تحذيرات صحية من موجة برد شديدة تضرب معظم مناطق إنجلترا في ثالث أسبوع من نوفمبر 2025
تشهد بريطانيا دخول موجة برد شديدة تُعدّ الأولى من نوعها هذا الموسم، وسط توقعات بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة واتساع رقعة الثلوج والجليد خلال الأيام المقبلة. وترافق هذه الموجة سلسلة من التنبيهات الصحية والمناخية، مع تحذيرات من ضغوط متزايدة على قطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية، ولا سيما في شمال البلاد.
ويشمل التحذير الأكثر خطورة—بحسب خبراء الأرصاد—مناطق شمال شرق وشمال غرب إنجلترا ويوركشاير وهمبر، فيما سيشعر باقي سكان إنجلترا ببرودة لافتة طوال الأسبوع. وقد فُعِّلت التحذيرات الصحية المرتبطة بالبرد من منتصف يوم الإثنين وحتى صباح السبت.
وأصدرت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا UKHSA تنبيهًا صحيًا برتقاليًا لتلك المناطق، في حين يغطي تنبيه أصفر بقية أنحاء إنجلترا. كما أصدر مكتب الأرصاد الجوية عدة تحذيرات صفراء من الثلوج والجليد في اسكتلندا وشمال إنجلترا، تمتد من الإثنين وحتى الخميس.
وتأتي هذه التطورات بعد فترة من درجات حرارة أعلى من المعدلات المعتادة، إذ سجّلت منطقة تولّوخ بريدج في المرتفعات الاسكتلندية -7 مئوية يوم السبت، في أبرد ليلة تشهدها بريطانيا منذ مارس الماضي. ويتوقع خبراء الطقس أن تتعمق الموجة الباردة مع اندفاع كتلة هوائية قطبية جنوبًا، لتشمل تأثيراتها معظم أنحاء البلاد بحلول الأربعاء.
اندفاع هواء قطبي يرفع البرودة في بريطانيا بعد خريف معتدل

وقالت مقدّمة الطقس في قناة سكاي، جو ويلر، إن بريطانيا وإيرلندا تستعدان لـ”تغيّر حاد” في الطقس، مؤكدة أن موجة البرد المفاجئة بعد خريف معتدل ستكون “صادمة” لكثير من السكان. وأوضحت أن التحذيرات الصفراء من الجليد تتركّز في الشمال والشرق، مع احتمال إصدار تحذيرات إضافية من الثلوج أو الرياح خلال الأيام المقبلة.
وتوقعت ويلر عبور نطاق من الأمطار والبرد والثلوج بين الإثنين والثلاثاء، على أن تؤدي الرياح القوية في نهاية الأسبوع إلى زيادة البرودة المحسوسة. ورغم ذلك، ترجّح عودة أحوال أكثر اعتدالًا مع حلول عطلة نهاية الأسبوع.
من جانبه، قال نائب كبير خبراء الأرصاد في المكتب، دان هولي، إن تراجع العاصفة كلوديا جنوبًا سيتيح لمرتفع جوي شمالي غربي دفع هواء قطبي بارد نحو بريطانيا. وكانت السلطات قد أعلنت “حادثًا كبيرًا” في مونماوث جنوب شرقي ويلز نهاية الأسبوع الماضي بعد غرق منازل بفعل الفيضانات الناتجة عن العاصفة.
ويتوقع هولي طقسًا أبرد بكثير من الأيام الماضية، مع احتمال تشكّل صقيع واسع وانخفاض درجات الحرارة إلى -7 مئوية في بعض المناطق. كما ستسهم الرياح الشمالية النشطة في زيادة حدّة البرودة خلال ساعات النهار.
الموجة الباردة تضرب المرتفعات الاسكتلندية والسواحل الشمالية

قال كبير خبراء الأرصاد بول غانديرسن إن الأمطار المتوقعة فوق غرب اسكتلندا صباح الثلاثاء قد تتحول إلى ثلوج كلما تقدمت نحو الداخل. ورغم أن التفاصيل ما تزال غير مكتملة، فإن الثلوج مرجّحة فوق المرتفعات مع تراكمات تتراوح بين 2 و 5 سنتيمترات فوق ارتفاع 150 مترًا، وما بين 5 و 10 سنتيمترات فوق ارتفاع 400 متر. وحذّر غانديرسن من اضطرابات محتملة في النقل والبنية التحتية بالمرتفعات الاسكتلندية، متوقعًا أن يؤدي تدفّق هواء قطبي قوي يوم الأربعاء إلى زيادة الإحساس بالبرودة.
بدوره، قال نائب كبير المتنبئين توم كربتري إن الفترة بين الأربعاء والجمعة ستكون “الأبرد هذا الأسبوع”، مع احتمال هبوط درجات الحرارة ليلًا إلى -10 مئوية. كما توقّع “برودة محسوسة كبيرة” بفعل الرياح الشمالية القوية، مشيرًا إلى أن “هطولات ثلجية متقطعة” ستتجه جنوبًا الأربعاء والخميس، خصوصًا على السواحل الشمالية.
تحذيرات صحية مع موجة البرد: خطر على كبار السن ومرضى القلب

يشير التحذير البرتقالي إلى احتمال وقوع “تأثيرات كبيرة” على خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية، من بينها ارتفاع الطلب على الخدمات الطبية، وتراجع درجات الحرارة داخل المستشفيات ودور الرعاية عن المستويات الموصى بها، إضافة إلى زيادة معدلات الوفاة بين كبار السن والأشخاص المصابين بأمراض صحية.
وفي ظل هذه الظروف، حذّرت مؤسسة القلب البريطانية BHF المرضى الذين يعانون أمراض القلب من مخاطر الطقس البارد. وقالت الممرضة روث غوس، إن درجات الحرارة المنخفضة “ترفع احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية”، كما تجعل المرضى “أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الموسمية مثل الإنفلونزا”. ونصحتهم بارتداء ملابس دافئة والحصول على لقاح الإنفلونزا المجاني.
إن موجة البرد الحالية تكشف عن حاجة متزايدة لتعزيز جاهزية المجتمعات المحلية، مع تزايد المتضررين واحتمال ارتفاع الضغط على خدمات الصحة والرعاية. وتبرز أهمية التواصل مع الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، وضمان توفر وسائل التدفئة المناسبة لكبار السن والمرضى في المنازل والمرافق الصحية.
كما أن توفير معلومات دقيقة ومحدّثة حول حالة الطقس وإرشادات السلامة يساعد السكان على التعامل مع التغيّرات المفاجئة. وتؤدي المبادرات المجتمعية، مثل متابعة الجيران الأكبر سنًا أو الذين يعيشون بمفردهم، دورًا مهمًا في الحد من آثار البرد الشديد.
ويظل التنسيق بين الجهات الصحية والسلطات المحلية والمبادرات التطوعية عنصرًا أساسيًا لحماية السكان، خصوصًا في المناطق التي تشهد صقيعًا متكررًا أو انقطاعات في الخدمات. ويعد توفير مساكن آمنة ودافئة خطوة مهمة لتقليل المخاطر الصحية وتخفيف العبء المتوقع على المرافق الطبية.
المصدر : سكاي نيوز
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
