تشتت الأصوات الداعمة لغزة في بلاكبيرن قد يرجح كفة حزب العمال
في مشهد سياسي مشحون، تتوجه الأنظار نحو بلاكبيرن مع اقتراب انتخابات المملكة المتحدة لعام 2024، حيث يشتد الصراع بين المرشحين المؤيدين لغزة، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام حزب العمال لتعزيز فرصه في المدينة.
كريغ موراي، المرشح عن حزب العاملين البريطاني/ غالاوي، والمستقل عدنان حسين يتنافسان بشدة ضد كيت هولرن، النائبة الحالية عن حزب العمال، ما يفتت كتلة أصوات الناخبين المسلمين.
المرشح عن حزب العاملين البريطاني
في مشهد فريد، يدير موراي حملته من مقهى مي تشاي في بلاكبيرن، حيث تتزين الواجهة بدعم من شخصيات بارزة.
ومن بين هؤلاء، عمار حجازي، نائب وزير الخارجية الفلسطيني، الذي وصف موراي بأنه “صوت دولي مهم لفلسطين”.
كما أيده روجر ووترز من بينك فلويد قائلًا: “نحن في معركة وجودية من أجل الروح البشرية، صوتوا من أجل حقوق الإنسان، صوتوا لكريغ موراي”.
موراي، الذي شغل سابقًا منصبًا دبلوماسيًّا بريطانيًّا، أعلن ترشحه للبرلمان في 4 تموز/ يوليو ردًا على حرب إسرائيل على غزة واستنكارًا للموقف الذي وصفه بـ “المروع والمؤيد للإبادة الجماعية” لحزب العمال المعارض، الذي يسعى لتحقيق نصر انتخابي.
وكونه ممثلًا لحزب العاملين البريطاني الذي يتزعمه جورج غالاوي، يصر كريغ موراي أيضًا على أنه “جزء من حركة أوسع في إنجلترا تسعى إلى تحدي الاحتكار الثنائي المحافظ لحزبي المحافظين والعمال”.
السياق التاريخي والسياسي
بلاكبيرن، المدينة الصناعية الشمالية الغربية، كانت معقلًا لحزب العمال لمدة 69 عامًا، منذ عام 1955.
ومع ذلك، فإن موقف زعيم حزب العمال كير ستارمر المؤيد لحرب إسرائيل على غزة أثار استياء الناخبين المسلمين الذين يشكلون 35% من الناخبين المحليين.
وفي الانتخابات المحلية التي جرت في أيار/ مايو الماضي، خسر حزب العمال ثلث حصته من الأصوات في المناطق ذات الأغلبية المسلمة.
من الناحية النظرية ، يمكن أن يكون لدى موراي فرصة للفوز، ولكن من الناحية العملية، فهو يواجه منافسة محلية شرسة، بعدما أعلن مرشحان مستقلان آخران -كلاهما مؤيدان لغزة- خوضهما غمار الانتخابات.
تايجر باتيل، سائق سيارة الأجرة وعضو مستقل ترك حزب المحافظين بسبب سياسته في غزة، يسعى للحصول على المنصب.
ومع ذلك، قد يكون التحدي الأكبر من المحامي عدنان حسين، الذي يحظى بدعم مجموعة من أعضاء مجلس حزب العمال السابقين.
الصراع الداخلي والانقسامات
يقول موراي إنه يترشح فقط لأنه تلقى دعوة من أعضاء المجلس المستقلين، لكنهم ينفون هذه الرواية.
يوم الجمعة، حضر ميدل إيست آي مواجهة بين موراي والمستشار المستقل حسين في منزل الأخير.
بعد الغداء، جلس الاثنان وجهًا لوجه، لمناقشة التحديات التي كان موراي يواجهها.
وقال موراي إن أعضاء المجلس المستقلين شاهدوه يعلن ترشحه ويبدو أنه ليس لديهم مشكلة، ما دفعه إلى الاعتقاد بأنهم يدعمونه حتى تدخل حسين بالمشهد.
اختلف حسين مع هذه الرواية للأحداث، وقال يبدو أن هناك سوء فهم وأن أعضاء المجلس لم يقبلوا موراي مرشحًا مفضلًا لهم.
اعتمد موراي بشدة على تاريخه في دعم القضية الفلسطينية، واستخدم خبرته كدبلوماسي سابق لتقديم المشورة للسلطة الفلسطينية للتوقيع على نظام روما الأساسي الذي يعترف بالمحكمة الجنائية الدولية.
ويقول: “إنه من دون ذلك، لم يكن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ليسعى أبدًا إلى إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
ويشير إلى الدور الذي لعبه في قرار جنوب إفريقيا باتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، قائلًا: إن مقالاته بشأن استخدام اتفاقية الإبادة الجماعية قرأها أعضاء في حكومة جنوب إفريقيا قبل أن يقرروا رفع القضية.
التحديات الداخلية
وأيدت حملة الصوت المسلم، وهي حملة تدعم المرشحين المؤيدين للفلسطينيين، ترشيح حسين في 3 يونيو/حزيران على أساس أن الجالية المسلمة المحلية كانت وراءه.
واتهم موراي الحملة “بالتمييز العنصري”، ووصف غالاوي، هذه الخطوة بأنها “فظيعة ويصعب مسامحتها”.
وردًا على ذلك، قالت الحملة إنها لا تزال “تحترم للغاية” مساهمات موراي “في القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان، ولا تزال تعتقد أنه سيكون مرشحًا ممتازًا لو أيده المجتمع”.
تشتيت الأصوات
بلاكبيرن ليست الدائرة الانتخابية الوحيدة التي دخل فيها العديد من المرشحين المؤيدين للفلسطينيين المعركة.
في بيثنال غرين وستيبني في لندن، قدم مرشحان هما تسنيم أكونجي وأجمل مسرور، نفسيهما كمستقلين ضد روشانارا من حزب العمال.
وبعد عدة أيام من الاجتماعات الطويلة بين المرشحين، أعلن أكونجي في أوائل يونيو/ حزيران أنه سيتنحى لمنح مسرور فرصة أفضل للفوز بالمقعد.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
12°C