تحليل: هجوم إيلون ماسك على بريطانيا سببه هذا القانون المقترح
في خطوة مفاجئة، صبّ إيلون ماسك جام غضبه على السياسة البريطانية، مستعرضًا عبر سلسلة من التغريدات على منصته “إكس” انتقادات لاذعة للحكومة البريطانية واتهامات خطيرة للطبقة السياسية.
وجاءت تصريحاته في وقت حساس إذ تتجه بريطانيا لتطبيق قانون “أمن الإنترنت”، وهو تشريع يسعى إلى تنظيم المنصات الرقمية. لكن وراء هذا الهجوم المثير تكمن دوافع أعمق تتعلق بمحاربة التنظيمات التي تهدد مصالح ماسك الاقتصادية والسياسية.
إيلون ماسك وبريطانيا: الهجوم السياسي الذي يخفي وراءه أجندة تنظيمية
خلال شهر يناير الجاري، نشر ماسك سلسلة من التغريدات التي صوّرت بريطانيا كـ”دولة بوليسية” تديرها “حكومة استبدادية”، وادعى أن عصابات من المهاجرين تختطف بانتظام النساء الشابات من الطبقات العاملة. وقد تضمن الهجوم اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي وصفه بأنه “مذنب في قضية الاغتصاب الجماعي مقابل الأصوات”، كما هاجم وزيرة الأمن جيس فيليبس ووصفها بأنها “مؤيدة لجرائم الاغتصاب الجماعي”.
وفي تحليل لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، تبين أن ماسك قد نشر 225 تغريدة عن السياسة البريطانية من أصل 616 بين بداية يناير ونهاية الأسبوع الأول منه، مع أن هذه الهجمات لم تكن مرتبطة بأي أحداث سياسية جديدة. كما بدا تركيزه على قضايا قديمة تتعلق بالاغتصاب في شمال إنجلترا، وهي قضايا تعود لأكثر من عقد من الزمان وتشمل رجالًا من أصول باكستانية.
وأثار ماسك اهتمامه ببريطانيا من خلال الإشارة إلى جدته البريطانية، كورا أميليا روبنسون، التي قال: إنه كان قريبًا منها في طفولته. واعتبر أن جدته كانت “واحدة من فتيات الطبقة الفقيرة العاملة التي ليس لديها من يحميها”.
وفي هذا السياق، أشار غاواين تاولر، رئيس الاتصالات السابق لحزب الإصلاح اليميني المتطرف الذي دعم ماسك، إلى أن اهتمام ماسك ببريطانيا ليس عرضيًّا. وقال: إن ماسك ينظر إلى المملكة المتحدة بوصفها “وطنًا بعيدًا”، حيث يراها شبيهة بأثينا بالنسبة لروما في أمريكا. وأضاف: إن توقيت الهجوم يعكس قلق ماسك بشأن تطور التشريعات التي تنظم الإنترنت في بريطانيا، وفي مقدمتها قانون “أمن الإنترنت”.
وينبّه عمران أحمد، مستشار حزب العمال السابق، إلى أن الهجوم على قضايا “عصابات الاستغلال الجنسي” في شمال إنجلترا هو مجرد تشتيت للانتباه عن الأهداف الحقيقية لماسك، التي تتمثل في مقاومة اللوائح التنظيمية التي قد تحدّ من قدرة منصته “إكس” على نشر محتوى غير منظم. ويعتبر أحمد أن التركيز على قضايا اجتماعية بهذا الحجم يأتي في إطار محاولة ماسك الهروب من تأثير التنظيمات الحكومية التي قد تهدد مصالحه.
قانون أمن الإنترنت
وفيما يخص قانون “أمن الإنترنت”، يشير أندرو تشادويك، أستاذ الاتصال السياسي في جامعة “لوفبره”، إلى أن هذه التشريعات تُشكّل تهديدًا لماسك على المستويين الاقتصادي والسياسي، وبخاصة أنها تتطلب من منصات الإنترنت اتخاذ إجراءات لحماية الأطفال من المحتوى الضار مثل المواد الإباحية والترويج للإيذاء الذاتي. ولفت تشادويك إلى أن التطبيق الصارم لهذا القانون قد يزيد الضغط على منصات مثل “إكس” التي تعاني من الانتقادات المستمرة بشأن محتواها.
ومع هذا التحول في السياسة البريطانية، يواجه إيلون ماسك عقبات في الحفاظ على نفوذه، وبخاصة مع الضغوط المتزايدة من الحكومات الأوروبية، ويشمل ذلك المفوضية الأوروبية التي تهدد باتخاذ إجراءات ضد “إكس”؛ بسبب انتهاكات محتملة لقوانين الإنترنت.
ومع أن مستقبل تطبيق القانون يعتمد على كيفية تنفيذ هيئة تنظيم الاتصالات “أوفكوم” له، فإن هناك تخوفات من تراجع الحكومة البريطانية عن فرض قيود شديدة؛ خشية إغضاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇