العرب في بريطانيا | ‎بين التطوير والجدل.. مدارس بريطانيا تعتمد التق...

1446 ذو الحجة 18 | 15 يونيو 2025

‎بين التطوير والجدل.. مدارس بريطانيا تعتمد التقييم بالشاشات لأطفال الروضة

‎بين التطوير والجدل.. مدارس بريطانيا تعتمد التقييم بالشاشات لأطفال الروضة
ديمة خالد June 14, 2025

‎أثارت توجيهات جديدة أصدرتها وزارة التعليم البريطانية جدلًا واسعًا بعد إعلانها اعتماد اختبارات تقييم لأطفال الروضة باستخدام أجهزة تعمل باللمس، في خطوة وصفت بأنها تسعى إلى “تحديث” العملية التعليمية، لكنها في الوقت ذاته أثارت مخاوف من التأثيرات السلبية المحتملة على نمو الأطفال وحقوق الأهل في تقييد وقت استخدام الشاشات.

‎التقييم الجديد، المعروف باسم “تقييم خط الأساس لمرحلة الاستقبال”، سيتضمن اختبارًا يُجرى للأطفال في سن الرابعة عند دخولهم المدرسة، باستخدام جهاز لوحي يُكلف المعلم بإجراء الاختبار من خلاله، بينما يتفاعل الطفل مع المهام عبر شاشة ثانية تعمل باللمس. ومن المقرر البدء بتطبيق هذا النظام اعتبارًا من الفصل الدراسي المقبل.

‎وتبرر الوزارة هذه الخطوة بأنها تهدف إلى تخفيف العبء الإداري عن المعلمين، وتوفير بيانات دقيقة حول قدرات التلاميذ عند بدء المرحلة الدراسية، ليُقاس تقدمهم لاحقًا حتى نهاية المرحلة الابتدائية. وأكد متحدث باسم وزارة التعليم أن “التقييمات الرقمية توفر وقتًا ثمينًا للمعلمين للتركيز على التعليم، كما أنها تجرى بشكل فردي مع كل طفل، مع إتاحة بدائل ورقية للأطفال غير القادرين على استخدام الأجهزة”.

‎موجة انتقادات وتحذيرات تربوية

‎بين التطوير والجدل.. مدارس بريطانيا تعتمد التقييم بالشاشات لأطفال الروضة
(Unsplash)

‎في المقابل، قوبل القرار بانتقادات واسعة من معلمين ونشطاء وخبراء في شؤون الطفولة، الذين أعربوا عن قلقهم من “تطبيع استخدام الأجهزة” في سن مبكرة، واحتمال تقويض حقوق الأهل الذين يسعون لتربية أطفالهم في بيئة محدودة التعرض للشاشات.

‎وجاء في رسالة مفتوحة وُجهت إلى وزيرة التعليم بريجيت فيليبسون ووزير التكنولوجيا بيتر كايل، أن هذا التغيير “يمثل خطوة رجعية تدفع بأطفال لا تتجاوز أعمارهم أربع سنوات نحو الاعتماد على الشاشات في بيئة التعليم الأولى”، وهو ما قد يؤثر سلبًا على تفاعلهم الحسي والاجتماعي.

‎وقع على الرسالة عدد من الشخصيات البارزة، بينهم كاثرين بيربالسينغ، المديرة المعروفة بأسلوبها الصارم، وجاستين روبرتس مؤسسة موقع “مامزنت”، والممثلة البريطانية صوفي وينكلمان. وعبّر الموقعون عن تخوفهم من أن “التقييم الرقمي – باستثناء الحالات الخاصة – لا يمكن أن يعوض التجربة التربوية التفاعلية التي توفرها الأدوات التقليدية مثل الكتب والألعاب”.

‎دعم سياسي لحملة الرفض

‎بين التطوير والجدل.. مدارس بريطانيا تعتمد التقييم بالشاشات لأطفال الروضة

‎حظيت التحذيرات بدعم من أطراف سياسية مختلفة، أبرزهم لورا تروت، وزيرة التعليم في حكومة الظل، التي وصفت الاختبارات بالشاشات بأنها “تُضعف نمو الأطفال الإدراكي والعاطفي في مرحلة حساسة من حياتهم”. وأضافت في تصريح لصحيفة التلغراف: “الأدلة على الآثار السلبية لتعرض الأطفال الصغار للشاشات باتت واضحة. علينا التحرك لحماية الطفولة”.

‎وشددت تروت على أن المجتمع البريطاني “يتجه تدريجيًا نحو بيئة رقمية مفرطة، تُضعف الروابط الاجتماعية وتحد من تفاعل الأطفال مع العالم الواقعي”، مؤكدة ضرورة مراجعة سياسات التعليم الرقمي وفرض ضوابط على استخدام التكنولوجيا في المراحل الأولى من التعليم.

‎ويأتي هذا الجدل في ظل مساعي الحكومة البريطانية لتقييد استخدام الهواتف الذكية في المدارس، ومراقبة انتقال أنظمة التقييم إلى الوسائط الرقمية، إلى جانب مقترحات أخرى كشف عنها وزير التكنولوجيا بيتر كايل، تتضمن تحديد وقت استخدام الأطفال لتطبيقات التواصل الاجتماعي وفرض حظر ليلي عليها بعد الساعة العاشرة مساءً.

‎الوزارة تدافع.. والنقاش مستمر

‎رغم الانتقادات، لا تزال وزارة التعليم متمسكة بالقرار، وتؤكد أنه جزء من “خطة التغيير” الهادفة إلى ضمان تكافؤ الفرص لجميع الأطفال، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية. وذكرت الوزارة أن التقييمات الرقمية تُستخدم على نطاق ضيق، وتُجرى بشكل فردي مع كل طفل، ما يسمح للمعلم بتكييف الأسلوب وفقًا لقدرات الطفل واحتياجاته.

‎وأوضح المتحدث باسم الوزارة أن “الهدف من هذه التقييمات ليس تقييم الأداء الأكاديمي بل تقديم صورة واضحة عن مهارات الطفل عند دخوله المدرسة، لتحديد الاحتياجات التعليمية مبكرًا”.

‎وبينما ترى الوزارة أن الرقمنة جزء من تطوير العملية التعليمية، يُصر معارضو القرار على أن الطفولة المبكرة تحتاج إلى بيئة أكثر تفاعلًا وحيوية بعيدًا عن الشاشات، مؤكدين أن “حماية الطفولة يجب أن تبقى أولوية تتقدم على أي اعتبارات تقنية أو إدارية”.

‎ومع تزايد الأصوات الرافضة، يبدو أن الجدل حول “التقييم الرقمي” لأطفال الروضة لن يُحسم قريبًا، في ظل تباين الرؤى بين من يعتبره تطورًا طبيعيًا في عصر التكنولوجيا، ومن يراه خطرًا يهدد المراحل التكوينية المبكرة في حياة الطفل.

ومن جهتها، ترى منصة “العرب في بريطانيا” (AUK) أن هذا القرار يُلقي الضوء على فجوة ثقافية وتربوية بين أولويات التطوير التكنولوجي من جهة، واحتياجات الطفولة المبكرة من جهة أخرى. وتدعو “العرب في بريطانيا” إلى إجراء حوار وطني شامل يشمل أولياء الأمور من مختلف الخلفيات الثقافية، قبل فرض أي تغييرات جوهرية في أساليب التعليم في المراحل المبكرة، مع التأكيد على ضرورة احترام حق الأهل في اختيار بيئة تعليمية تتماشى مع قِيَمهم وتصوراتهم التربوية.

المصدر: uk.news.yahoo


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:38 am, Jun 15, 2025
temperature icon 14°C
clear sky
87 %
1020 mb
7 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 1%
Visibility 10 km
Sunrise 4:42 am
Sunset 9:19 pm