هل بريطانيا وأمريكا مقبلتان على اضطرابات تجارية جديدة؟

في ظل التهديدات بفرض رسوم جمركية أمريكية جديدة خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية، تتزايد المخاوف داخل قطاع الأعمال البريطاني بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة.
وأثارت خطوة الإدارة الأمريكية بإدراج ضريبة القيمة المضافة (VAT) في حسابات الرسوم الجمركية قلقًا واسعًا، حيث يُخشى أن تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الصناعات البريطانية، رغم العلاقات التجارية التقليدية القوية بين البلدين.
رسوم جديدة وتأثيرات متوقعة

من المقرر أن تدخل التدابير الجديدة حيز التنفيذ في 12 مارس، وتشمل فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب وزيادة الرسوم على واردات الألمنيوم من 10% إلى 25%. وتأتي هذه الإجراءات ضمن مساعي واشنطن لمواجهة ما تعتبره “ممارسات تجارية غير عادلة” من قبل شركائها التجاريين، بما في ذلك المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يُنتظر أن يلتقي ترامب في البيت الأبيض يوم الخميس، حيث ستُركز المحادثات على التجارة والتعاون الاقتصادي. ومن المتوقع أن يسعى ستارمر للحصول على إعفاءات بريطانية، مشددًا على الفوائد المتبادلة للحفاظ على علاقات تجارية قوية.
أعربت الأوساط الاقتصادية البريطانية عن قلقها من الخطوات الأمريكية الأخيرة. وحذرت غرفة التجارة البريطانية من أن صناعات مثل السيارات والأدوية والأغذية والمشروبات قد تواجه خسائر مالية كبيرة.
كما أدى إدراج ضريبة القيمة المضافة في حسابات الرسوم إلى تعقيد الوضع، حيث يُتوقع أن تتحمل الشركات البريطانية أعباء إضافية.
القوة الاقتصادية الأمريكية وتبريرات ترامب

قال سومترا دوتا، عميد كلية سعيد للأعمال بجامعة أكسفورد، إن النجاح الاقتصادي الأمريكي يمنح الإدارة نفوذًا لفرض مثل هذه السياسات.
وأوضح دوتا: “النجاح الاقتصادي للولايات المتحدة يمنح الإدارة الجرأة لتقديم نفسها كزعيم عالمي”، مشيرًا إلى أن ترامب يعطي الأولوية للمصالح الأمريكية، وهو ما انتُخب من أجله.
بدأ تأثير الرسوم الجديدة يظهر بالفعل، لا سيما في قطاع الصلب البريطاني. وأوضحت منظمة UK Steel أن صادرات الصلب البريطاني ستُخضع لضريبة استيراد بنسبة 25% عند دخولها الولايات المتحدة، ما يُلغي الإعفاءات السابقة.
وتُشكل صادرات الصلب البريطانية نحو 10% من إجمالي صادرات الصناعة، إلا أن هناك مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى فائض يُغرق السوق المحلية.
حتى الآن، امتنعت الحكومة البريطانية عن فرض رسوم انتقامية، وأكد وزير الأعمال جوناثان رينولدز أن العقوبات الجمركية ستضر بكلا الاقتصادين.
ومع تصدير ما يزيد عن 400 مليون باوند من الصلب البريطاني إلى الولايات المتحدة سنويًا، قد تؤدي الاضطرابات إلى تأثير واسع النطاق على قطاعات حيوية مثل الأدوية والسيارات.
مستقبل العلاقات التجارية

تواصل الحكومة البريطانية التشاور بشأن “خطة للصلب” بقيمة 2.5 مليار باوند لدعم الصناعة، إلا أن المنتقدين يرون أن الدعم المالي وحده لا يكفي، مطالبين بمشاركة أقوى مع واشنطن.
في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة لمواجهة هذه التحديات، يظل مصير العلاقات التجارية بين البلدين مرهونًا بنتائج المفاوضات المرتقبة. وقال وزير الأعمال البريطاني: “فرض رسوم على الصلب البريطاني سيكون سلبيًا لكلا البلدين”، مشددًا على أن التعاون المشترك هو السبيل الأمثل لتجنب تصعيد النزاع التجاري.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇