تحقيق: سياسة الحكومة البريطانية بشأن الهجرة تُغذّي التطرف!

لطالما وُجِّهت أصابع التحيز والعنصرية إلى سياسة الحكومة البريطانية بشأن الهجرة، وها هو تحليل جديد يبين أن خطاب الحكومة بشأن الهجرة يغذّي اليمين المتطرف بشكل متزايد.

يُظهر تحقيق صدر حديثًا أن بيانات الحكومة البريطانية والإعلانات السياسية الخاصة بقضايا الهجرة على تطبيق التيلغرام أصبحت مقصدًا وحاضنة لليمين المتطرف، حيث يجتمع العديد من المتطرفين اليمينيين.

ويكشف التحليل الذي أجرته مجموعة (Hope not Hate) المناهضة للفاشية على 660 ألف رسالة في التيلغرام أُرسِلت بين يناير 2021 ومارس 2023 عن ازدياد العداء ضد المهاجرين في أعقاب 164 تدخلًا وزاريًّا وحكوميًّا في هذه القضية.

سياسة الحكومة البريطانية بشأن الهجرة تؤجج التطرف!

أصبحت الحكومة خلال الفترة المذكورة أعلاه أكثر عدائية بشكل ملحوظ تجاه المهاجرين، ولا سيما المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى بريطانيا على متن القوارب الصغيرة. وقد ارتفع عدد الرسائل اليمينية المتطرفة بشأن هذه القضية على التيلغرام من 761 رسالة يوميًّا في عام 2021 إلى نحو 1136 رسالة خلال الأشهر الأولى من هذا العام.

تأتي الأدلة على هذه الزيادة الكبيرة قبل الإعلان عن أرقام الهجرة الصافية المتوقعة هذا الأسبوع والتي لا تقل عن 700 ألف مهاجر خلال عام 2022، ما زاد حدة التوتر بين الوزراء، وأدى إلى التدقيق في هجمات الحكومة المتكررة على 457.56 مهاجرًا وصلوا إلى البلاد على متن القوارب الصغيرة العام الماضي.

وعلى ضوء ذلك، حاول ريشي سوناك يوم الجمعة تجنب مزيد من العناوين الحساسة بشأن هذا الموضوع بالقول: إن مستوى الهجرة القانونية “مرتفع للغاية” مع التحفظ على الأرقام. كما ألقى الباحثون اللوم على وزيرة الداخلية سوالا برافرمان، لتنشيط اليمين المتطرف، قائلين: إن خطابها التحريضي المناهض للمهاجرين كثيرًا ما يردده أناس من أكثر شخصيات اليمين المتطرف شهرة.

يُذكَر أن برافرمان قالت في أكتوبر الماضي: إن الساحل الجنوبي لإنجلترا يتعرض لغزو طالبي اللجوء. وعلى إثر ذلك كشفت (Hope not Hate) أن خطاب وزيرة الداخلية أدى إلى زيادة استخدام كلمة غزو على التيلغرام بنسبة 52 في المئة.

هذا وقد وجد التحليل أيضًا أن تصريحات برافرمان بشأن الهجرة لقيت دعمًا من اليمين المتطرف، ويشمل ذلك: الحزب الديمقراطي البريطاني، والمنشق الفاشي عن الحزب الوطني البريطاني (BNP)، وفرقة (Pie n Mash)، وهي مجموعة نازية مثيرة للجدل مقرها في ويلز، و(Hearts of Oak)، وهي حركة ثقافية يمينية متطرفة روج لها تومي روبنسون المعادي للإسلام.

مجرم مدان آخر أظهر دعمه لبرافرمان هو جيمس ألشيرش، وهو متعصب للبيض سُجن الأسبوع الماضي بعد إدانته بتوزيع مواد صوتية لإثارة الكراهية العنصرية.

وفي هذا السياق قال باتريك هيرمانسون، كبير الباحثين في (Hope not Hate): إن هذا البحث دليل صارخ على أن الحكومة لا تأخذ تهديد اليمين المتطرف على محمل الجد، ولكنها تغذيه يومًا إثر يوم من خلال خطاباتها عن الهجرة التي تتماشى شيئًا فشيئًا مع الآراء المتطرفة المناهضة للمهاجرين.

وأضاف: إن استهداف التيار السياسي السائد الصريح للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء والمنظمات التي تدعمهم قد فتح المجال أمام اليمين المتطرف.

من جهة أخرى، فقد حُلّل نحو 3468 مقالًا من أصل 3500 من مقالات صحيفة ديلي ميل وديلي إكسبرس والصن بشأن الهجرة، وأظهرت النتائج علاقة ذات دلالة إحصائية بين التغطية الصحفية ومشاركة اليمين المتطرف القضية على التيلغرام.

ورُصدت عبارة “مهاجر غير شرعي” في 950 مقالًا (27 في المئة) مع 815 مقالًا أخرى تتناول فنادق اللجوء نُشر معظمها العام الماضي. وفي الوقت ذاته، زادت شعبية اليمين المتطرف الذي يتحدث عن الإقامة في الفنادق بنسبة 316.67 في المئة في محادثات التيلغرام منذ عام 2021.

العنصرية في تصريحات سوالا برافرمان !

بعد فترة وجيزة من تولي برافرمان منصب وزارة الداخلية في أكتوبر 2022، عقدت اجتماعات تمهيدية مع الصحفيين، لكنها أغفلت دعوة المراسلين من المنظمات ذات الميول اليسارية.

وأحدثت رحلة برافرمان إلى رواندا -الدولة التي تقول إنها تحلم بأن ترسل طالبي اللجوء في بريطانيا إليها- ضجة كبيرة عندما منعت عددًا من المؤسسات الإعلامية التي شككت في الخطة ترحيل المهاجرين من التغطية الإعلامية.

وفي أثناء ذلك، تبنى اليمين المتطرف شعارات مثل “أوقفوا القوارب” على نطاق واسع، حيث تجمع المتظاهرون خارج فنادق اللجوء حاملين لافتات تحمل عبارات عنصرية، وكذلك استخدمت مجموعة (Neo Nazi Patriotic) الجديدة لهجة برافرمان للاحتجاج خارج فنادق اللجوء باستخدام لافتات مكتوب عليها: “إنهاء الغزو”!

ويبقى للحكومة البريطانية رأي آخر، حيث قال متحدث باسم وزارة الداخلية: كانت وزيرة الداخلية واضحة جدًّا عندما صرحت أنه لا ينبغي للمهاجرين المجيء إلى بريطانيا في رحلات غير قانونية تهدد حياتهم. ويجب على من هم بحاجة حقيقية إلى الحماية طلب اللجوء في أول بلد آمن يصلون إليه. وهذا مبدأ معترف به دوليًّا.

^{سياسة الحكومة البريطانية بشأن المهاجرين غير الشرعيين (يوتيوب: الغارديان)}

المصدر: الغارديان

اقرأ أيضًا:

الحكومة البريطانية تلجأ للقضاء لإيقاف إضراب قطاع التمريض

رسائل تكشف دعم الحكومة البريطانية لاستحواذ السعودية على نادي نيوكاسل

الحكومة البريطانية تكشف التكلفة الكاملة لجنازة الملكة إليزابيث الثانية

• #الحكومة البريطانية
• #الداخلية البريطانيا
• #اليمين المتطرف في بريطانيا
• #سوالا برافرمان
• #طالبو اللجوء في بريطانيا
• #ملف الهجرة في بريطانيا