العرب في بريطانيا | بريكست يحرم مرضى السرطان في بريطانيا من أدوية م...

1446 شوال 22 | 21 أبريل 2025

بريكست يحرم مرضى السرطان في بريطانيا من أدوية منقذة للحياة

بريكست يحرم مرضى السرطان في بريطانيا من أدوية منقذة للحياة
خلود العيط April 21, 2025

كشف تقرير سرّي حصلت عليه صحيفة الغارديان عن تداعيات خطيرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، طالت مرضى السرطان مباشرةً، من خلال حرمانهم من أدوية حديثة وتجارب سريرية كان يمكن أن تنقذ حياتهم، إضافةً إلى عرقلة جهود الأبحاث العلمية وتفاقم أعباء التمويل والإجراءات التنظيمية.

وبحسَب التقرير، فإن البيروقراطية المتزايدة والتكاليف الإضافية الناتجة عن بريكست عطّلت التعاون الدولي في مجال الأبحاث، وأثّرت سلبًا على قدرة الأطباء والباحثين في هيئة الخدمات الصحية (NHS) على الوصول إلى أحدث العلاجات.

بريكست يحرم المرضى في بريطانيا من العلاج

توني بلير: البريكست هو السبب في زيادة أعداد المهاجرين

ويشير التقرير المؤلّف من 54 صفحة إلى أن بريطانيا تشهد ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المصابين بالسرطان، وهذا الارتفاع مدفوع بتقدّم السكان في العمر وتحسّن وسائل التشخيص وزيادة الوعي العام، ما يجعل التعاون الدولي لتطوير الأدوية ضرورة ملحّة.

لكن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي حرم المرضى البريطانيين من الوصول إلى ما وصفه التقرير بـ”العصر الذهبي” للعلاجات الجديدة في أوروبا، إذ ارتفعت تكاليف استيراد بعض أدوية السرطان إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه، كما تضاعفت تكاليف شحن الأدوية لعشر مرات في بعض الحالات.

وحدّد التقرير ثلاثة مجالات رئيسة تأثرت بشدّة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:
• البيئة التنظيمية للتجارب السريرية
• تنقل الكفاءات البحثية في مجال السرطان
• الحصول على التمويل والتعاون البحثي الدولي.

هذه الأمور أدّت إلى صعوبات كبيرة في استقطاب الكفاءات العالمية إلى بريطانيا، في حين أصبح الباحثون البريطانيون يواجهون عراقيل بيروقراطية للحصول على منح بحثية، ما ينعكس سلبًا على فرص تطوير علاجات جديدة لمرضى السرطان.

تأخيرات قاتلة واختبارات مكررة

تقرير: نظام الرعاية الصحية في إنجلترا يعقّد معاناة المرضى بدلًا من تخفيفها

وفي مثال لافت على الخلل الناتج عن غياب التنسيق، أُجبرت بريطانيا على دفع 22 ألف باوند إضافية فقط للموافقة على إرسال دفعة من أقراص الأسبرين لاستخدامها في تجربة سريرية، رغم أنها كانت قد خضعت مسبقًا للفحص في الاتحاد الأوروبي.

هذا التكرار في الإجراءات، بحسَب التقرير، يؤدي إلى تأخيرات قد تكون قاتلة بالنسبة للمرضى.

وقد أكد بعض الأطباء أن التأثير لم يقتصر على البالغين، بل شمل أطفالًا مصابين بالسرطان عاد إليهم الورم أو توقفت العلاجات المتوفرة عن العمل، دون أن تتوفر لهم بدائل علاجية حديثة بسبب القيود الجديدة التي فرضها بريكست.

في المقابل، قالت الحكومة البريطانية: إن التجارب السريرية تظل أولوية لعلاج الأمراض المزمنة كمرض السرطان، وإنها ملتزمة بـ”تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي” في المجال البحثي، مع توفير “دعم واسع” للباحثين البريطانيين؛ لضمان استفادتهم من برنامج (Horizon Europe) الذي تصل ميزانيته إلى 80 مليار باوند.

دعوات لاتفاق جديد لحماية الصحة

التقرير أوصى بضرورة التوصل إلى اتفاق اعتراف متبادل مع الاتحاد الأوروبي فيما يخص اختبار الأدوية؛ لتقليل التكاليف وتسريع وتيرة التجارب السريرية عبر الحدود، محذّرًا من أن غياب هذا الاتفاق سيؤدي إلى مزيد من التأخير في وصول العلاجات إلى المرضى.

مارك دايان، رئيس برنامج بريكست في مؤسسة (Nuffield Trust)، دعا إلى “اتفاق جديد لحماية الصحة”، مشيرًا إلى ضرورة إزالة القيود التنظيمية التي أصبحت “عقبة غير مبررة” أمام تطوير العلاجات.

من جانبه أكد البروفيسور مارتن ماكي، أستاذ الصحة العامة الأوروبية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن ما يشهده قطاع أبحاث السرطان في بريطانيا اليوم كان متوقعًا. وقال: “لقد حذّرنا مرارًا من هذه النتائج. ما نراه اليوم لم يكن مفاجئًا، بل متوقعًا بدقة”.

وأضاف: “كان من الحتمي أن يؤدي بريكست إلى ازدواجية مكلفة وعرقلة للتعاون”.

وكانت صحيفة الغارديان قد كشفت في تقرير سابق أن مئات الآلاف من المرضى في بريطانيا يواجهون تأخيرات طويلة لبدء علاجات أساسية كالجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي، وأن هذه التأخيرات باتت “أمرًا اعتياديًّا” يُهدّد حياة المرضى، ويشمل ذلك الأطفال.

المصدر: الغارديان 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:29 am, Apr 21, 2025
temperature icon 11°C
broken clouds
Humidity 88 %
Pressure 1008 mb
Wind 1 mph
Wind Gust Wind Gust: 1 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 5:51 am
Sunset Sunset: 8:06 pm