بماذا يمتاز الخريج الجامعي عن غيره بسوق العمل في بريطانيا ؟
بماذا يمتاز الخريج الجامعي عن غيره بسوق العمل في بريطانيا ؟
تزداد تكاليف الدراسة الجامعية في الخارج بشكل كبير مع تقدم الوقت، وهذا ما يثير تساؤل الطلاب حول القيمة العلمية التي يحصلون عليها.
إن الزيادة في أسعار الدراسة الأكاديمية لم تعد تتعلق بعملية الدراسة بحد ذاتها فقط؛ حيث يتوجب على الطلاب دفع تكاليف التأشيرة بالإضافة إلى تكاليف المعيشة، والإقامة في حال لم يحصلوا على منحة، وينبغي عليهم الاعتماد على أنفسهم بشكل كبير حتى يستطيعوا تأمين الأقساط الجامعية؛ فيلجأ بعضهم إلى بيع أملاكه بينما يقضي الآخرون حياتهم في ادّخار النقود، ويبقى بعضهم مدينين لفترات طويلة.
ويعود ذلك إلى الفكرة المنتشرة منذ عقود عن كون الدراسة الجامعية ضرورية للنجاح المهنيّ، ويمكن القول بصحة ذلك إلى حدّ كبير؛ فالطلاب الذين يتمتعون بشهادات جامعية لديهم فرص أعلى لدخول سوق العمل بالإضافة إلى اطّلاعهم على آخر ما توصّل إليه العلم في المجالات المختلفة، وباستطاعتهم أن يُنمّوا مهارة التفكير الناقد.
ويسود الاعتقاد بأن المقومات العلمية العالية أصبحت ضرورية للغاية من أجل التقدم في العمل المهني؛ إذ يحظى خرّيجو الجامعات بفرصة عمل أكثر بنسبة 57 في المئة من أولئك الذين لم يتابعوا تعليمهم الجامعي، كما أن ثلثي فرص الأعمال تتطلب شهادة ثانوية تقريبًا.
وبهذا المعنى فإن قيمة التعليم تتجاوز البُعد الأكاديمي فقط.
الأقساط الجامعية لا تعادل القيمة العلمية
وقد يضطر الطلاب إلى تقديم تضحيات من أجل تحمّل تكاليف الجامعة، والكثير منهم على استعداد لفعل ذلك.
ويختار بعض الطلاب الابتعاد نهائيًا عن التعليم بينما يُصاب العديد منهم بخيبة أمل؛ بسبب الثمن الباهظ الذي يتعين عليهم دفعه للحصول على التعليم الجامعي.
وليس خفيًّا أن الرسوم الجامعية قد ارتفعت مع مرور الزمن:
- ففي الولايات المتحدة زاد متوسط تكلفة الدراسة في الجامعات بنسبة 497 في المئة منذ عام 1985.
- وبدأت أستراليا بزيادة الرسوم على الطلاب الدوليين رغم أنهم يحصلون على التعليم بشكل إلكتروني.
- وتم تحديد الرسوم الدراسية للطلاب في المملكة المتحدة بـ 9000 باوند، ولكن الطلاب الدوليين يدفعون ضعف أو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، ويتعيّن عليهم مواجهة معدّل التضخم الآخذ بالازدياد في كل عام.
ورغم ذلك فقد تدهورت القيمة الحقيقية للتعليم في بعض المجالات، وحتى لو كانت الفوائد التي يجنيها الطلاب من التعليم الجامعي كبيرة إلا أنها تختلف ضمن مجالات الدراسة المختلفة.
شبح انخفاض الرواتب يطارد الجامعيين
كما أن الدخل المتوقع أو الزيادة في الثروة التي يسعى إليها الطلاب بعد التخرج في الجامعة في انخفاض مستمر؛ حيث لا يكسب الخريجون دائمًا أكثر بكثير من نظرائهم الحاصلين على تعليم مدرسي فقط.
وفي الوقت ذاته تواجه جامعات المملكة المتحدة انخفاضًا في التمويل؛ حيث انخفض معدّل الإنفاق على كل طالب بنسبة 15 في المئة مقارنةً بعام 2012، ويبدو أن هذا الرقم آخذ بالازدياد مع مرور السنوات؛ ولذلك ستزداد الأقساط الجامعية.
وقد ساهم كل هذا في ازدياد العواقب المالية الوخيمة على الطلاب، وفي حين أن الكثير من الطلاب يجدون التعليم الجامعي أمرًا مهمًا إلا أن هناك إجماعًا متزايدًا على كون التكاليف المرتفعة تجعله أقلّ جاذبية.
ولا شك أن الطلاب ما زالوا يؤمنون بقيمة التعليم؛ فقد ازدادت أعداد أولئك الذين يدرسون في الجامعات في الآونة الأخيرة رغم كل العوائق، وحتى مع انتشار الجائحة. ومع ذلك فإن من الواضح أن ارتفاع تكلفة الدراسة الجامعية في الخارج يزيد من التوتر والقلق حيال الصعوبات المالية التي يعاني منها كل من الطلاب وعائلاتهم.
التعليم الالكتروني لم يخفض الأقساط الجامعية
وبدت الصعوبات واضحة جدًا أثناء انتشار الجائحة؛ فعلى الرغم من التحول إلى التعليم الإلكتروني، وخفض ساعات الدراسة إلا أن الكثير من الجامعات لم تستجب لمطالب الطلاب بتخفيض أقساطها.
كما يعتقد نصف الطلاب في المملكة المتحدة أن قيمة الشهادات التي يحصلون عليها لا تعادل المال الذي يدفعونه بينما فشلت الجامعات في تقديم الدعم المناسب لطلابها أثناء الوباء.
وفي حين أن بعض الطلاب يتحمّلون هذه الظروف إلا أن عددًا متزايدًا منهم قد ترك التعليم العالي.
وقد شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا بمقدار 2.5 في المئة في نسبة الطلاب الملتحقين بالجامعات؛ حيث يُفضّل الطلاب ممارسة حياتهم المهنية بعد التخرج في المدرسة الثانوية.
وعبّر أكثر من ثلث طلاب جامعات المملكة المتحدة عن عدم رضاهم عن تجربتهم الأكاديمية، وأكّد العديد منهم تدهور صحتهم العقلية وانخفاض رفاهيتهم في حين يتزايد عدد الطلاب الذين يرون أن الشهادات الجامعية غير ضرورية من أجل تزويدهم بالمهارات المطلوبة للنجاح في سوق العمل أيضًا.
من الواضح إذن أن الجامعات بحاجة إلى مراجعة سياساتها من أجل الإبقاء على القاعدة الطلابية، وهناك ضرورة ملحّة من أجل استعادة الأمل بين الطلاب الذين قرّروا مقاطعة التعليم العالي.
وتقترح فوربس عددًا من الاستراتيجيات لتحسين الحياة الجامعية، منها:
- يجب على الجامعات أن تزيد من العروض التعليمية منخفضة القيمة؛ وذلك لتحسين سمعتها، وتنويع قيمة الإيرادات التي تحصل عليها.
- يجب على الجامعات أن تركز على زيادة جودة التعليم عند رفع سعره.
- يجب أن يتركز عمل الجامعات حول إرضاء الطلاب؛ إذ يجدر بها أن تضمن رضاهم عن التعليم الذي يحصلون عليه مقابل ما يدفعونه بالإضافة إلى تقديم الدعم المناسب لهم طوال فترة دراستهم الأكاديمية.
المصدر: www.studyinternational.com
اقرأ أيضاً:
بريطانيا تطلق منصة خاصة بطلبة الدراسات العليا القادمين من الخارج
10 منح لدراسة الدكتوراة للطلبة الدوليين في بريطانيا لعام 2022
حملة تضامنية مع أكاديمية فلسطينية أوقفت عن التدريس في جامعة بريطانية بضغوط إسرائيلية
جامعة بريستول تخصص نحو 17 مليون باوند لأربعمائة منحة دراسة دكتوراه
الرابط المختصر هنا ⬇