تراجع طلبات الحصول على تأشيرات الدراسة للطلاب الأجانب في بريطانيا
سجلت بريطانيا تراجعًا كبيرًا في عدد طلبات تأشيرات الدراسة المقدمة من الطلاب الأجانب، ما أثار قلق الجامعات بشأن التأثير المحتمل على مواردها المالية.
ويأتي هذا الانخفاض في أعقاب التعديلات التي أجرتها الحكومة السابقة على قوانين الهجرة، حيث بات من الصعب على الطلاب الدوليين جلب أفراد أسرهم.
تراجع في أعداد طلبات التأشيرات الدراسية للطلاب الأجانب
ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية، بلغ عدد طلبات التأشيرات الدراسية بين يوليو وسبتمبر من العام الجاري 263,400 طلب، مقارنة بـ 312,500 خلال الفترة نفسها من عام 2023، بانخفاض قدره 16%. كما شهدت طلبات التأشيرات للمعالين انخفاضًا حادًا بنسبة 89%، حيث انخفض العدد من 59,900 إلى 6,700 طلب في الفترة نفسها.
وتواجه الجامعات ضغوطًا مالية متزايدة نتيجة لتجميد رسوم التعليم المحلية والانخفاض الكبير في عدد الطلاب الأجانب، وهو ما يعقد أوضاعها المالية في ظل هذه التغييرات. فمنذ بداية العام، حظرت الحكومة البريطانية على معظم الطلاب الدوليين جلب عائلاتهم معهم، باستثناء بعض برامج الدراسات العليا أو تلك الممولة بمنح حكومية.
وتكشف البيانات أن إجمالي طلبات التأشيرات الدراسية المدعومة – بما في ذلك الطلبات المقدمة من الطلاب ومعاليهم – بلغ 368,500 طلب في الفترة من يناير إلى سبتمبر هذا العام، بانخفاض قدره 31% مقارنة بـ 533,400 طلب في الفترة نفسه من العام الماضي.
الجامعات البريطانية تواجه ضغوطًا مالية متزايدة
وتظهر الإحصاءات أيضًا تراجعًا بنسبة 14% في طلبات التأشيرات المقدمة في شهر سبتمبر مقارنة بالعام السابق.
وعلق نيك هيلمان، مدير معهد سياسات التعليم العالي، على هذا التراجع بقوله: “هذه الأرقام تؤكد مخاوفنا بأن التغييرات في سياسات الهجرة جعلت بريطانيا غير مرغوبة للطلاب الدوليين. والانخفاض الكبير في أعداد المتقدمين يعزز المخاوف بشأن استقرار الجامعات، ويدفعها لإعادة النظر في خططها المالية واستراتيجياتها”.
وبجانب القيود المفروضة على الطلاب، أقرت الحكومة السابقة إجراءات إضافية للحد من الهجرة، بما في ذلك رفع الحد الأدنى للأجور للعمال المهرة ومنع العاملين في مجال الرعاية الصحية من جلب أسرهم.
وعلى الرغم من ارتفاع طلبات تأشيرات العمال المهرة بنسبة 18% هذا العام، شهدت تأشيرات العاملين في مجال الرعاية الصحية انخفاضًا حادًا بنسبة 64%.
حذرت مؤسسة Skills for Care من أن الاعتماد على التوظيف الدولي في قطاع الرعاية الاجتماعية لن يستمر كما كان، في ظل تراجع أعداد المتقدمين الدوليين. وقد أكدت المؤسسة على أهمية مواجهة هذا التحدي مع تزايد المنافسة في سوق العمل العالمي.
ومن جهتها، ألقت جو غرايدي، الأمينة العامة لاتحاد الجامعات والكليات، باللوم على القيود المفروضة على تأشيرات الطلاب، معتبرة أنها السبب الرئيس وراء تراجع أعداد الطلاب الدوليين، ما يضر بالجامعات والاقتصادات المحلية ومكانة بريطانيا العالمية.
ودعت الحكومة العمالية إلى رفع هذه القيود كخطوة أولى نحو استعادة الاستقرار في قطاع التعليم العالي.
في المقابل، أكد متحدث باسم وزارة الداخلية أن الحكومة ملتزمة بالسيطرة على الهجرة، مشيرًا إلى أن “الهجرة يجب ألا تكون بديلًا عن معالجة نقص المهارات في سوق العمل البريطاني”، مشددًا على أن النظام الحالي يهدف إلى تحقيق توازن عادل في التعامل مع تدفقات الهجرة.
—————————————————————-
اقرأ أيضًا
دليل الحصول على تأشيرة الدراسة في بريطانيا: أنواع، متطلبات، طرق التقديم
تفاصيل قوانين لمّ الشمل و إحضار عائلات المقيمين في بريطانيا
قوانين جديدة في بريطانيا قد تمنع لم شمل آلاف اللاجئين مع عائلاتهم
الرابط المختصر هنا ⬇