بي بي سي تجاهلت طلبًا داخليًا لتصحيح ادعاء كاذب ضد الصحفي أنس الشريف

كشفت منصة “نوفارا ميديا” أن بي بي سي (BBC) تجاهلت طلبًا داخليًا لتصحيح تقرير نُشر في أغسطس الماضي يتضمن ادعاءً غير مدعوم بأن الصحفي الفلسطيني أنس الشريف، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على غزة، كان مرتبطًا بفريق إعلامي تابع لحركة حماس.
طلب داخلي لتصحيح الخبر
وأرسل قسم الأخبار العالمية في بي بي سي بريدًا داخليًا إلى نحو 1200 صحفي، طالب فيه بتعديل الخبر والإشارة إلى أن الادعاء منسوب إلى مصدر غير مؤكد، وأن قناة الجزيرة نفت صحته، كما أكد مراسل بي بي سي عربي عدم وجود أي دليل يثبت هذا الادعاء.
ومع ذلك، لم يُجرَ أي تعديل وظل الادعاء منشورًا حتى الآن، ما أثار انتقادات واسعة داخل المؤسسة وخارجها.
نقلت منصة “نوفارا” عن موظف في بي بي سي قوله إن الحادثة تعكس “ثقافة الترهيب والسيطرة السياسية داخل المؤسسة”، مضيفًا: “مثل هذا الخطأ التحريري في قضية حساسة كاغتيال صحفي كان يستوجب محاسبة علنية واستقالات على مستويات عليا.”
في المقابل، قالت بي بي سي إنها “تتمسك بتغطيتها” المنشورة في أغسطس، وزعمت أن البريد الداخلي كان متعلقًا بمقال مختلف واحتوى على تعديل غير صحيح.
أنس الشريف: استهداف ممنهج قبل الاغتيال

كان الشريف، البالغ 28 عامًا عند استشهاده، من أبرز المراسلين في غزة وحاز على جائزة مدافع عن حقوق الإنسان من منظمة العفو الدولية تقديرًا لشجاعته والتزامه بحرية الصحافة.
واغتيل في 10 أغسطس في غارة استهدفته إلى جانب عدد من زملائه الصحفيين بعد حملة تشويه استمرت أشهرًا.
وتأتي هذه القضية وسط انتقادات متزايدة لتغطية بي بي سي للحرب الإسرائيلية على غزة. فقد أظهرت دراسة حديثة لمركز رصد الإعلام التابع للمجلس الإسلامي في بريطانيا أن بي بي سي منحت تغطية أكبر “للإسرائيليين” مقارنة بالفلسطينيين، واستخدمت لغة عاطفية أكثر عند الحديث عنهم كذلك.
وتثير هذه الواقعة القلق بشأن مصداقية الإعلام العام في تغطية الصراعات، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالضحايا الصحفيين. واستمرار نشر معلومات غير دقيقة وعدم تصحيحها رغم التحذيرات الداخلية يقوّض ثقة الجمهور ويضع علامات استفهام كبيرة حول حياد المؤسسات الإعلامية الكبرى.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇