تحصيل الطلاب في مدارس بريطانيا الابتدائية أقل من مستويات ما قبل كورونا!
كشفت الإحصائيات الأخيرة عن استمرار انخفاض تحصيل الطلاب في مدارس بريطانيا الابتدائية، والذي بقي أدنى من المستوى الذي كان عليه في فترة ما قبل انتشار كورونا.
59 في المئة من الطلاب فقط حققوا المعايير الدراسية المطلوبة
وبلغت نسبة الطلاب (من عمر 10 و11 عامًا) الذين استوفوا المعايير الدراسية الحكومية المتوقعة حوالي 59 في المئة فقط، وهي ذات النسبة المسجلة عام 2022، مقارنة بالنسبة المسجلة قبل انتشار كورونا والتي بلغت عام 2019 حوالي 65 في المئة.
وعبرت الحكومة عن قلقها من انخفاض التحصيل العلمي للطلاب في مادة القراءة، وبحسب الإحصائيات الحكومية التي نشرت يوم الثلاثاء فإن 73 في المئة من الطلاب حققوا المعايير المطلوبة في القراءة، مقارنة ب 75 في المئة من الطلاب العام الماضي.
وقد بلغت نسبة الطلاب الذين حققوا المعايير المطلوبة في مادة القراءة عام 2016 حوالي 66 في المئة، وتساوت النسبة في عام 2019 مع النسبة المسجلة عام 2022 عند 73 في المئة.
يأتي ذلك بعد أن احتفت الحكومة البريطانية بنجاح إنجلترا في حجز مكان لها ضمن أوائل الدول التي حققت إنجازًا هامًا في تطبيق البرنامج الدولي لمحو الأمية.
حيث حل طلاب المدارس الإنجليزية في المركز الرابع ضمن برنامج محو الأمية العالمي.
وكان العديد من الأهالي والطلاب قد اشتكوا من صعوبة الاختبار المعياري للقراءة، حيث أشارت وكالة معايير الاختبارات في وقت لاحق إلى أن مستوى الاختبار كان صعبًا.
هل فشلت الحكومة في تعويض ما فقده الطلاب؟
هذا وقد تثير نتائج المجموعة الثانية من الاختبارات المعيارية شكوك الكثيرين في مدى فعالية خطط الحكومة البريطانية لتعويض الفاقد التعليمي الذي تسبب به وباء كورونا.
هذا وانخفضت نتائج طلاب السنة الثالثة (التلاميذ بين 7 و 9 سنوات) والرابعة (التلاميذ بين 8 و 9 سنوات) في الاختبارات المعيارية هذا العام.
لكن شهدت علامات الطلاب تحسنًا في بعض المواد، و حقق 73 في المئة من الطلاب المعايير المطلوبة في مادة الرياضيات، بعد أن كانت نسبتهم 71 في المئة عام 2022.
بينما حقق 72 في المئة من الطلاب المعايير المطلوبة في مادة الكتابة مقارنة ب 69 في المئة من الطلاب عام 2022، أما فيما يتعلق بمادة العلوم فقد استوفى 80 في المئة من الطلاب المعايير المطلوبة، بعد أن كانت نسبتهم 79 في المئة عام 2022، أما بالنسبة لعلامات الطلاب في المواد المتعلقة بالقواعد اللغوية وعلامات الترقيم والتهجئة فلم تختلف نسبة الطلاب بين العام الماضي والجاري.
رغم ذلك فإن نتائج الاختبارات المعيارية للطلاب هذا العام ظلت دون المستوى المطلوب، حيث كانت الحكومة البريطانية تأمل أن يستوفي 90 في المئة من الطلاب المعايير المطلوبة في القراءة والكتابة والرياضيات ضمن المرحلة الثانية من الاختبارات بحلول عام 2030، الأمر الذي وصفه البعض بالحلم بعيد المنال .
فيما قالت الدكتور ماريس برستيد الأمينة العامة للاتحاد الوطني للتعليم :” إن نتائج الاختبارات المعيارية تؤكد ما قاله المعلمون والباحثون، إن المدارس الابتدائية ما زالت تعاني بشدة من تبعات الوباء، وقد ساهمت صعوبة الاختبارات المعيارية بتعقيد الأمور بالنسبة للطلاب”.
وأضافت:” إن التمويل الذي تتلقاه المدارس غير كاف، كما أن أحجام الفصول الدراسي تستمر في التزايد، وقد توقفت الطواقم التدريسية المساعدة عن العمل، كما أن برنامج التدريس الوطني لم يساهم في تحسين علامات الطلاب بالشكل المطلوب”.
مدارس بريطانيا تواجه العديد من التحديات
“أعتقد أنه لا يوجد برنامج حكومي قادر على تعويض الطلاب عما فقدوه بسبب الوباء”.
وفي هذا الصدد قالت تفيني هاريس المسؤولة في رابطة مدراء المدارس :” إن المدارس تبذل كل ما بوسعها لتحسين التحصيل العلمي للطلاب، وقد ناشدنا الحكومة البريطانية لتقديم الدعم الذي نحتاجه عبر زيادة التمويل المقدم للمدارس وإيجاد حل لأزمة نقص المعلمين”.
“كيف يمكننا التحدث عن الارتقاء بمعايير التدريس في الوقت الذي بالكاد تستطيع المدارس إيجاد أساتذة مؤهلين للعمل في الفصول الدراسية”.
وقال جون أندرو رئيس قسم تحليل البيانات في معهد سياسة التعليم:” في الوقت الذي نشهد فيه زيادات طفيفة في عدد الطلاب الذين استوفوا المعايير المطلوبة في مادة الرياضيات والكتابة، لكن أعداد هؤلاء الطلاب ما زالت دون المستوى الذي كانت عليه قبل انتشار الوباء”.
وقال المسؤول المشرف على المعايير المدرسية في بريطانيا نيك جيب:” لقد واجه قطاع التعليم صعوبات كبيرة بسبب الوباء، ومن الجيد أننا نشهد تحسنًا في مستويات التحصيل العملي للطلاب في بعض المواد الأساسية، خاصة بعد النجاح الذي حققناه في البرنامج الدولي لمحو الأمية.
وقال وزير المدارس في حكومة الظل ستيفن مورغان :” عندما كان ريشي سوناك وزيرًا للمالية قال إن البلاد تجاوزت معظم تبعات فيروس كورونا، لكن يبدو أن النتائج واضحة للعيان، يدفع الأطفال الثمن بعد فشل البرنامج الدراسي الوطني وإهمال حكومة المحافظين”.
المصدر: الغادريان
اقرأ أيضاً :
مدة تركيز الأطفال في مدارس بريطانيا تتضاءل منذ وباء كورونا
دراسة: التمييز بين الطلبة في المدارس يؤثر سلبًا على تحصيلهم العلمي
مناصرو المثلية في مدارس بريطانيا يشنون حملة لمنحهم صلاحيات أكثر بتثقيف الطلبة
الرابط المختصر هنا ⬇