العرب في بريطانيا | تزايد استهداف عمال الإغاثة بمناطق النزاعات والحروب

1446 جمادى الأولى 5 | 07 نوفمبر 2024

تزايد استهداف عمال الإغاثة بمناطق النزاعات والحروب

تزايد استهداف عمال الإغاثة بمناطق النزاعات والحروب (2)
عثمان مقبل September 17, 2024

في الـ12 من سبتمبر، قُتِل ستة من عمال الإغاثة ضمن ما لا يقل عن 18 شخصًا قضوا نتيجة هجوم إسرائيلي على مدرسة في غزة، في حين قُتِل ثلاثة آخرون من موظفي الصليب الأحمر، عندما تعرض موقع لتوزيع المساعدات الجوية في أوكرانيا للقصف.

وفي ظل احتدام الحروب واستمرار النزاعات التي تزيد الحاجة الإنسانية، يشير عثمان مقبل في مقال نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني إلى توجه مقلق يتمثل في تزايد استهداف العاملين في مجال الإغاثة وقتلهم.

وكتب مقبل أن العالم احتفل الشهر الماضي باليوم العالمي للعمل الإنساني، حيث أطلق العديد من المنظمات الإنسانية، مثل “أكشن فور هيومانتي” -التي يترأسها مقبل- تحذيرات بشأن استهداف موظفيها وقتلهم وإصابتهم عمدًا. وقالت المؤسسة: “يبدو أن هذه النداءات لا تجد آذانًا مصغية، حيث فقد تسعة من زملائنا أرواحهم في مناطق النزاع في الـ12 من سبتمبر وحده”.

وأضافت: في الآونة الأخيرة، أُصيب أحد موظفينا بجروح خطرة جراء تعرض مستودعنا للقصف في شمال غرب سوريا، وهو جزء من سلسلة طويلة من الحوادث المؤلمة التي أصابت عمال الإغاثة. وخلال الصراع السوري الذي استمر لأكثر من 13 عامًا، قُتل وأُصيب العشرات من موظفينا، وتُظهر الإحصاءات أن أكثر من 580 عامل إغاثة قُتلوا خلال هذه المدة. ولكن هذه المأساة ليست مقتصرة على سوريا.

شيطنة العاملين في الإغاثة!

الإغاثة

وفي غزة يجازف موظفو “أكشن فور هيومانتي” بأرواحهم كل يوم لتقديم المساعدة للمحتاجين، إلا أن عددًا كبيرًا من عمال الإغاثة في المنظمات الإنسانية الأخرى لقوا حتفهم أثناء أداء مهماتهم. وقد بلغ عدد القتلى من عمال الإغاثة في غزة حتى الآن أكثر من 280، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وعدم وجود أي أفق لوقف إطلاق النار.

لكن الأخطار التي يواجهها عمال الإغاثة في غزة لا تقتصر على حياتهم فقط، إذ يواجهون أيضًا خطر التشويه والتشهير. فمنذ اندلاع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تعرضت المنظمات الإنسانية التي تقدم المساعدة للفلسطينيين لحملات تشويه واتهامات كاذبة؛ تستهدف شيطنتهم، واعتقال بعض العاملين فيها لمجرد أنهم يسعون لتقديم الدعم لمن هم بأمسّ الحاجة إليه.

التهديدات العالمية لعمال الإغاثة!

عمال الإغاثة

وبعيدًا عن النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، شهد العالم مقتل عمال إغاثة أثناء تأديتهم لمهماتهم الإنسانية في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأماكن أخرى. وتشير هذه الحوادث إلى أن العاملين في مجال الإغاثة يواجهون تهديدات متزايدة في مختلف مناطق النزاع حول العالم.

يشار إلى أن مهنة العمل الإنساني أصبحت أكثر خطورة من أي وقت مضى، وفي الوقت ذاته، لم تكن الحاجة إلى عمال الإغاثة أكبر مما هي عليه الآن. فهناك نحو 300 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى نوع من المساعدة الإنسانية، مع تزايد هذا العدد بسبب اندلاع مزيد من الحروب وقلة الاتفاقيات التي تُنهي النزاعات. أضف إلى ذلك أن تغير المناخ يتسبب في نزوح عدد متزايد من الناس وتدمير المنازل.

انخفاض التمويل وازدياد التهديدات!

وزير سابق: مقتل عمال الإغاثة نقطة تحول سيئة بسمعة إسرائيل
وزير سابق: مقتل عمال الإغاثة نقطة تحول سيئة بسمعة إسرائيل

وقد أصبحت الحاجة لعمال الإغاثة أكثر إلحاحًا، لكن القليل فقط يُبذل لحمايتهم. ولا حاجة لإصدار قوانين جديدة لحمايتهم؛ فهم محميون بالفعل بموجب القانون الدولي، لكن هذه القوانين لا يُلتزَم بها، ولا يُحاسب من ينتهكها.

وإلى جانب استهدافهم الجسدي، يواجه عمال الإغاثة تهديدًا آخر يتمثل في تقليص التمويل. فالحكومات التي كانت داعمة لمشاريع الإغاثة والتنمية، مثل المملكة المتحدة، خفضت مساعداتها، ما يُجبر المنظمات الإنسانية على العمل بموارد أقل ويُعرّض الموظفين للخطر. وقد حلّت الضغوط المالية على المنظمات في وقت حاسم يحتاج فيه العالم إلى مزيد من عمال الإغاثة، لا إلى تقليص أعدادهم.

جدير بالذكر أن ضمان سلامة العاملين في مناطق النزاعات والكوارث أمر بالغ الأهمية، إلا أن العالم اليوم يقتل عددًا متزايدًا من عمال الإغاثة في الوقت الذي يحتاجهم فيه أكثر من أي وقت مضى!

 

المصدر: ميدل ايست اي 


إقرأ أيَّضا 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
7:25 pm, Nov 7, 2024
temperature icon 10°C
overcast clouds
Humidity 89 %
Pressure 1029 mb
Wind 8 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 8 km
Sunrise Sunrise: 7:05 am
Sunset Sunset: 4:23 pm