تسريبات عن خطة إسرائيل لشن هجوم جوي على إيران

أظهرت وثائق مسربة استعدادات إسرائيلية لتجهيز الذخائر وتكثيف نشاط الطائرات المسيّرة تمهيدًا لهجوم محتمل على إيران، وذلك عقب الهجوم الإيراني الذي وقع في وقت سابق من هذا الشهر.
وأطلقت الولايات المتحدة تحقيقًا في تسريب وثيقتين استخباريتين توضحان استعداد إسرائيل لتوجيه ضربة إلى إيران في الأيام القادمة. الوثائق، التي اطلعت عليها صحيفة “التلغراف”، تتضمن تفسيرات لصور الأقمار الصناعية ويبدو أنها أعدتها مؤخرًا وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية (NGA)، كما تُحلل المعلومات التي جمعتها الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكية.

الوثائق، المصنفة “سرية للغاية” والمؤرخة بتاريخي 15 و16 أكتوبر، جرى تداولها مساء الجمعة على منصة تليغرام. وتكشف إحدى الوثائق عن استمرار إسرائيل في تجهيز الذخائر وتفعيل نشاط الطائرات المسيّرة السرية، بينما تعرض الوثيقة الأخرى تدريبات للقوات الجوية الإسرائيلية تشمل استخدام صواريخ باليستية وصواريخ جو-أرض.
وتشير الوثيقتان إلى أن هذه الأنشطة تُعدُّ جزءًا من التحضيرات لضربة عسكرية محتملة على إيران. وكانت إحدى قنوات تليغرام، التي وُجهت لها الاتهامات في البداية بشأن تسريب هذه الوثائق، قد ذكرت أن الوثائق ظهرت أول مرة في مجموعة خاصة تضم 7000 عضو.
تقييم أمريكي للأحداث
أوضحت القناة عبر بيان لها: “نؤكد مجددًا أننا لا نمتلك أي صلة بالمصدر الأصلي لهذه الوثائق، والذي نفترض أنه مصدر داخلي في وزارة الدفاع الأمريكية”. وفي بيان منفصل، أضافت القناة أن إحدى الشخصيات المعروفة تلقت الوثائق من مصدر مجهول.
تدعي هذه المجموعة أنها تديرها مجموعة من الصحفيين المستقلين ولا تتبع لأي جهة إيرانية، رغم استخدامها توقيت طهران كمعيار زمني، ووصفها الحكومة الإسرائيلية بأنها “النظام الصهيوني”.
صحيفة “نيويورك تايمز” أفادت أن الوثائق جرى تداولها بين حسابات داعمة لإيران على منصة تليغرام منذ يوم الجمعة. ورغم ذلك، لا تبدو هذه الوثائق كتقييم شامل لنوايا إسرائيل، بل هي تقييم أمريكي للأحداث التي حصلت في التواريخ المحددة.
وكانت الأنظار تتجه نحو رد إسرائيلي محتمل على إيران منذ أن شنت الأخيرة هجومًا انتقاميًا في الأول من أكتوبر، حيث أطلقت 200 صاروخ باليستي على أهداف إسرائيلية في موجتين. جاء الهجوم الإيراني ردًا على اغتيال قادة كبار في حماس وحزب الله.
مخاوف أمريكية بشأن التسريبات
مسؤولون أمريكيون صرحوا لشبكة “سي إن إن” بأن التسريب “يثير القلق بشدة”، وأقروا بصحة الوثائق بشكل غير علني لصحيفة “نيويورك تايمز”. وفي الوقت ذاته، أُعلن عن بدء تحقيق أمريكي لمعرفة الجهات التي كانت لديها صلاحية الوصول إلى هذه الوثائق السرية.
يُذكر أنه قبل عامين، شهدت الولايات المتحدة تسريبًا ضخمًا لمواد سرية عبر منصة “ديسكورد”، وهو ما أدى إلى نشر واحدة من أكبر تسريبات الأسرار الحكومية في التاريخ الأمريكي.
يوم الجمعة، أفاد الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال زيارته إلى ألمانيا، أنه يمتلك فهمًا واضحًا بشأن الكيفية والتوقيت اللذين تعتزم إسرائيل استخدامهما في ردها على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير. وقد كانت هذه التصريحات أول إشارة رسمية من الولايات المتحدة تؤكد وجود تفاهم مع إسرائيل بشأن طبيعة الرد المتوقع. جدير بالذكر أن بايدن سبق وأعلن معارضته استهداف إسرائيل أي مواقع نووية أو نفطية إيرانية.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇