تقارير: ناشطون في بريطانيا يقعون ضحايا برامج تجسس إسرائيلية!
طالب أربعة ناشطين في المجتمع المدني البريطاني بفتح تحقيق، بعد استهدافهم بأحد برامج التجسس الإسرائيلية “بيغاسوس” (Pegasus)، المعتمد من قبل ثلاث دول في الشرق الأوسط.
ووقَع كل من أنس التكريتي، مدير مؤسسة قرطبة، والأكاديمي الناشط عزام التميمي، ومحمد كزبر المسؤول عن مسجد فينسبري ضحيةً لهذه الهجمات التجسسية إلى جانب الناشط يوسف الجمري.
برنامج بيغاسوس الإسرائيلي يطال أربعة ناشطين في بريطانيا
وكان هاتف التكريتي قد تعرض للاختراق أثناء محاولته إدارة المفاوضات في قضية خاصة بإطلاق سراح رهائن، من بينهم امرأة شابة، لكن الأخير أكد أنه لا يعرف مصير الفتاة بعد تعرض هاتفه للاختراق.
وقال التكريتي: “إن لم تصل هذه القضية إلى القضاء البريطاني، فيمكننا أن نقول وداعًا للحريات العامة والمدنية وحقوق الإنسان، التي لم يَعُد استهدافها يقتصر على الدول التي تحكمها الأنظمة الاستبدادية”.
ورفع الناشطون دعوى قضائية ضد ثلاث شركات انتهكت القوانين البريطانية، عبر تقديمها المعلومات الخاصة بالناشطين إلى أحد برامج التجسس الإسرائيلية.
وكانت الشركة المتورطة في برنامج التجسس هي مجموعة “إن إس أو” (NSO Group)، وهي الشركة الإسرائيلية المطورة لبرنامج بيغاسوس، إلى جانب شركة “كيو سايبر تكنولوجيز” (Q Cyber Technologies) ومقرها لوكسمبورغ، وشركة “نوفالبينا كابيتال” (Novalpina Capital) الاستثمارية ومقرها لندن، وهي الشركة المالكة لشركة “إن إس أو” (NSO) منذ عام 2019.
وأشار الناشطون إلى أن هواتفهم المحمولة استهدفتها ثلاث دول في الشرق الأوسط، وهي المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، أثناء وجودهم على الأراضي البريطانية بين عامي 2018 و2020 باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” (Pegasus).
ما الهيئات الحكومية التي استهدفها برنامج تجسس بيغاسوس؟
ولا تُعَد هذه الشكوى الأولى من نوعها، حيث اشتكت بعض الهيئات الرسمية والدبلوماسية من الاستهداف ببرنامج التجسس “بيغاسوس” (Pegasus) خلال السنوات الأخيرة، ويشمل ذلك مكتب رئيس الوزراء، ووزارة الخارجية، والعضوة في مجلس اللوردات فيونا شاكلتون.
هذا ولم تتخذ الحكومة البريطانية أي إجراء قانوني بحق المتورطين في عمليات التجسس هذه.
وبهذا الشأن قالت ليانا بورنارد، المحامية في الهيئة القانونية العالمية التي تتخذ من بريطانيا مقرًّا لها: “إن هذه الشكوى تشكل فرصة لتحقيق العدالة لضحايا العمليات التجسسية التي تُعَد انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان”.
في حين قالت مونيكا سوبيكي، من شركة المحاماة بيندمانز (Bindmans): “إن هذه الشكوى تشكل لحظة محورية، ومن شأنها أن تشكل صدمة للمسؤولين عن تطوير برامج التجسس على مستوى العالم؛ لأنها لن تسمح لشركات التكنولوجيا بالخروج عن القانون”.
وأضافت: “لقد استخدمت بعض الجهات المشبوهة برنامج بيغاسوس (Pegasus) التجسسي للمساس بسيادة بريطانيا وتهديد قيمها الديمقراطية، ولا بد من محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، وعدم التسامح مع أي انتهاك لحقوق الإنسان في بريطانيا”.
ورد جيل لانير، نائب مدير شركة اتصالات “إن إس أو” (NSO Group)، على هذه الاتهامات بالقول: “نظرًا لخصوصية العمل، لا يمكننا تأكيد أو نفي ارتباطنا بالمتورطين في عمليات التجسس المزعومة هذه”.
وأضاف: “إن شركة ‘إن إس أو’ (NSO) تلتزم بجميع القوانين وقواعد العمل، وهي تبيع تقنياتها لوكالات الاستخبارات وهيئات إنفاذ القانون فقط”.
وقال أيضًا: “يستخدم زبائننا هذه التقنيات يوميًّا، ويُسهِم برنامج بيغاسوس (Pegasus) في إفشال الأنشطة الإرهابية وتفكيك العصابات الإجرامية وإنقاذ حياة آلاف الأرواح”.
التجسس على هاتف طالب لجوء بحريني في بريطانيا
ومن بين ضحايا عمليات التجسس هذه، يوسف الجمري، وهو ناشط بحريني تعرّض للتعذيب على يد الحكومة البحرينية، وقد شعر بالذعر عندما علم بتعرض هاتفه للاختراق رغم وجوده على الأراضي البريطانية حيث قدم طلب اللجوء.
وأضاف: “لم أستطع النوم لأيام طويلة؛ خوفًا من الضرر الذي سيلحق بالأشخاص الذين تركوا معلوماتهم الشخصية الحساسة على هاتفي”.
ودعا الجمري الشرطة البريطانية إلى محاسبة المتورطين في عملية الاختراق، داعيًا إلى التعامل مع هذا النوع من الهجمات الإلكترونية على أنه لا يقل خطورة عن عمليات اختراق البنوك.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇