تبرئة أربعة أشخاص في قضية إزالة تمثال تاجر الرقيق!

برّأت هيئة محلّفين في محكمة بريستول كراون البريطانية أربعة أشخاص كانوا مُتهمّين بالتسبّب في أضرار جنائية بعد الإطاحة بتمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون في بريستول خلال مظاهرة احتجاجية مؤيدة لحركة “حياة السُّود مهمة”.

والمتهمون الأربعة: ريان جراهام 30 عامًا، وجيك سكوز 33 عامًا، وساج ويلوبي 22 عامًا، وميلو بونسفورد 26 عامًا، قد تمّت تبرئتهم من جميع التُّهم بعد محاكمة استمرت أسبوعين.

وكان المتظاهرون قد أسقطوا تمثال تاجر الرقيق من القرن السابع عشر وسحبوه حتى أُسقِط في النهر في السابع من شهر حزيران/ يونيو عام 2020م بعد مسيرة حاشدة ضد العنصرية.

وفي المرافعة الختامية جادل محامو الدفاع بأن تمثال كولستون – الذي أزيح عنه الستار عام 1895م – أصبح مُهينًا وغير مناسب؛ وأن الآلاف وقّعوا على عريضة لإزالته عدة مرات على مرّ السنين.

وأكّد المحامي ليام والكر ممثل المتهم ساج أن قرار هيئة المُحلّفين سينعكس سلبًا أو إيجابًا على الأشخاص المناهضين للعنصرية في جميع أنحاء العالم.

وقال مخاطبًا أعضاء هيئة المحلفين: “لا تخطئوا في قراركم، فلن يتأثر بقراركم هذا مَن هم في داخل هذه القاعة أو هذه المدينة فقط بل العالم أجمع، أحثّكم جميعًا على أن تقفوا في الجانب الصحيح من التاريخ”.

وقال المحامي توم وينرايت – ممثّل المتهم ميلو بونسفورد – للمحكمة: “إذا كنت مبتلى بسرطان مثل كولستون يتقيأ في مدينتك فإنك ستتخلص منه. فبمجرد أن يختفي فإن الجسد يمكن أن يُشفى. (exceptionalpets.com) ”

وعُرِضتْ أثناء المحاكمة لقطات من كاميرات المراقبة والهواتف المحمولة لسقوط التمثال على هيئة المُحلّفين.

هذا وأُسقِط التمثال بعد أقل من أسبوعين على مقتل الأمريكي جورج فلويد على يد ضابط الشرطة ديريك شوفين في مينيابوليس.

BREAKING Four Black Lives Matter protesters cleared for toppling Edward Colston statue https://t.co/e2oVYMmdl7 pic.twitter.com/MQPxURv6uw

— Mirror Breaking News (@MirrorBreaking_) January 5, 2022

وقام مجلس مدينة بريستول بسحب التمثال من الماء بعد بضعة أيام، ثم أُعيد عرضه في متحف وسط المدينة في شهر حزيران/ يونيو من العام الماضي.

وقبل النطق بالحكم قال المدعي العام ويليام هيوز لهيئة المحلفين بأن الادّعاء لم يشكّك في أن تاريخ إدوارد كولستون “غارق” في تجارة الرقيق، ولكنه لم يكن على قيد الحياة، وأن الأدلة أمام هيئة المحلّفين أثبتت أن المُدّعَى عليهم تصرفوا بطريقة جنائية ومخالفة للقانون.

وقبل المحاكمة بفترة وجيزة أنتج الرسّام المجهول بانكسي مئات القمصان التي تُظهر قاعدة كولستون الفارغة لدعم المتهمين الأربعة قائلاً: إن الأموال التي جُمِعت ستسمح لهم بدفع أجر المحامين.

وبعد النطق بالحكم وتبرئة المتهمين علتْ أصوات هتافات عالية من صالة العرض العامة المزدحمة.

وأثار السيد وينرايت موضوع التكاليف التي يتم سدادها للمدَّعَى عليهم بعد تبرئتهم، ولكن القاضي تساءل عما إذا كان هذا الطلب مناسبًا في ضوء الدعم البارز الذي تلقوه.

وظهرت علامات البهجة على أوجه المتهَمين الأربعة بعد النطق بالحكم وعانقوا العديد من الجماهير المساندة ممن كانوا ينتظرون خارج المحكمة عندما أُطلِق سراحهم من قفص الاتهام.