تقارير صادمة عن الأوضاع المزرية في مراكز ترحيل المهاجرين ببريطانيا
نشرت هيئة مراقبة السجون في بريطانيا تقاريرَ صادمةً عن الظروف المروعة التي يعاني منها المحتجزون في أحد مراكز ترحيل المهاجرين الواقعة بالقرب من مطار هيثرو، وأشار مراقبون إلى أن مركز احتجاز المهاجرين الواقع بالقرب من هيثرو هو الأسوأ على الإطلاق.
ويضم مركز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين في هارموندسوورث زُهاء 658 سريرًا، وهو الأكبر من نوعه في أوروبا.
مفتشو السجون يحذرون من الأوضاع المزرية في أحد مراكز ترحيل المهاجرين
وفي هذا السياق قال كبير مفتشي السجن تشارلي تايلور: “إن نتائج التقرير الذي أعدته هيئة مراقبة السجون بشأن مركز احتجاز المهاجرين في هارموندسوورث كانت الأسوأق على الإطلاق!”.
ويوضح التقرير الصادر عن هيئة التفتيش أن العديد من المهاجرين المحتجزين كانوا يقيمون في غرف متداعية لم تَقِهِم برودة الشتاء، حيث يرتدي معظمهم المعاطف داخل الغرف بسبب البرد الشديد.
أما بالنسبة إلى الأبواب والممرات المخصصة للحالات الطارئة والحرائق، فهي غير مجهزة بما يكفي لمنع نشوب الحرائق.
وقد تبيّن لاحقًا أن قاطني مركز احتجاز المهاجرين يدخّنون الحشيش علنًا! أضف إلى ذلك أن إدارة المركز تركت العديد من الأدوات التي استُخدِمت طوال السنوات الماضية في محاولات الانتحار مثل الحبال.
وكان المركز قد خضع لآخر عملية تفتيش في عام 2017، وعلى الرغم من سوء ظروف المهاجرين المحتجزين في المركز في ذلك الوقت، فقد تدهورت أوضاعهم كثيرًا فيما بعد.
وكانت لجنة مراقبة السجون قد أصدرت ست توصيات لتحسين وضع المهاجرين المحتجزين، إلا أن الأوضاع لم تشهد أي تحسن، بل ازدادت سوءًا!
وقد تدهورت خدمات الرعاية الاجتماعية المقدمة للمهاجرين المحتجزين ضمن المركز، وتبيَّن أن موظفي الرعاية الاجتماعية لا يغادرون مكاتبهم، التي يُمنَع المهاجرون من الدخول إليها.
وقال كبير المفتشين تايلور: إنه صُدِم عندما رأى المهاجرين المحتجزين في المركز يدخّنون الحشيش علنًا، وأشار إلى أن من السهل شراء المخدرات داخل مركز هارموندسوورث، وهو ما قاله 4 في المئة من المحتجزين في المراكز الأخرى.
إطلاق سراح 50 في المئة من المحتجزين في هارموندسوورث
وقال 11 في المئة من المحتجزين في مركز هارموندسوورث: إنهم واجهوا مشكلات قانونية بسبب تعاطي المخدرات مقارنة بـ2 في المئة من المهاجرين المحتجزين في المراكز الأخرى.
وقال تايلور: “لقد صُدِمت من الفوضى العارمة في مركز الاحتجاز، وأشعر بالقلق من أن العديد من المهاجرين المحتجزين قد يُعرِّضون أنفسهم للأذى”.
“يجب عدم احتجاز أي شخص في مراكز الترحيل ما لم تتخذ السلطات قرارًا بترحيلهم من البلاد، وقد أُطلِق سراح نحو 50 في المئة من المحتجزين الذين كانوا في المركز، ورحّلت السلطات ثلثهم فقط، ما يثير العديد من التساؤلات عن سبب إنفاق الحكومة أموالًا طائلة على احتجاز هؤلاء المهاجرين في المقام الأول”.
وسجلت لجنة مراقبة السجون العديد من محاولات الانتحار بين المهاجرين المحتجزين في المركز، حيث قال 48 في المئة منهم: إنهم فكروا في الانتحار أثناء احتجازهم في المركز، وأكدت هيئة مراقبة السجون حصول محاولة انتحار واحدة بين الـ12 والـ29 من شباط/فبراير.
وقال مدير جمعية العدالة الطبية الخيرية التي تقدم المساعدة للمهاجرين المحتجزين: “إن النتائج التي توصل إليها مفتشو السجون في بريطانيا بشأن وضع المهاجرين المحتجزين في مركز هارموندسوورث ترقى إلى حالة طوارئ”.
وأضاف: “كان أمام وزارة الداخلية الوقت الكافي لتحسين ظروف المهاجرين المحتجزين، لكن يبدو أن الوزارة لم تكلف نفسها عناء إزالة الأدوات التي استخدمها المحتجزون في ثلاث محاولات انتحار، ما يؤكد عجز الداخلية البريطانية عن اتخاذ إجراءات لمصلحة هؤلاء المحتجزين وإهمالها لحياتهم”.
6 في المئة من محتجزي مركز هارموندسوورث تعرضوا للإساءة الجسدية
وسلَّطت هيئة تفتيش السجون الضوء على بعض الحالات الإنسانية، والمعاناة التي يعاني منها المهاجرون المحتجزون، وتحدث التقرير عن نقل رجل إلى مركز الاحتجاز في هارموندسوورث، رغم توجيهات وزارة الداخلية التي تنص على أنه في وضع صحي لا يسمح باحتجازه، وتُوفِّي رجل في أحد الفنادق بعد إطلاق سراحه من مركز هارموندسوورث لاحتجاز المهاجرين، عقب تعرضه للإساءة والاستغلال الجنسي والعمل القسري.
وخلال الأشهر الستة السابقة لعملية تفتيش المركز، حاول 23 شخصًا الانتحار ووُضِعوا تحت الرقابة، لكن حراس المركز أهملوا أحد هؤلاء المحتجزين ولم يراقبوه.
واشتكى بعض المحتجزين من استخدام حراس المركز وموظفيه القوة المفرطة بحقهم، وقال 6 في المئة من محتجزي المركز البالغ عددهم 454 شخصًا: إنهم تعرضوا للإساءة والاعتداء الجسدي أثناء خضوعهم للتفتيش من موظفي المركز.
وقد سبق أن فصلت إدارة المركز أحد الموظفين العام الماضي؛ بسبب اعتدائه على أحد المحتجزين، واستخدام لغة عنصرية ضده.
وخلص تقرير هيئة التفتيش إلى أن الأوضاع في مركز احتجاز المهاجرين في هارموندسوورث آخذة في التدهور.
وردًّا على ذلك قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: “إن صحة المحتجزين وسلامتهم تشكلان أولوية بالنسبة إلينا، ومن المهم تنفيذ عمليات الاحتجاز والترحيل بما يراعي كرامة الأفراد”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇