استطلاع: طفل من كل 10 في بريطانيا يعاني من التنمر بسبب الفقر

كشفت دراسة حديثة عن معاناة العديد من الأطفال في بريطانيا بسبب الفقر، حيث أفاد طفل واحد من بين كل عشرة أطفال بأنهم تعرضوا للتنمر نتيجة أوضاعهم المالية الصعبة.
وأظهرت الدراسة، التي شملت 2,000 من أولياء الأمور ذوي الدخل المنخفض، أن الأسر الفقيرة تنفق ما متوسطه 2,000 باوند سنويًا على تكاليف الدراسة، بما يشمل المواصلات والرحلات المدرسية.
ما التحديات المالية التي يواجهها أولياء الأمور في بريطانيا؟
وأشار 23 في المئة من المشاركين في الدراسة إلى أنهم اضطروا إلى الاستدانة لتغطية هذه المصاريف.
كما أكد 10 في المئة من أولياء الأمور المشاركين في الدراسة أن أبناءهم تعرضوا للتنمر بسبب الفقر، وهو ما يعادل أكثر من نصف مليون طفل في جميع أنحاء بريطانيا.
وبيّنت النتائج أن واحدًا من كل ثمانية من أولياء أمور الطلاب لجأ إلى المدارس للحصول على مساعدات غذائية، بينما قال 8 في المئة من المشاركين في الدراسة إنهم لم يتمكنوا من غسل الزي المدرسي لأطفالهم بسبب التكاليف المرتفعة، وهو ما اضطرهم إلى إرسال أبنائهم إلى المدرسة بملابس متسخة.
ووصفت منظمة (Parentkind) هذه النتائج بأنها “صادمة”، مؤكدةً أن تكاليف التعليم تشكل عبئًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المحدود.
دعوات لتخفيف الأعباء المالية عن الأسر الفقيرة
وأرسلت المنظمة تقريرها إلى وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسن ووزيرة العمل والمعاشات ليز كيندال، في خطوة تهدف إلى التأثير على السياسات الحكومية الخاصة بمكافحة فقر الأطفال.
وحذّرت المنظمة من أن تأثير الفقر لا يقتصر على حياة الأطفال اليومية، بل يمتد إلى تحصيلهم العلمي وصحتهم النفسية، داعيةً الحكومة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتخفيف تكاليف التعليم عن الأسر الأشد فقرًا.
وفي هذا الصدد، قال جيسون إلسوم، مدير منظمة (Parentkind): “إن هذه الأرقام تؤكد أن التعليم ليس مجانيًا كما يُفترض، إذ يضطر أولياء الأمور إلى إنفاق مبالغ ضخمة من دخلهم المحدود على الدراسة، وهذا أمر غير مقبول.”
وشدد إلسوم على ضرورة أن تتناول الحكومة قضية أولياء الأمور الذين يعيشون في فقر جنبًا إلى جنب مع خططها لمكافحة فقر الأطفال، لضمان توفير الدعم اللازم لهم.
تحذيرات من تداعيات الفقر على التلاميذ
من جانبه، قال دانيال كيبيدي، الأمين العام لاتحاد التعليم الوطني (NEU): “يضم كل فصل دراسي حوالي 30 طالبًا، ويعيش تسعة أطفال على الأقل في فقر، بينما يشتكي مديرو المدارس من تأثير الفقر على أوضاع الأطفال والشباب.”
وأكد كيبيدي أن التقرير يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها الأسر البريطانية، محذرًا من التأثير السلبي للفقر على الصحة النفسية للأطفال وأولياء أمورهم.
كما دعا كيبيدي الحكومة إلى استغلال الاستراتيجية الجديدة لمكافحة فقر الأطفال كفرصة لإحداث تغيير حقيقي في حياة الأسر المحتاجة.
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم وزارة التعليم البريطانية التزام الحكومة بمكافحة الفقر بين الأطفال، مشيرةً إلى اتخاذ إجراءات واسعة النطاق رغم التحديات المالية.
وقالت في هذا الصدد: “سنبدأ في شهر نيسان/ أبريل المقبل بتنفيذ برامج توزيع وجبات الإفطار المجانية في 750 مدرسة، بتمويل يتجاوز 30 مليون باوند.”
وأشارت إلى أن الحكومة خصصت المزيد من الأموال لدعم التلاميذ الفقراء، بميزانية تتجاوز 2.9 مليار باوند لعام 2025.
المصدر: ديلي ميرور
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇