لماذا يثير تعريف حكومة سوناك الجديد للتطرف كل هذا الجدل؟
قدمت حكومة سوناك تعريفًا جديدًا للتطرف، ما أثار تساؤلات كثيرة عن مدى تأثيره على الحقوق والحريات الأساسية في المملكة المتحدة.
ووفقًا لهذا التعريف الجديد، فالتطرف هو “دعوة أيديولوجية تقوم على العنف أو الكراهية أو عدم التسامح، أو الترويج لهذه الدعوة”. ويتسع هذا التعريف ليشمل أيضًا الأيديولوجيات التي تستهدف “إلحاق الضرر بالحقوق والحريات الأساسية للآخرين”، أو “التآمر ضد نظام المملكة المتحدة الديمقراطي البرلماني الليبرالي أو السعي لاستبداله”.
إضافة إلى ذلك، يشمل التعريف الجديد الترويج لأي أيديولوجية تستهدف “إنشاء بيئة تُسهِم في تقويض الحقوق الأساسية للأفراد، أو تقويض النظام الديمقراطي في المملكة المتحدة”.
لماذا يثير تعريف حكومة سوناك الجديد للتطرف كل هذا الجدل؟
وفي سياق هذا التعريف، أشار وزير الامتياز البرلماني إلى خمس منظمات محددة يمكن أن تصنف تحت هذا التعريف الجديد.
وسُلِّط الضوء على منظمتين من الجماعات “اليمينية المتطرفة”، التي تروِّج لأيديولوجية النازيين الجدد، وهما المجموعة التي تنادي بسيادة العرق الأبيض، وحركة الاشتراكية الوطنية البريطانية، إلى جانب الجماعة القومية اليمينية المتطرفة “البديل الوطني”، التي كانت جزءًا من الحزب الوطني البنغالي.
فضلًا عن ذلك أُشير إلى ثلاث منظمات إسلامية تثير القلق؛ بسبب توجهاتها ووجهات نظرها الإسلامية، ويشمل ذلك: جماعة مسلمة سنية بريطانية، وجمعية المسلمين في بريطانيا، التي يُزعم أن لها صلات بالإخوان المسلمين وحماس.
وأخيرًا أُضيفت إلى القائمة منظمة (CAGE)، التي تدعم المتضررين من “الحرب على الإرهاب”، ومنظمة (MEND) التي تسعى لمكافحة الإسلاموفوبيا والمشاركة في المجتمعات المسلمة البريطانية.
كيف سيؤثر التعريف الجديد للتطرف على المنظمات؟
وسيتأثر المدرجون في القائمة كثيرًا؛ إذ لن يحصلوا على المنح الحكومية، ولن يتمتعوا بالحق في حضور الاجتماعات الوزارية، ولن يتمكنوا من الوصول إلى المناصب العليا في الخدمة المدنية، فضلًا عن التكريمات والتعيينات العامة.
وبهذا الخصوص ذكر الدكتور آلان ميندوزا، من جمعية هنري جاكسون لشبكة سكاي نيوز، أن التعريف الجديد يمنع الحكومة أيضًا من “تقديم الدعم المالي أو إتاحة المنصات للمتطرفين”.
من جانبه حذر تحالف المنظمات الإسلامية، الذي يشمل: (CAGE International) و(FOA) و(MAB) و(MED) وحركة (5Pillars)، من أن التعريف الجديد “يستهدف الأبرياء، ويشوِّه سمعتهم”.
الجدل بشأن تعريف التطرف: هل يحمي الأمن الوطني حرية التعبير أو يقيّدها؟
وبهذا الصدد أدان رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، ورئيس أساقفة يورك، ستيفن كوتريل، بشدة المقترحات، محذرين من أنها قد تستهدف المسلمين أكثر من غيرهم.
واتهمت منظمات (CAGE) و(Palestine Action) و(Black Lives Matter UK) الحكومة بـ”استخدام التطرف كسلاح لحمايتها”، ما يزيد التوترات المحيطة بهذه السياسات المثيرة للجدل.
وأدانت زارا محمد، من المجلس الإسلامي في بريطانيا، بشدة الاقتراحات، معتبرة أنها تستهدف بشكل غير عادل المسلمين والجماعات الداعمة لفلسطين.
وفي خضمّ هذا الجدل، يخشى بعض المحافظين أن تكون هذه الخطوات مبالغًا فيها، وأن تؤدي إلى تقييد حرية التعبير. وفي مقال نشرته ميريام كيتس، وهي نائبة عن حزب المحافظين، في مجلة (Critic Magazine)، أعربت عن قلقها إزاء منح هذه السياسة “سلطات غير محدودة لتقييد حرية التعبير”.
المصدر: huffingtonpost
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
خريجو AUK
17°C
