400 طالب بريطاني تحت التحقيق لاستخدام تشات جي بي تي في الواجبات الجامعية

التحقيق مع طلا بريطانيين بعد استخدامهم تقنية اتشات جي بي تي لكتابة المقالات

فريق التحرير July 6, 2023

يخضع 400 طالب بريطاني للتحقيق بعد استخدامهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي في واجباتهم الدراسية.

وأظهرت الأرقام التي نشرتها صحيفة (The Tab) الطلابية أن 377 طالبًا جامعيًّا في بريطانيا ضُبِطوا وهم يحاولون الغش في صفوفهم الدراسية.

ضبط حالات غش في 40 جامعة بريطانية

*طلاب جامعات بريطانية يستخدمون تقينات الذكاء الاصطناعي لكتابة المقالات (آنسبلاش)*

ومن بين هؤلاء الطلاب وُجِّهت تُهَم لـ146 طالبًا، وما زالت التحقيقات جارية في عشرات الجامعات الأخرى.

وأظهرت البيانات مؤخرًا أن نحو 40 جامعة بريطانية واجهت مثل هذه المشكلة.

وسُجِّلت محاولات الغش في 23 جامعة من أصل 24 جامعة تابعة لمجموعة (Russell Group)، من بينها: جامعة كوليج لندن وجامعة غلاسكو.

وعلى الرغم من ازدياد حالات الغش بين الطلاب عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن بعض المصادر ذكرت أن عدد حالات الغش أعلى بكثير من الرقم المعلن.

ويأتي ذلك بعد الثورة التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في عالم التكنولوجيا منذ بداية عام 2023، إذ أصبحت تقنية الدردشة عن طريق الذكاء الاصطناعي متاحة عند الطلاب وفي الغالب تكون مجانية.

وسارعت الجامعات البريطانية إلى منع محاولات الغش التي تعتمد على استخدام إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي وهي تشات جي بي تي، التي تتيح للطلاب كتابة مقالات كاملة خلال دقائق مع التصحيح الفوري للأخطاء.

وعلى الرغم من اعتماد الجامعات على مجموعة من الموظفين المحترفين والمدربين، فإنها وجدت صعوبة كبيرة في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة، التي تستخدم بيانات من الإنترنت لكتابة مقالات بصياغة جيدة نسبيًّا.

وفي وقت سابق من العام، كشف برنامج (Turnitin)، الذي تستخدمه معظم الجامعات البريطانية لكشف السرقات الفكرية، عن برنامج آخر يمكنه تمييز المقالات المزيفة، لكن الجامعات ما زالت في شك من نوع هذه التطبيقات.

يُذكَر أن الجهات المختصة حققت مع 47 طالبًا من جامعة كينت وحدها بعد الاشتباه باستخدامهم تقنية تشات جي بي تي لتأدية واجباتهم الجامعية، ووُجِّهت تُهَم إلى 22 طالبًا وعوقبوا بالحصول على درجة الصفر.

تقنية تشات جي بي تي تسهل محاولات الغش

غوغل تطلق برنامج Bard المنافس لتشات جي بي تي ChatGPT — *أساتذة في جامعات بريطانية يتحدثون عن كيفية كشف المقالات المكتوبة عبر تقنية تشات جي بي تي*

كما وُجِّهت اتهامات مماثلة لطلاب في جامعة لندن بيركبيك وآخرين في جامعة ليدز بيكيت، واحتلت الجامعتان الترتيب الثاني والثالث في قائمة أكثر الجامعات التي استخدم طلابها تقنية تشات جي بي تي بغرض الغش.

لكن من المرجح أن يكون عدد حالات الغش باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أعلى من ذلك بكثير، إذ أشار العديد من الجامعات إلى أنها لا تحتفظ ببيانات التحقيقات الخاصة بحالات الغش، في حين رفضت جامعات أخرى الكشف عن هذه البيانات.

وفي هذا السياق قالت جامعة أنجليا روسكين في كامبريدج: إن الكشف عن مثل هذه البيانات يمكن أن يلحق ضررًا بسمعتها.

وقالت المتحدثة باسم الجامعة: “إن الجامعات التي تقدم أرقامًا غير دقيقة عن عدد حالات الغش التي ضُبِطت تجازف بسمعتها”.

وبهذا الصدد قال الدكتور ريتشارد هارفي، أستاذ علم الحاسوب في جامعة إيست أنجليا: إن تقنية تشات جي بي تي تسهّل محاولات الغش.

وذكر هارفي أنه اضطر إلى حذف إحدى المقالات من المقرر؛ خوفَ أن يلجأ الطلاب إلى برنامج الدردشة الآلي لكتابة المقال، وأكد أنه أصبح بارعًا في اكتشاف محاولات الغش.

وأشار هارفي إلى أن المقالات التي تُكتَب بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي “تكون خالية في العادة من الأخطاء القواعدية، وتصاغ بأسلوب المقالات التي يكتبها الأطفال في سن الـ15”.

“في العادة تكون بِنية هذه المقالات مترابطة ترابطًا جيدًا، لكنها مملة للغاية!”.

من جهة أخرى تحدث الدكتور في جامعة ساسكس أندريس جوادموز، المتخصص في قوانين المِلكية الفكرية، عن خبرته في اكتشاف المقالات التي تُكتَب بواسطة تقنية تشات جي بي تي.

وأشار الدكتور إلى أنه اكتشف ثلاث مقالات في كانون الثاني/يناير الماضي يبدو أن بعض طلابه نسخوها من تطبيق تشات جي بي تي، وقال: “لقد ظن الطلاب أننا لن نكتشف أمرهم!”.

صياغة جيدة ومترابطة

*تقنيات الذكاء الاصطناعي تكتب مقالات خالية من الأخطاء (آسنبلاش)*

وأضاف: “إن أسلوب صياغة هذه المقالات أصبح واضحًا ومطروقًا، لا أعرف كيف أشرحه لكنه ممل للغاية!”.

“في الغالب تفتقر المقالات التي يكتبها الذكاء الاصطناعي إلى حس الكاتب الذي لا يظهر في المقال إلا نادرًا، لكن بِنية هذه المقالات واضحة ومترابطة بشكل جيد”.

“المقالات المكتوبة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي ذات صياغة جيدة، لكن ثمة عنصر مفقود فيها”.

هذا ومع استخدام عدد من الأساليب المتطورة لكشف محاولات الغش، يخشى بعض الأساتذة من اتهام الطلاب زورًا بمحاولات الغش، ما سيُعَد نقطة سلبية في السجل الأكاديمي للطلاب.

وواجه أحد طلاب جامعة بولتون تهمة باطلة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأداء واجباته.

وبهذا الخصوص علَّق البروفيسور فابيو أريكو من مركز بحوث التعليم العالي في جامعة إيست أنجليا قائلًا: “إن توجيه اتهامات باطلة لأحد الطلاب بناء على ما كشفته أدوات ضبط الغش دون التدقيق في القضية جيدًا يُعَد ظلمًا؛ لأنه قد يؤدي إلى إنزال أشد العقوبات بحق المتهم، وفي بعض الأحيان تنتهي مسيرته الأكاديمية بسبب تهمة باطلة!”.

“لقد كان الموظفون خائفين عندما بدأنا تدريبهم على كشف حالات الغش قبل ستة أشهر، لكن الوضع أفضل اليوم”.

المصدر : ميترو