لماذا تتبنى الهند نشر المعلومات المضللة المناهضة لفلسطين؟
في ظل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، نشهد في كثير من الأحيان نشر معلومات مضللة، مصحوبة بجانب من معاداة الفلسطينيين وكراهية الإسلام، وتكون مدعومة بتضخيم وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما في ظل قيادة إيلون ماسك لشركة X (المعروفة سابقًا باسم تويتر).
وما يثير الدهشة في هذا السيناريو هو أن كثيرًا من هذه المعلومات المضللة تأتي من حسابات تواصل اجتماعي ذات ميول يمينية مقرها الهند! وشملت بعض هذه الأخبار الزائفة ادعاءات عن اختطاف حماس لطفل يهودي وقطع رأس صبي صغير على ظهر شاحنة! ونشرت هذه الحسابات تقارير غير صحيحة على نطاق واسع، حتى إن تغريدة واحدة، شاركها آلاف الناس، ادَّعت أن هجوم حماس كان الهدف منه بث الرعب والخوف ونشر التوتر بين الناس، وأنه كان بقيادة الولايات المتحدة!
Was searching for tweets mentioning ‘Israel’ with a minimum of 5000 retweets and the top result was this conspiracy theory about the Hamas attack being a US psyop. #disinformation pic.twitter.com/5HWSgAG5ou
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) October 10, 2023
نشر معلومات مضللة عن المقاومة الفلسطينية!
ووفقًا لـ(BOOM)، وهي إحدى الخدمات الشهيرة للتثبُّت من المعلومات في الهند، كشفت عن كثير من مستخدمي منصة (X) الهنود الذين تحققت من هُوِياتهم، وتبيَّن أنهم كانوا جزءًا من حملة نشر معلومات مضللة بانتظام.
وبحسَب ما ذكرت (BOOM) فإن هؤلاء الأشخاص، “غير المؤثرين” كما يُطلَق عليهم، كانوا يستهدفون فلسطينَ بشكل سلبي في معظم الأحيان، أو كانوا يدعمون “إسرائيل”. وقد نشروا ادعاءات تُوهِم بأن الفلسطينيين وحوش بطبيعتهم!
وفي إحدى الحالات، عمد أحد الحسابات إلى مشاركة مقطع فيديو، يدّعي أن مقاتلًا “فلسطينيًّا” اختطف عشرات الفتيات الصغيرات. لكن تبيَّن بعد ذلك أن الفيديو يعود إلى رحلة مدرسية إلى القدس، وعند التدقيق فيه، يمكن مشاهدة الفتيات وهن مبتهجات ويستخدمن هواتفهن! وعلى الرغم من أن جودة الفيديو منخفضة نسبيًّا، فقد أعيدت مشاركته آلاف المرات على منصة إكس وتجاوزت مشاهداته 6 ملايين مشاهدة. وتحليل الحسابات التي شاركت الفيديو أشار إلى أن معظمها في الهند.
This video claiming to show Israeli girls taken as sex slaves by Hamas has gone viral with thousands of retweets. There is zero context, they look like they’re happy chatting on their phones. And even if in Palestine looks like Jerusalem. Lots of Indian accounts sharing it pic.twitter.com/kHtBmuuH4L
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) October 9, 2023
ولم يقتصر الأمر على منصة إكس فحسب، فقد شاركت هذه المعلومات قناةُ “Angry Saffron” على منصة (Telegram)، وهي قناة مختصة بجمع المعلومات المفتوحة المصدر أو ما يُعرف بـ”OSINT”، وتعمل من الهند. وهذا يشير إما إلى انتشار معلومات استخبارية غير صحيحة، وإما إلى نشر معلومات مضللة تسعى إلى استغلال المصداقية المرتبطة بـ”OSINT”.
وفي حالة أخرى مشابهة، انتشر مقطع فيديو يدّعي زورًا أن حركة حماس تختطف طفلًا يهوديًّا. وحقق الفيديو أكثر من مليون مشاهدة في تغريدة واحدة فقط، ومعظم التغريدات المشارَكة كانت لحسابات تتخذ من الهند مقرًّا لها أو تحمل علم الهند في بياناتها الشخصية.
وحصلت هذه التغريدات على أكثر من 3 ملايين مشاهدة على موقع (X). لكن الفيديو يعود إلى شهر سبتمبر/أيلول، ولا علاقة له بأحداث غزة!
الإسلاموفوبيا والهند
وجاءت هذه التغريدات التي تحمل معلومات كاذبة ومضللة بشأن فلسطين والإسلام في سياق تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الهند.
أضف إلى ذلك أن هذه الحسابات ليست مقتصرة على نشر معلومات زائفة، بل تنشر كذلك تعليقات معادية للمسلمين على منصة (X). وأحد هذه الحسابات أدرج وسْم (#IslamIsTheProblem)، مع فيديو زائف يُظهِر أن حركة حماس نفَّذت جريمة قتل.
يُذكر أن الهند تشهد ازديادًا في ظاهرة الإسلاموفوبيا، وهو تحيز أو كراهية للإسلام والمسلمين. وازدادت هذه الظاهرة بصفة خاصة بعد صعود رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة.
وأشار تقرير صادر عن المجلس الإسلامي في فيكتوريا، ومقره أستراليا، إلى أن معظم التغريدات المعادية للإسلام مصدرها الهند.
ومن المهم ملاحظة أن مظاهر الكراهية والتعصب تزداد على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تتأثر بما يسمى “خلية تكنولوجيا المعلومات في حزب بهاراتيا جاناتا”، التي تُسهِم كثيرًا في تغذية هذا السلوك العدائي. وبهذا الخصوص ناقشت “سواتي شاتورفيدي جيش” هذه الظاهرة في كتابها “أنا متصيد!”، وبيَّنت أن حزب بهاراتيا جاناتا لديه شبكة من المتطوعين، يتلقون توجيهات من “خلية تكنولوجيا المعلومات” ومنظمتين تابعتين لها، ومضمون هذه التوجيهات هو غرس بذور الانقسام وتذكية نار التعصب والتضليل.
هذا وقال براتيك سينها، المؤسس المشارك ومحرر موقع (AltNews) الهندي وغير الربحي للتثبُّت من المعلومات، عبر منصة إكس: “مع التضليل الذي تمارسه الهند في وسائل الإعلام الكبرى ووسائل التواصل الاجتماعي لدعم إسرائيل، يجب على العالم الآن أن يَعِي هذا. لقد أصبح اليمين الهندي عاصمة التضليل في العالم”.
المصدر: الجزيرة
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇