بنك انجلترا يخفض أسعار الفائدة إلى 4.5 بالمئة.. ما معنى ذلك للبريطانيين؟

أعلن بنك إنجلترا خفض سعر الفائدة الأساسي إلى 4.5 في المئة، وهو أدنى مستوى له منذ حزيران/ يونيو 2023.
ويأتي هذا القرار في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي ومحاولات البنك المركزي لدعم الاقتصاد البريطاني.
هذا وقررت لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل إلى 4.5 في المئة، وهو التخفيض الثالث خلال الأشهر الستة الماضية بعد أن بلغ سعر الفائدة ذروته عند 5.25 في المئة.
وقد جاء القرار بعد تصويت أجرته اللجنة، حيث صوت سبعة من أعضائها لصالح الخفض، في حين طالب عضوان آخران بخفض أكبر إلى 4.25 في المئة.
تأثير قرار خفض أسعار الفائدة على البريطانيين؟
ويعد سعر الفائدة الأساسي العامل الحاسم في تحديد تكلفة الاقتراض، سواء كان ذلك على شكل قروض شخصية أو رهن عقاري.
ونتيجة لهذا التخفيض، فإن أصحاب القروض العقارية ذات معدلات الفائدة المتغيرة قد يشهدون انخفاضًا طفيفًا في أقساطهم الشهرية، حيث تشير تقديرات اتحاد التمويل البريطاني إلى تراجع متوسط الدفعات الشهرية بمقدار 28.98 باوند.
ومع ذلك، فإن هذا التخفيض قد لا يؤدي إلى انخفاض سريع في أسعار الفائدة على القروض العقارية الأخرى، إذ سبق وأن توقعت الأسواق الأسواق المالية هذه الخطوة وسعّرت القروض وفقًا لذلك.
أما بالنسبة للمدخرين، فمن المتوقع أن يؤدي انخفاض الفائدة إلى تراجع العوائد على الحسابات الادخارية، وهو ما قد يدفع البعض إلى البحث عن خيارات استثمارية أخرى أكثر ربحية.
ماذا عن معدل التضخم؟
وتُستخدم أسعار الفائدة كوسيلة رئيسية للسيطرة على التضخم، وهو المقياس الذي يعكس سرعة ارتفاع الأسعار.
ووفقًا لمكتب الإحصاءات الوطني، انخفض معدل التضخم وفق مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) إلى 2.5 في المئة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وهو رقم قريب من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المئة.
لكن التقرير الأخير لبنك إنجلترا يشير إلى أن التضخم قد يرتفع إلى 3.75 في المئة بحلول نهاية الصيف، مدفوعًا بزيادة أسعار الطاقة وارتفاع فواتير المياه والنقل.
هذا وستعقد لجنة السياسة النقدية سبعة اجتماعات أخرى هذا العام، حيث سيتم تقييم الحاجة إلى مزيد من التخفيضات.
وشدد محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، على ضرورة أن تكون أي تخفيضات مستقبلية “تدريجية”، محذرًا من أن التسرع في خفض الفائدة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.
ويرى خبراء اقتصاديون، مثل مات سوانيل من مجموعة (EY)، أن البنك قد يقرر خفض الفائدة مجددًا في أيار/ مايو، مع توقعات بمزيد من التخفيضات في آب/ أغسطس وتشرين الثاني/ نوفمبر، وهو ما قد يؤدي إلى استقرار الفائدة عند 2 في المئة بحلول نهاية 2027.
بنك إنجلترا يخفض توقعاته الخاصة بنمو الاقتصاد

ورحّبت وزيرة المالية، راشيل ريفز، بالقرار، مؤكدة أنه يمثل “خبراً ساراً”، حيث من المتوقع أن يسهم في خفض مدفوعات الفائدة على الديون الحكومية خلال العام المقبل.
لكن بنك إنجلترا خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني لعام 2025 من 1.5 في المئة إلى 0.75 في المئة، وهو ما يشكل تحديًا لحكومة حزب العمال، التي جعلت تعزيز النمو الاقتصادي أولوية قصوى في سياساتها.
ورغم أن أن انخفاض أسعار الفائدة سيؤثر بشكل إيجابي على سوق العقارات ويخفف العبء على المقترضين، إلا أن الوضع الاقتصادي لا يزال هشًا.
وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد البريطاني انكمش بنسبة 0.1 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي، بينما تراجعت توقعات النمو لعام 2025 إلى النصف.
هذا ويأتي قرار البنك في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من عدم الاستقرار، لا سيما مع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على الصين وتأجيل أخرى على كندا والمكسيك.
المصدر: Bicester Advertiser
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇