مدينة بريطانية كبرى تستعد لتقديم الاعتذار عن دورها في تجارة الرقيق
اقترحت العاصمة الاسكتلندية إدنبرة تقديم اعتذار رسمي عن مشاركتها في تجارة الرقيق، وأشارت إلى ضرورة تناول الموضوع في المناهج الدراسية.
وقال باحث أكاديمي: يجب على مجلس مدينة إدنبرة الاعتذار عن الارتباط التاريخي للعاصمة الاسكتلندية بالعبودية والاستعمار.
وسينظر أعضاء مجلس المدينة الأسبوع المقبل في نتائج وتوصيات التقرير الذي أجراه المجلس حول دور فيلعاصمة الاسكتلندية تجارة الرقيق وإرثها الاستعماري.
وقد كُلِّف المجلس بإعداد تقرير حول ارتباط إدنبرة بالعبودية منذ بدء الاحتجاجات التي قادتها حركة “حياة السود مهمة”.
وورد في التقرير الذي أعدَّه السير جيف بالمر 10 توصيات لمعالجة قضية الإرث الاستعماري لإدنبرة، ومن ضمن هذه التوصيات إقامة عمل فني حول هذا الأمر.
وورد في التقرير أنه لا بد من الإبقاء على أسماء الشوارع والتماثيل المرتبطة بالأشخاص الذين مارسوا تجارة الرق، لكن يجب تقديم شرح تفصيلي عما ارتكبه هؤلاء وعواقب أفعالهم.
وقد أحيت مدينة إدنبرة الذكرى السنوية لإلغاء تجارة الرقيق بتاريخ 23 آب/أغسطس.
وفي هذا السياق قال السير جيف بالمر الذي يُشرِف على إعداد تقرير حول ارتباط إدنبرة بتجارة الرق: “أود أن أشكر مجلس مدينة إدنبرة على قراره الحكيم، وهو تكليف لجنة من المختصين لمراجعة ارتباط العاصمة الاسكتلندية بالإرث الاستعماري وتجارة الرقيق”.
مجلس مدينة ادنبرا يوجع بإعداد دارسة حول الدور الاسكتلندي في تجارة الرقيق
“لقد كان شرفًا عظيمًا بالنسبة إلي أن أَرأَس هذه المجموعة”.
“لقد أمضيت 50 عامًا في البحث العلمي، ويُسعِدني أن توصيات هذه الدراسة تستند إلى منهجية سليمة، وقد جذبت اهتمام كثير من الباحثين من جميع أنحاء العالم”.
وأشارت التوصيات بوجه عامٍّ إلى أن العنصرية والتمييز يُعدَّان من الأمور الشائعة في معظم المجتمعات، لكن يمكن تغيير هذا الواقع الاجتماعي إلى الأفضل عبر التعليم ومشاركة التجارب والخبرات.
وأوصى السير جيف بإبرام اتفاقيات صداقة مع المدن والبلدان التي تضررت كثيرًا من العبودية والاستعمار.
وقال في بداية التقرير: “لقد وُلِدت في جامايكا، وأنا من النسل الذي استعبدته بعض العائلات الاسكتلندية التي ما زالت أسماؤها منتشرة في جامايكا مثل عائلة جلادستون وموات وود”.
“وقد ورد اسم جدي في قائمة العبيد الذين جرى تعميدهم، وكانوا يعملون حينها لمصلحة اللورد بالكاريز”.
“وكان اسم جدي هنري لاموند”.
“إنه لشرف كبير أن يدعوني مجلس مدينة إدنبرة لأكون رئيس الفريق الذي يُجري هذه الدراسة المستقلة، وقد توصلنا إلى مجموعة من التوصيات التي تتناول ارتباط إدنبرة بإرث العبودية والاستعمار”.
وأشار التقرير الذي أعدَّه السير جايف إلى وجود كثير من المواقع والأبنية البارزة التي كان لها علاقة بتجارة الرقيق في إدنبرة، كما أن كثيرًا من تجار الرقيق السابقين حصلوا على تعويض مادي بعد إعتاق العبيد في عام 1833″.
وقال رئيس مجلس إدنبرة كامي داي: “لقد طلبنا إجراء هذه الدراسة لأنها ستكون نقطة انطلاق مهمة ومفيدة من أجل بدء نقاش مهم وواسع حول تأثير العصر الحديث في الإرث المرتبط بالعبودية، وللاعتراف بأن التمييز العرقي له جذور عميقة في العاصمة الاسكتلندية”.
“كما أن التمييز العنصري ما زال يؤثر في حياة وتجارب كثير من السود والأقليات في يومنا هذا، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
“لا بد من التحدث عن العنصرية والعمل على مكافحتها والقضاء عليها؛ لكي نجعل من إدنبرة مدينة آمنة تحتفي بجميع سكانها، وهو ما يريده الجميع”.
“لقد توصلنا إلى 10 توصيات تعكس آراء سكان إدنبرة حول هذا الموضوع”.
“أتطلع للمضي قُدمًا في النقاش خلال الأسبوع المقبل والنظر في كيفية تطبيق التوصيات”.
هذا وقد اندلعت احتجاجات في إدنبرة عام 2020 للمطالبة بإزالة نصب ميلفيل الذي يُحيي ذكرى وزير الداخلية في القرن الثامن عشر هنري دونداس، وذلك في ساحة سانت أندرو.
اقرا أيضاً :
دليل إرشاديّ لأولياء الأمور بشأن رموز اليمين المتطرف في بريطانيا
تقارير: عمال إندونيسيون في بريطانيا يواجهون خطر “عبودية الديون”!
ستة قوانين جديدة في بريطانيا تدخل حيز التنفيذ مع عام 2023 من ضمنها قيود للاحتجاجات
الرابط المختصر هنا ⬇