استطلاع: أقل من ثلث الناخبين يثقون بحكومة حزب العمال

أظهر استطلاع جديد أن أقل من ثلث الناخبين يثقون في حكومة حزب العمال الحالية، في وقت تتزايد فيه المشاكل التي تواجه الحزب.

كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة (Techne UK) لصالح صحيفة (The Independent) أن حزب المحافظين استطاع تقليص الفرق أو الفارق في مستوى الدعم الشعبي بينه وبين حزب العمال إلى أدنى مستوى له منذ نيسان/ أبريل 2022.

في هذا السياق، يظهر الاستطلاع أن المحافظين تمكنوا من تقليص هذا الفارق (أو الفجوة) إلى 3 نقاط فقط بينهم وبين حزب العمال.

هذا يعني أن نسبة التأييد الشعبي لكلا الحزبين أصبحت متقاربة بشكل كبير، وهي أقل فجوة منذ أن كان بوريس جونسون رئيسًا للوزراء في أبريل 2022.

ضغوط متزايدة على حزب العمال

تأتي نتائج هذا الاستطلاع في وقت حرج بالنسبة لحزب العمال، حيث يستعد زعيم الحزب السير كير ستارمر لخوض أحد أصعب الاختبارات في مسيرته السياسية، وذلك مع اقتراب موعد إعلان ميزانية الشهر الجاري.

وتعزز هذه النتائج الضغوط على ستارمر، في ظل خلافات داخلية بدأت تظهر إلى العلن، تتعلق بتخفيض الإنفاق الحكومي.

هذه التحديات تأتي في ظل محاولات الحزب تجاوز سلسلة من الفضائح، منها الجدل بشأن الهدايا المجانية وتذاكر حفلات الفنانة تايلور سويفت، إضافة إلى قرار أثار غضب كثيرين والمتعلق بتجريد ملايين المتقاعدين من بدل الوقود الشتوي.

وفي ظل الأزمات المتتالية، اضطر السير كير إلى اتخاذ قرار بإقالة رئيسة هيئة العاملين بمكتب رئيس الوزراء، سو جراي، كما واجه اتهامات بخرق تعهداته السابقة المتعلقة بزيادة الضرائب في الميزانية القادمة، وهو ما يزيد من تعقيد موقفه.

تراجع نسبة المشاركة الانتخابية

وكشفت نتائج الاستطلاع أن 41 في المئة فقط من الناخبين أكدوا أنهم سيصوتون بالتأكيد إذا أجريت انتخابات غدًا، وهي نسبة منخفضة جدًا مقارنة بالسنوات الماضية.

وأشار الاستطلاع إلى أن الناخبين الأكبر سنًا، الذين أصبحوا يدعمون حزب المحافظين، قد ساهموا في تضييق الفجوة بين الحزبين إلى ثلاث نقاط فقط.

وبحسب البيانات، قال 30 في المئة من الناخبين إنهم يثقون في قدرة الحكومة على إدارة شؤون البلاد خلال العام المقبل، وهي نسبة ضئيلة تضع حكومة حزب العمال في موقف ضعيف، خاصة مع تصاعد الانتقادات بشأن قدرتها على التعامل مع الأزمات المتلاحقة.

تحليل نتائج الاستطلاع

أكدت الدكتورة ميكيلا موريزو، الرئيسة التنفيذية لشركة (Techne UK)، أن النتائج الأخيرة تشكل موقفًا صعبًا لحكومة حزب العمال.

وصرحت قائلة: “انخفضت نسبة دعم حزب السير كير ستارمر إلى 28 في المئة فقط من حصة التصويت الوطنية، بينما تمكن المحافظون من تسجيل نقطة إضافية ليصلوا إلى 25 في المئة، ما يجعل الفجوة بينهم وبين حزب العمال تقتصر على ثلاث نقاط فقط”.

وأوضحت موريزو أن حزب (Reform UK) استطاع المحافظة على نسبة 19 في المئة من حصة الأصوات الوطنية، بينما شهد الديمقراطيون الأحرار زيادة طفيفة بمقدار نقطة واحدة ليصلوا إلى 13 في المئة.
ولكن ما يثير القلق هو أن نسبة التصويت المتوقعة في حال إجراء انتخابات خلال هذه الأيام لا تتجاوز 41 في المئة، وهي أدنى نسبة في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى تراجع الحماس الانتخابي بين الناخبين، خاصة بين الفئات الأكبر سنًا التي بدأت بالعودة لدعم حزب المحافظين.

التحديات المستقبلية

تأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه حزب المحافظين لاختيار زعيم جديد، وهو ما يضيف عنصرًا جديدًا للمعادلة السياسية.

وتعليقًا على المشهد السياسي في بريطانيا، أشارت موريزو إلى أن الرأي العام يظهر اهتمامًا متزايدًا بما يحدث على الساحة السياسية، مؤكدةً أن نتائج الاستطلاع ستشكل تحديًا كبيرًا للسير كير ستارمر وحكومته.

وأضافت: “في التاريخ الحديث، لم تشهد أي حكومة جديدة تراجعًا بهذا الحجم في غضون ثلاثة أشهر فقط من توليها السلطة. سيكون من الضروري على السير كير ستارمر اتخاذ خطوات جادة لمعالجة الوضع، والبدء في وضع خطط استراتيجية تساعد حزب العمال على استعادة ثقة الناخبين”.

المصدر: الإندبندنت

اقرأ أيضًا:

• مسلمو حزب العمال يضغطون على ستارمر لإيقاف تسليح إسرائيل بشكل تام
• انخفاض شعبية ستارمر إلى أدنى مستوى منذ توليه قيادة حزب العمال
• ما موقف حكومة حزب العمال من مشروع قانون الموت الرحيم؟