تغييرات جديدة على حجز اختبارات القيادة في بريطانيا لتقليل التأخير

في خطوة جديدة لمعالجة أزمة تأخير اختبارات القيادة في بريطانيا، أعلنت وزارة النقل (DFT) إجراء تغييرات في قواعد إلغاء الاختبار، حيث سيتعين على المتقدمين إلغاء موعد اختبار القيادة العملي أو تعديله قبل 10 أيام عمل على الأقل، بدلًا من 3 أيام فقط كما كان معمولًا به سابقًا.
ومن المقرر تطبيق هذا الإجراء الجديد ابتداء من الـ8 من إبريل، في محاولة للحدّ من التأجيلات المتأخرة التي تؤدي إلى إهدار مواعيد الاختبار وإطالة فترات الانتظار.
تغييرات توفّر فرصًا أكثر للمتقدمين
ويأمل المسؤولون أن تُشجع هذه التغييرات المتدربين على عدم حجز الاختبار إلا عندما يكونون مستعدين تمامًا، ما يقلل من عمليات الإلغاء المتأخرة التي تعرقل استفادة الآخرين من المواعيد المتاحة. ويأتي هذا التعديل ضمن سلسلة إجراءات حكومية تستهدف معالجة النقص الحاد في مواعيد اختبارات القيادة، حيث تعمل الحكومة منذ ديسمبر الماضي على توظيف وتدريب 450 فاحصًا جديدًا، إضافة إلى تشديد القواعد المتعلقة بحجز الاختبارات وإدارتها؛ لضمان استخدامها بكفاءة.
وتشير الإحصاءات إلى أن فترات الانتظار لاختبار القيادة في ديسمبر الماضي بلغت نحو 21 أسبوعًا في إنجلترا، وأكثر من 15 أسبوعًا في اسكتلندا، و13 أسبوعًا في ويلز. وتعود هذه الأزمة إلى عدة عوامل، من أبرزها الإغلاق الذي فرضه وباء كورونا وما تبعه من تراكم كبير في طلبات الاختبارات، إضافةً إلى الإضرابات التي نفّذها فاحصو القيادة، ما أدى إلى مزيد من التأخير.
إجراءات لضمان الاستفادة القصوى من المواعيد
وفي هذا السياق أكدت ليليان غرينوود، الوزيرة المسؤولة عن مستقبل الطرق، أن هذه الإجراءات الجديدة تُمثل “خطوة أساسية لمعالجة أزمة المواعيد، وضمان استفادة المتدربين المستعدين من اختباراتهم دون تأخير غير مبرر”.
وأضافت: “التدابير الجديدة ستساعد في تحسين كفاءة النظام، حيث ستشجع المتقدمين على اتخاذ قراراتهم بشأن الإلغاء في وقت مبكر، بدلًا من الانتظار حتى اللحظة الأخيرة”.
وتُشير التقديرات إلى أنه خلال عام 2024 وحده، أُهدر نحو 60 ألف موعد اختبار؛ بسبب عدم حضور المتقدمين، وهو عدد الاختبارات الذي يمكن أن يُجريه 45 فاحص قيادة بدوام كامل على مدار عام كامل.
مخاوف من استغلال السوق السوداء
وفي ظل النقص الكبير في المواعيد، انتشرت تقارير تُفيد بأن برمجيات آلية تحجز المواعيد فور توفرها على الموقع الحكومي، ثم يُعاد بيعها بأسعار مرتفعة للأشخاص الذين يسعون بشدة للحصول على موعد قريب. وتبلغ رسوم اختبار القيادة في بريطانيا 62 باوند خلال أيام الأسبوع، ولكنها ترتفع إلى 75 باوند في المساء وأيام العطل الرسمية، ما يجعل هذه الممارسة مصدرَ قلق إضافيًّا للسلطات.
وبموجب القواعد الجديدة، سيتعيّن على المتدربين الذين لا يستطيعون حضور الاختبار بسبب المرض، أو وفاة أحد الأقارب، أو سرقة رخصة القيادة التقدم بطلب رسمي لاسترداد الرسوم، بدلًا من الإلغاء المباشر.
ويؤكد المسؤولون أن هذه التعديلات ستساعد في إعادة توزيع مواعيد الاختبارات بطريقة أكثر كفاءة، ما يمنح المتقدمين الجاهزين فرصة أكبر للحصول على مواعيد أسرع. ومع استمرار الجهود الحكومية لتوظيف مزيد من الفاحصين، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن هذه الإصلاحات من حل أزمة المواعيد المتراكمة، أم أن السوق السوداء ستظل عائقًا أمام العدالة في توزيع الفرص؟
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇