تحقيق يكشف تعرض أطفال تحت الرعاية الاجتماعية في بريطانيا للإساءة والاعتداء الجنسي
كشف تحقيق حديث تعرض أطفال في إحدى دُور الرعاية الاجتماعية الخاصة في بريطانيا للإساءة والاعتداء الجنسي.
وقال موظفون في دار خدمات كالكوت للأطفال (Calcot Services For Children): إن العديد من الأطفال تعرضوا للإساءة هناك.
ووجدت صحيفة بي بي سي نيوز أن كالكوت حققت أرباحا بنسبة 36 في المئة العام الماضي؛ أي ضعف أرباح مقدمي خدمات الرعاية الآخرين، وهو رقم اعتبرته هيئة مراقبة المنافسة الحكومية مثيرًا للجدل.
من جهة أخرى قالت كالكوت: إن الأرباح التي حققتها تعود إلى سياستها الاستثمارية، وأولويتها في رعاية الأطفال.
هذا وتدير الشركة 8 دور و4 مدارس ومساكن مدعومة في جنوب إنجلترا. وحققت أرباحًا بنسبة 42 في المئة في عام 2020، وأرباحًا بنسبة 36 في المئة في عام 2021، وهو ضعف متوسط الربح السنوي الذي حققه أكبر 15 مقدمًا لخدمات رعاية الأطفال في بريطانيا على مدى السنوات الخمس الماضية وفق تقرير حديث صادر عن هيئة مراقبة المنافسة الحكومية.
وقالت مجموعة مقدمي خدمات رعاية الأطفال: إن القطاع في أزمة؛ بسبب زيادة الطلب على الأماكن، والنقص الحاد في عدد الموظفين، وارتفاع التكاليف.
لكن تبقى دُور رعاية الأطفال الملاذ الأخير للعديد من الأطفال والمراهقين؛ ففي الغالب يُعَد نظام الرعاية بالتبني غير مناسب لأولئك الذين عانوا من الإساءة والإهمال، ولا سيما بعد خصخصة القطاع؛ إذ إن أكثر من 80 في المئة من هذه المراكز تديرها الآن شركات خاصة.
كالكوت لرعاية الأطفال تضع الاعتبارات المالية قبل كل شيء!
اطلعت صحيفة بي بي سي على سجلات مسربة لشركة كالكوت، وبيانات سرية للسلطات المحلية. وتحدثت الصحيفة كذلك إلى عشرات الموظفين الحاليين والسابقين في الشركة الذين قال جلهم: إن كالكوت قبِلت الأطفال المعرضين لمخاطر شديدة بتمويل كبير، لكنها لم تلبِّ جميع احتياجاتهم، ولم تحافظ على سلامتهم. وتوصل التحقيق إلى النتائج التالية:
- تعرض الأطفال إلى التحرشات الجنسية، وإرغامهم على شرب الكحول، والاعتداء عليهم جنسيًّا.
- لم يُبلَّغ عن الاعتداءات الجنسية ومحاولات الانتحار بعد هروب بعض الأطفال، وهذا ينافي شروط العمل التي تنصها هيئة أوفستيد.
- لم تقدم كالكوت فريق تدريس ورعاية كافيين ومؤهلين رغم التمويل الذي تتلقاه من السلطات المحلية.
ادعاءات بعدم أهلية الموظفين في الدُور التي وقعت فيها حوادث خطيرة، ويشمل ذلك حوادث الاعتداءات الجسدية والاغتصاب. - طُلِب من بعض موظفي الدعم التوقيع على معاهدة عدم إفشاء المعلومات عند مغادرتهم الشركة.
هذا وقالت مفوضة الأطفال في إنجلترا راشيل دي سوزا لصحيفة بي بي سي: إنها “دهشت” من النتائج التي توصل إليها التحقيق الذي كشف عن حجم “الضرر الحقيقي” الذي تعرض له هؤلاء الأطفال.
وأفادت ميا – وهي موظفة سابقة في كالكوت – أن هذه الأخيرة لطالما وضعت الأرباح قبل رعاية الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية، إضافة إلى أن الشركة تعاني من “نقص مزمن” في الموظفين رغم تمويل السلطات المحلية.
وكانت القصة التي تسببت في خروج ميا من كالكوت هي أن الموظفين عندما وجدوا فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا برفقة صبي يبلغ من العمر 13 عامًا دون ملابس في غياب المراقبين. وقالت ميا: إن الصبي أخبر الموظفين بأن الفتاة دفعته إلى لمس أعضائها التناسلية. وأضافت ميا أن إدارة الشركة أخبرتها بالتبليغ عن الحادثة لدى السلطات المحلية إلا أن أوفستيد نفت وصول أي تقرير حول ذلك. (Ambien)
حوادث الاعتداء الجنسي تطول الموظفات في كالكوت!
لم تكن هذه الحادثة الوحيدة التي وقعت في كالكوت؛ بل ذكر تقرير صحيفة بي بي سي العديد من الحوادث التي تعرض فيها الأطفال النزلاء إلى الاعتداءات الجنسية، وإرغامهم على شرب الخمر، الأمر الذي أسفر عن محاولات الانتحار وهروب العديد منهم!
ولم تقتصر حوادث الاعتداء والاغتصاب على الأطفال فقط؛ بل تعدى الأمر ليطول الموظفات العاملات في الدار كذلك! حيث قالت إحدى موظفات الدعم: إنها تعرضت لمحاولة اغتصاب من طرف أحد العاملين في مناوبتها الصباحية.
وعلى الرغم من هذه الحوادث، ومخاوف الموظفين المتزايدة على مدار السنوات الثلاث الماضية، تبقى كالكوت من بين أفضل المدارس ودُور رعاية الأطفال في بريطانيا محافظة على سجلها لدى هيئة أوفستيد التي قالت: إن الزيارات وعمليات التفتيش في فروع كالكوت لا تزال جارية في ظل تسرب هذه المعلومات.
اقرأ المزيد:
المطالبة بمزيد من التعديلات على مشروع قانون لضمان سلامة الأطفال عبر الإنترنت
الرابط المختصر هنا ⬇