تحديث جديد بتطبيق NHS يساعد المرضى على حجز المواعيد
تعتزم الحكومة البريطانية الكشف اليوم الإثنين عن مجموعة إجراءات جديدة لتحديث تطبيق الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، في خطوة تستهدف تسهيل حجز المواعيد والحصول على العلاج للمرضى في إنجلترا، بينما يواجه القطاع الصحي عقبات متزايدة في تقليص قوائم الانتظار.
خطة طموحة لتطوير تطبيق NHS
تشكل هذه المبادرة جزءًا من خطة حكومية واسعة النطاق للوفاء بوعد انتخابي مهم، يتمثل في ضمان حصول أكثر من 90 في المئة من المرضى على العلاج أو إنهاء حالتهم خلال 18 أسبوعًا من الإحالة الطبية، وذلك بحلول نهاية الدورة البرلمانية الحالية. وفي الوقت الحالي، لا يجري التعامل إلا مع أقل من 60 في المئة من الحالات ضمن هذا الإطار الزمني، حيث تتجاوز قوائم الانتظار 7.5 مليون حالة.
وفي هذا السياق قال وزير الصحة ويس ستريتينج، في تصريحات لبرنامج “صنداي مع لورا كوينسبيرغ” على بي بي سي: إن “الخدمات الصحية الوطنية لا تحتاج إلى مزيد من التمويل فقط، بل تحتاج أيضًا إلى الإصلاح”. وأضاف: إن التطبيق المحدث سينقل (NHS) إلى العصر الرقمي، ويساعد في تقليص أوقات الانتظار “من 18 شهرًا إلى 18 أسبوعًا”.
ويتيح التحديث الجديد للتطبيق للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج غير طارئ اختيار مقدم الخدمة المناسب، ويشمل ذلك مرافق القطاع الخاص. كما سيتمكن المرضى من عرض مواعيدهم وإدارتها وتلقي رسائل تذكير للحد من المواعيد الفائتة، وحجز مواعيد من أجل إجراء الفحوص التشخيصية في المراكز المتخصصة.
وتعتزم الوزارة استخدام الذكاء الاصطناعي في مشروع تجريبي؛ لمعرفة المرضى الذين قد يحتاجون إلى مساعدة إضافية للحضور إلى مواعيدهم. وستبدأ المرحلة الأولى من الخطة في آذار/مارس، وسيتمكن المرضى في أكثر من 85 في المئة من مؤسسات الرعاية الصحية من متابعة مواعيدهم على التطبيق.
وتتضمن الخطة أيضًا توسيع نظام يتيح لأطباء الرعاية الأولية مناقشة بعض الحالات مع المختصين في المستشفيات قبل إجراء الإحالات؛ لضمان علاج المرضى في المكان المناسب. وقد أدى نظام المشورة والتوجيه الحالي إلى توجيه 50 في المئة من الحالات إلى رعاية أكثر ملاءمة بدلًا من وضعها على قوائم الانتظار الطويلة، وهو ما يخفف الضغط على المستشفيات.
مخاوف من التمييز الرقمي
وبهذا الشأن انتقدت الجمعية الطبية البريطانية (BMA) التوجه المتزايد نحو الرقمنة، محذرة من أنه قد يؤدي إلى تعميق الفجوة في الحصول على الخدمات الصحية. وأعرب رئيس مجلس الجمعية، البروفيسور فيل بانفيلد، عن مخاوفه من أن يهمش الاعتماد المتزايد على التطبيقات الرقمية شريحة كبيرة من المرضى، ولا سيما كبار السن والفئات الأخرى التي لا تملك هواتف ذكية أو أجهزة لوحية.
وأوضح بانفيلد أن النظام الصحي في بريطانيا يعاني بالفعل من انقسام بين فئتين: القادرين على تحمل تكاليف العلاج الخاص، وغير القادرين على ذلك. وحذر من أن التحول الرقمي قد يُوجِد فئة ثالثة محرومة تضم الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الخدمات الإلكترونية، ما يزيد من تفاقم حالة عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية.
وأثارت البروفيسورة نيكولا رانجر، الأمينة العامة للكلية الملكية للتمريض، مخاوف بشأن نقص الكوادر الطبية. وقالت: “إذا كنت تريد تقديم رعاية أفضل، يجب أن يكون لديك أشخاص لتقديمها”. وأضافت: هناك 13,000 وظيفة تمريض شاغرة في إنجلترا وحدها، و131,000 وظيفة شاغرة في الرعاية الاجتماعية.
الحاجة إلى استثمارات إضافية
من جانبه قال تيم ميتشل، رئيس الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا: إن الخطة الجديدة لتقليص أوقات الانتظار ستكون موضع ترحيب كبير. لكنه أضاف: إن الحكومة لن تتمكن من تحقيق هدفها دون مزيد من الإصلاح والاستثمار، ويشمل ذلك تحديث تكنولوجيا المعلومات ومرافق (NHS) المتداعية.
وفي السياق نفسه، دعا وزير الصحة السابق في حزب العمال آلان جونسون إلى ضرورة إيجاد مصدر جديد لتمويل الخدمات الصحية الوطنية، محذرًا من مجرد الحديث عن إصلاح الرعاية الاجتماعية للبالغين دون تقديم مقترحات ملموسة لحل المشكلة.
المصدر: البي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇