية هي ضمان سلامتهم وصحتهم؛ لتجنب المزيد من الوفَيَات المأساوية”.

تحقيقات

وبينما حذرت منظمة الصليب الأحمر البريطاني، وهي أكبر مقدم لخدمات اللاجئين في المملكة المتحدة، من أن طالبي اللجوء في إنجلترا يسقطون من خلال الثغرات في نظام الرعاية الصحية، أطلقت إطار عمل جديد؛ لمساعدة الأطباء والعاملين في الرعاية الصحية والجمعيات الخيرية والسلطات المحلية على التعاون؛ لضمان حصول كل من يصل إلى طلب اللجوء على الرعاية الصحية التي يحتاجها ويستحقها.

وقد رفضت وزارة الداخلية التعليق على ارتفاع عدد الوَفَيَات بين طالبي اللجوء، إلا أن مصادر أوضحت أن البيانات تعود للحكومة السابقة، وأن الوزارة تتعاون بالكامل مع التحقيقات المتعلقة بهذه الوفَيَات.

يُذكَر أنه يمكن الاتصال بمنظمة ساماريتانز في المملكة المتحدة وأيرلندا على الرقم المجاني 116 123، أو عبر البريد الإلكتروني (jo@samaritans.org) أو (jo@samaritans.ie). وفي الولايات المتحدة، يمكن الاتصال أو إرسال رسالة نصية إلى الخط الوطني لمنع الانتحار على الرقم 988، أو الدردشة على (988lifeline.org)، أو إرسال رسالة نصية بكلمة “HOME” إلى الرقم 741741 للتواصل مع مستشار الأزمة. وفي أستراليا، تُقدم خدمة دعم الأزمات عبر (Lifeline) على الرقم 13 11 14. ويمكن العثور على خطوط مساعدة دولية أخرى عبر موقع (befrienders.org).

المصدر الغارديان 

إقرأ أيّضا 

• الداخلية البريطانية تعزز حماية المساجد لأسباب أمنية طارئة
• وزارة الداخلية تترك مولودًا جديدًا بلا مأوى أثناء تصفية طلبات اللجوء المتراكمة
• أطفال طالبي اللجوء المفقودون من فنادق الداخلية البريطانية يقعون فريسة الاتجار