بدء تدريس لغة الإشارة في مدارس بريطانيا اعتبارا من عام 2025
أعلنت الحكومة البريطانية عزمها إدراج لغة الإشارة البريطانية (BSL) كشهادة (GCSE) في المناهج الدراسية في بريطانيا ابتداء من سبتمبر 2025؛ في خطوة تستهدف تعزيز التفاهم وتحقيق التواصل بين أفراد المجتمع.
وتؤكد الحكومة أن هذا المؤهل سيكون متاحًا لجميع الطلاب، ما يتيح لهم فرصة تعلم نحو 1000 إشارة لغوية، إضافة إلى تطوير مهارات حياتية مهمة لديهم.
وفي تصريح لوزيرة التعليم، جيليان كيجان، قالت: “سيفتح هذا الموضوع أبوابًا كثيرة أمام الشباب، وسيُسهِم في تعزيز التواصل والفهم بين الطلاب”.
تدريس لغة الإشارة البريطانية (BSL) كشهادة (GCSE)
وسيعمل منظم الامتحانات (Ofqual) على مراجعة المنهج واعتماده قبل تدريسه في المدارس والكليات، وقد صُمِّم المنهج بعد استشارة عامة استمرت 12 أسبوعًا، شملت آراء ومقترحات من أولياء الأمور والمعلمين ومنظمات مجتمعات الصم والسامعين.
ويأتي هذا الإعلان بعد الاعتراف بلغة الإشارة البريطانية (BSL) لغةً رسمية في المملكة المتحدة العام الماضي، وإقرار قانون لغة الإشارة البريطانية. وقد أبدت سوزان دانيلز، الرئيسة التنفيذية للجمعية الوطنية للأطفال الصم، سعادتها بنشر محتوى الدورة التعليمية بعد حملات استمرت عدة أشهر، مشيرة إلى أن شهادة الثانوية العامة ستسلط الضوء على “الثقافة الغنية والتاريخ العريق للغة الإشارة البريطانية”.
وأعلنت الحكومة في البداية أنها ستنظر في إدراج لغة الإشارة البريطانية (BSL) في شهادة الثانوية العامة (GCSE)، بعد حملة طويلة قادها دانييل جيلينجز، البالغ من العمر 17 عامًا، والذي يعاني من صمم شديد ووُلِد دون قوقعة، ما يعرقل قدرته على استخدام أدوات السمع أو غرسات القوقعة الصناعية، ولا يعتمد على الكلام في تواصله.
تأثير شهادة (GCSE) على تحسين وعي المجتمع بقضايا الصم
بدأ دانييل حملته من أجل الحصول على شهادة الثانوية العامة عندما كان عمره 12 عامًا، ويصف هذه الخطوة بأنها “لحظة فارقة في تاريخ مجتمع الصم البريطاني”، مؤكدًا أنها تُعَد خطوة قوية نحو تحقيق المساواة المطلوبة.
ونوّه دانييل بأن هذه الخطوة ستمكّن الطلاب السامعين من اكتساب مهارات لغة الإشارة البريطانية (BSL)، ما يُسهِم في تعزيز فهمهم لمجتمع الصم. ومع أن فرص دانيال للاستفادة من شهادة الثانوية العامة قد تلاشت، فإنه أعرب عن أمله بأن يُشعر تدريس لغة الإشارة البريطانية الطلاب الصم بأنهم ليسوا وحدهم في بيئة المدرسة.
خطوة نحو تحقيق المساواة في ميدان التعليم
وتشير تقديرات جمعية الصم البريطانية إلى أن نحو 151,000 شخص في المملكة المتحدة يستخدمون لغة الإشارة البريطانية، ومنهم 87,000 يعانون من الصمم.
وفي رده على هذا الإعلان، أشاد آران ماسترمان من الجمعية الوطنية للأطفال الصم بالخطوة الكبيرة، مؤكدًا أن تعلم لغة الإشارة البريطانية يُعَد تجربة ممتعة وجذابة. وأضاف: إن هذا القرار سيُسهِم بضمان عدم تخلف مجتمع الصم، ولا سيما الأطفال والشباب الصم، عن التطور والمشاركة الفعّالة في المجتمع.
وبهذا الشأن أعرب جيف بارتون، الأمين العام لرابطة مديري المدارس والكليات، عن دعم الاتحاد “الكامل” لشهادة الثانوية العامة الجديدة، لكنه حذر من أنه “قد تظهر قيود عملية؛ نظرًا إلى الضغوط الهائلة التي تواجهها المدارس فيما يتعلق بالتوظيف والتمويل والوقت”.
من جهتها أشارت سو ديني، رئيسة الجمعية البريطانية لمدرسي لغة الإشارة، إلى أهمية توفير التدريب للأفراد الصم وأولئك الذين يتقنون لغة الإشارة البريطانية (BSL)؛ لتدريس المنهج المتعلق بشهادة التعليم الثانوي العامة (GCSE).
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇