تبرئة سيدة مشاركة في مسيرات دعم فلسطين من تهمة العنصرية

برأت محكمة وستمنستر الجزئية في لندن سيدة تدعى ماريا حسين -تبلغ من العمر 37 عامًا- من هاي ويكومب (High Wycombe) في باكينجهامشير (Buckinghamshire)، من تهمة ارتكاب جريمة عنصرية خلال إحدى مسيرات دعم فلسطين.

كانت حسين قد رفعت لافتة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، تجسد رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزيرة الداخلية آنذاك سويلا برافرمان، حيث ظهرت وجوههم متراكبة على جوز الهند تحت شجرة نخيل.

رغم أن المدعي العام وصف هذا الفعل بأنه يحمل “افتراءً عنصريًّا”، إلا أن المحكمة برأت المتهمة معتبرة أن اللافتة كانت جزءًا من “السخرية السياسية” وليس فيها نية عنصرية.

تفاصيل الواقعة والدفاع

زعم المدعي العام جوناثان بريان أن استخدام رمز “جوز الهند” يمثل اتهامًا عنصريًّا، يُشير إلى شخص يبدو أسمر من الخارج لكنه أبيض من الداخل، وكأنها “خيانة عرقية”.

وقد اُتهِمت ماريا حسين بأنها تجاوزت حدود التعبير السياسي المشروع وأقدمت على إهانة عنصرية.

ووفقًا لما قاله بريان: “جوز الهند هو ادعاء عنصري معروف له معنى واضح للغاية، قد تكون أسود من الخارج، لكنك أبيض من الداخل. بعبارة أخرى، أنت خائن للعرق، أنت أقل سواد مما ينبغي أن تكون “.

في المقابل، دافع فريق المحامين عن حسين بأن اللافتة لا تحمل أي دلالات عنصرية، بل كانت سخرية سياسية تهدف إلى نقد سياسات سوناك وبرافرمان.

وأوضح الدفاع أن رفع هذه الدعوى هو “اعتداء على الحق في حرية التعبير والاحتجاج السلمي”، واصفًا قرار تقديم القضية للمحاكمة بـ”المقلق”.

وفي بيان مكتوب قرأه الادعاء أمام المحكمة، أكدت حسين أن اللافتة كانت تهدف إلى نقد “خطاب الكراهية” الذي تبنته وزيرة الداخلية ورئيس الوزراء ضد الأقليات والجماعات الضعيفة.

حماية حرية التعبير والتعبير

من جهة أخرى، أكد محامي الدفاع، راجيف مينون كيه سي، أن حسين، المعروفة بسجلها الخالي من الشوائب، كانت تعبر عن رأيها السياسي من خلال النقد الساخر.

وأشار إلى أن السخرية كانت تستهدف سياسات برافرمان وسوناك، وليس شخصهما.

وعبّر مينون عن استغرابه من محاكمة موكلته على جريمة عنصرية في الوقت الذي يُسمح فيه لشخصيات مثيرة للجدل مثل سويلا برافرمان واليميني المتطرف تومي روبنسون بالإدلاء بتصريحات أكثر تحريضًا وانقسامًا دون محاسبة.

وأضاف مينون أن محاكمة حسين على أساس اتهامها بالعنصرية “غير مفهوم” لكثير من الناس، حيث وصفها بأنها “امرأة لا تشوبها شائبة”، معتبرًا أن إدانتها ستكون “مأساة”، خاصة في ظل غياب أي أدلة على أنها تحمل أي ميول عنصرية.

حكم المحكمة

استمرت المحاكمة لمدة يومين، وبعدها حكمت قاضية المحكمة الجزئية فانيسا لويد بأن اللافتة كانت جزءًا من “السخرية السياسية” وليس فيها ما يسيء بناءً على المعايير الجنائية.

وأكدت القاضية أن الادعاء فشل في إثبات أن اللافتة كانت تحمل أي دلالات عنصرية أو أن حسين كانت تقصد بأن يكون تصرفها مسيئًا.

المصدر: بي بي سي

اقرأ أيضًا:

• ائتلاف دعم فلسطين يغير موعد مسيرته القادمة في لندن
• شرطة لندن تهدد بقمع مظاهرات دعم غزة
• الشرطة تتراجع عن قيود حاولت فرضها على مظاهرة فلسطين في لندن