تسريبات صادمة بشأن تجسس بريطانيا على الفلسطينيين
كشفت وثائق مسربة حصلت عليها مؤسسة الانتفاضة الإلكترونية (The Electronic Intifada) عن تجسس بريطانيا على الفلسطينيين، ويشمل ذلك توجيهات يومية من ضابط عسكري بريطاني.
وتوضح الوثائق بالتفصيل كيف أثرت منظمة آدم سميث إنترناشونال البريطانية (ASI) في السلطة الفلسطينية على مدى 15 عامًا. وكشفت أيضًا عن أسماء العديد من مدربي المخابرات العسكرية.
ما مدى تجسس بريطانيا على الفلسطينيين؟
جاء في الوثائق المذكورة أن عميلين في المخابرات البريطانية عملا مع جواسيس إسرائيليين. وتبين أن بعض موظفي (ASI) الذين عملوا مع السلطة الفلسطينية كانوا يعملون أيضًا مع المشروع المثير للجدل “الشرطة السورية الحرة”، حيث استخدم المشروع أموال الحكومة البريطانية -بشكل غير مباشر وعن غير قصد- لدعم الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة المعارضة للحكومة السورية كما تدعي (ASI).
هذا ودرَّبت منظمة (ASI) السلطة الفلسطينية في رام الله وأريحا والأردن، بقيادة وإشراف جنرال أمريكي وبالتنسيق مع إسرائيل.
أضف إلى ذلك أن الموقع كشف أن الشركة البريطانية نفذت مشروعًا سريًّا للحكومة البريطانية للتجسس على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين؛ بهدف مراقبة “انتقاد السياسة الخارجية الغربية والإسرائيلية”.
بالمقابل رفضت (ASI) ومتحدث باسم الخارجية البريطانية التعليق على هذا الأمر.
جدير بالذكر أن السلطة الوطنية الفلسطينية لطالما تعاونت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ووصف زعيمها محمود عباس ذات مرة التعاون الأمني مع إسرائيل بأنه “أمر مقدس”!
وعلى ضوء ذلك فإن أحد الأهداف الرئيسة للولايات المتحدة في المنطقة هو الحفاظ على السلطة الوطنية الفلسطينية، ما دفعها إلى إنشاء المنسق الأمني الأمريكي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية في عام 2005، وكان كيث دايتون -الجنرال الأمريكي- أول شخص يتولى المنصب.
وفي عام 2007 أسهم دايتون إسهامًا بارزًا في انقلاب مدعوم من وكالة المخابرات المركزية ضد قيادة السلطة الفلسطينية المنتخبة. وفاز الجناح السياسي لحركة حماس في الانتخابات التشريعية لعام 2006، ما أثار غضب إسرائيل والولايات المتحدة.
أخفق الانقلاب في قطاع غزة، لكنه نجح في الضفة الغربية، ونجم عن ذلك انقسام كبير وعنيف في بعض المرات بين حركة حماس وحركة فتح التي يتزعمها عباس.
مدربون بريطانيون!
تتمثل الملفات المسربة في عقود حكومية بريطانية لـ(ASI) في أكثر من دولة من بينها فلسطين. ويندرج تدريب (ASI) للسلطة الفلسطينية تحت رعاية “فريق الدعم البريطاني”، الذي تموله وزارة الدفاع وتديره (ASI) بإشراف المنسق الأمني الأمريكي.
وتصف إحدى الوثائق المسربة، الخاصة بمناقصة 2019 لمشروع تونس، عمل (ASI) بأنه “مساعدة الحكومة البريطانية في بناء وتعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية” لأكثر من 10 سنوات. وهذا ما كتبه أنتوني مالكين، العقيد السابق في الجيش البريطاني وضابط المخابرات العسكرية على حسابه في لينكيدين.
وبدعوى إتقان اللغة العربية، يصف مالكين كيف أنشأ في عام 2013 أكاديمية تدريب للسلطة الفلسطينية ونظَّم دورات لضباطها. ومع أن منشور مالكين لا يصرح باسم (ASI)، فإن ملفه الشخصي على لينكيدين يدرج الشركة بوصفها أحد أماكن عمله.
إضافة إلى ذلك، ذكر ملف يرجع تاريخه إلى عام 2015 “مستشارًا تقنيًّا عسكريًّا متخصصًا”، وهو “رئيس سابق للتدريب على القيادة في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست”، كان آنذاك “المستشار الدولي الوحيد الذي يعمل في هذا المجال. ما يعني أن مستوى التدريب داخل القوات المسلحة للسلطة الفلسطينية كان رفيعًا.
التمويل
تحتوي بعض مناقصات (ASI) على ميزانيات مفصلة، ما يعطي إشارة إلى مقدار المبالغ التي كان يتقاضاها استشاريو المنظمة. وتُظهِر الملفات تخصيص مبلغ 285 ألف دولار لعميل المخابرات البريطاني ديفيد روبسون لقيادة مشروع (AJACS) التابع لـ(ASI) في سوريا بين عامي 2015 و2016.
من جهة أخرى، تفتقر مناقصة تونس إلى تفاصيل الميزانية، لكن قُرابة 500 ألف دولار من أموال الحكومة البريطانية خُصِّصت بالكامل للمشروع.
كما خصصت الخارجية البريطانية نحو 43 ألف دولار لضابط المخابرات البريطاني ديفيد هينز لعمله 52 يومًا في دور استخباري آخر لـ(ASI) في الأردن في عام 2018. وخصصت 23 ألف دولار لمايكل فراين مقابل عمله 40 يومًا في جنوب السودان بين عامي 2017 و2018.
يُشار إلى أن ملفات (ASI) تقدم رؤى جديدة مهمة بشأن الدور الذي تمارسه بريطانيا بوصفها شريكًا صغيرًا في الإمبراطورية الأمريكية. وتوضح الوثائق الدور الفرعي الذي تمارسه القوات العسكرية والاستخباراتية البريطانية في الضفة الغربية، تحت السيطرة الأمريكية الشاملة.
المصدر: The Electronic Intifada
اقرأ أيضًا:
تقارير : جاسوس كندي تولى مهمة تهريب فتاة بريطانية إلى سوريا للانضمام لداعش!
ترند بريطانيا: هل ستُسحب جنسية الجاسوس البريطاني العميل لروسيا؟
الغارديان تعرض تفاصيل العار الذي شعر به لورانس بعد خيانته للعرب
الرابط المختصر هنا ⬇