بلايز متريويلي أول امرأة تقود الاستخبارات الخارجية البريطانية

في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلنت الحكومة البريطانية في الـ15 من يونيو 2025 عن تعيين بلايز متريويلي، البالغة من العمر 47 عامًا، رئيسة لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6)، المعروف داخل الجهاز بالرمز “C”، بوصفها أول امرأة تتولى هذا المنصب. ومن المقرر أن تتسلم مهماتها الرسمية خلفًا للسير ريتشارد مور مع حلول فصل الخريف المقبل.
أصل تسمية الجهاز
ظهر اسم MI6 خلال الحرب العالمية الأولى بوصفه جزءًا من تقسيم إداري للاستخبارات العسكرية في بريطانيا.
كانت هناك عدة أقسام، مثل:
- MI1 (الشفرة والترميز)
- MI5 (الأمن الداخلي)
- MI6 (الاستخبارات الخارجية)
“MI” تعني: Military Intelligence، و”6” يدل على الترتيب العددي للقسم المسؤول عن العمليات الاستخبارية خارج بريطانيا.
ومع أن الاسم الرسمي الآن هو SIS، فإن اسم MI6 ظل شائعًا إعلاميًّا وثقافيًّا؛ بسبب أفلام جيمس بوند على وجه الخصوص.
ونرى أن الترجمة الأنسب حاليًّا في الكتابات الإعلامية والسياسية هي جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (MI6).
مسار مهني وتصنيفات بارزة
انضمت متريويلي إلى MI6 عام 1999 كضابط استخبارات، وبقيت تعمل داخله دون انتقال إلى السلك الدبلوماسي، بخلاف سلفها السير ريتشارد مور.
تتولى حاليًّا منصب المدير العام للتكنولوجيا والابتكار داخل MI6، المعروف في الثقافة الشعبية باسم “Q”، حيث تقود تطوير أجهزة وتجهيزات تجسسية متقدمة.
لديها خبرة مهمة في العمليات الميدانية في الشرق الأوسط وأوروبا، كما شغلت سابقًا موقع مدير داخل MI5.
حاصلة على شهادة في علم الإنسان من كلية بيمبروك في جامعة كامبريدج، وحظيت بتقدير كبير وكُرِّمت في أعياد الملك 2024 بمنحها وسام CMG.
ما هو وسام CMG
الاختصار CMG يُشير إلى:
Companion of the Order of St Michael and St George
أي: وسام رفيق رتبة القديس ميخائيل والقديس جورج
وهو واحد من الأوسمة الملكية البريطانية الرفيعة، يُمنح تقديرًا لخدمة متميزة في الشؤون الدولية، لا سيما في مجال:
- الخدمة الدبلوماسية
- العمل الاستخباري
- خدمة المصالح البريطانية خارج المملكة المتحدة
تعليقات رسمية
رئيس الوزراء كير ستارمر وصف التعيين بأنه “تاريخي”، مشيرًا إلى أن “عمل أجهزة الاستخبارات لم يكن يومًا أكثر أهمية” منه الآن، في ظل تهديدات مثل سفن التجسس وجرائم الإنترنت.
أما وزير الخارجية ديفيد لامي فأكد سعي الحكومة لتعزيز التقنية وحماية الأمن الوطني، مشيرًا إلى ضخّ 600 مليون باوند إضافية لتعزيز دور الأجهزة الأمنية.
سياق أمني واستراتيجي
يأتي التعيين في ظل تصاعد التهديدات العالمية؛ من تدخلات السفن الروسية إلى الاختراقات الإلكترونية والمدمرة للأمن الوطني، وكذلك نفوذ إيران في الساحة الاستخبارية.
يمثل التعيين تحولًا نوعيًّا بعد أن سبقتها آن كيست-باتلر في منصب مديرة GCHQ في 2023، ورئاسة امرأتين لـMI5 سابقًا، ما يجعل الأجهزة الثلاثة تحت قيادة نسائية.
من الخيال إلى الواقع
لم تعد صورة “M” التي جسّدتها جودي دنش في أفلام “جيمس بوند” (1995–2015) مجرد خيال؛ فقد أصبحت امرأة حقيقية تقود MI6 للمرّة الأولى منذ تأسيسه عام 1909.
يتجاوز هذا التعيين بعده الرمزي، من خلال الدمج بين رواية المرأة في قيادة الاستخبارات وخروجها من الشاشات إلى الواقع، ليشكل خطوة استراتيجية تعكس نضال بريطانيا من أجل التنوّع والشمول والابتكار. استثمار المرأة في أعلى مواقع القرار يعزز قدرة MI6 على مواجهة التهديدات المعقدة، ويُبرِز رغبة ممتدة في تنويع السلك الأمني وصياغة رؤى جديدة للمستقبل.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
- الخارجية البريطانية تصدر تحذيرًا صارمًا بشأن السفر إلى مصر
- الخارجية البريطانية تحذّر من السفر لعدد من الدول العربية … شاهد التفاصيل
- بريطانيا تتجه نحو تقليص دائم للمساعدات الخارجية رغم الأزمات العالمية
الرابط المختصر هنا ⬇