بريطاني من “بريتش بتروليوم” يشارك في تمثيل موريتانيا بقمة المناخ
نشرت بي بي سي تقريرًا مفاده أن الرئيس التنفيذي لشركة الغاز البريطانية المعروفة “بريتش بتروليوم” برنارد لوني مسجل بوصفه مندوبًا لجمهورية موريتانيا العربية في مؤتمر المناخ (COP27) المنعقد في شرم الشيخ في مصر.
برنارد لوني مدرج في القوائم الرسمية للأمم المتحدة بوصفه عضوًا في الوفد الممثل لموريتانيا، وهي دولة عضو في جامعة الدول العربية، تقع في غرب إفريقيا حيث تمتلك شركة بريتش بتروليوم استثمارات كبيرة.
“بريتش بتروليوم” وشركات أخرى في مؤتمر المناخ!
لم يكن وجود لوني الأمر اللافت للنظر فحسب؛ إذ إن وجود مديرين وممثلين في مؤتمر المناخ لكبرى شركات النفط والغاز أثار جدلًا واسعًا.
وتُظهِر البيانات الجديدة المنشورة عن المؤتمر أن عددهم قد ارتفع ارتفاعًا كبيرًا منذ القمة السابقة (COP26) في غلاسكو.
والسؤال المطروح هنا: كيف أصبح الرئيس التنفيذي لإحدى شركات النفط الكبرى في العالم جزءًا من فريق إحدى أفقر الدول في العالم؟!
وبهذا الصدد تقول شركة بريتش بتروليوم: إن الوفد الموريتاني دعا لوني للانضمام إلى اجتماع وحفل توقيع على هامش مؤتمر المناخ (COP27) من أجل “اتفاق كبير بشأن الهيدروجين”.
لهذا السبب أدرجه الفريق الموريتاني في القائمة الرسمية للمشاركين، ما يسهّل عليه الوصول إلى “المنطقة الزرقاء” التي يُسمَح بدخولها لكبار الشخصيات فقط من النقاش والتفاوض في الدورة السابعة والعشرين من المؤتمر.
وتقول الشركة: إن لوني وأربعة من كبار زملائه في شركة بريتش بتروليوم حضروا لتوقيع اتفاقية تخص موريتانيا؛ لاستكشاف تطوير منشأة للهيدروجين الأخضر في البلاد.
وبموجب هذه الخطة، ستنظر شركة بريتش بتروليوم في جدوى بناء مزارع الرياح والطاقة الشمسية اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُنتَج عن طريق التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة المتجددة.
هذا وتمتلك شركة بريتش بتروليوم -التي حققت أرباحًا بقيمة 8.2 مليارات دولار (7 مليارات باوند) في الربع الثالث من عام 2022- استثمارات كبيرة في موريتانيا، ذلك البلد الفقير الذي يحصل أقل من نصف سكانه فقط على خدمات الكهرباء!
ما وجهة نظر نشطاء البيئة؟
قالت الناشطة البيئية أليس هاريسون: “من الصعب أن نفهم سبب كون مؤتمر المناخ هو المكان المناسب لتوقيع شركة نفط على اتفاقية نيابة عن دولة فقيرة!”.
يُذكَر أن هاريسون ورفاقها في مجموعة جلوبال ويتنس المهتمة بحماية البيئة عملوا على تحليل بيانات المسجلين في قمة المناخ (COP 27) لهذا العام، فوجدوا أن عدد المندوبين المتصلين -بشكل أو بآخر- بتمثيل شركات نفط من النوع المحارب بيئيًّا قد ارتفع بنسبة 25 في المئة مقارنة بـ(COP26) في غلاسكو.
وتُظهِر البيانات هذا العام أن هناك جماعات ضغط “لوبي” تعمل لمصلحة شركات النفط أو ما يُعرَف بالوقود الأحفوري أكثر من إجمالي أعضاء الوفود الممثلة للدول العشر الأكثر تضررًا من تغير المناخ، ويشمل ذلك: باكستان وبنغلاديش وموزمبيق، بل إن الأمر وصل إلى حد اختراق وفود تلك الدول كما هو الحال مع موريتانيا!
الإمارات صاحبة أكبر وفد في قمة المناخ
يُعَد وفد دولة الإمارات العربية المتحدة -التي من المقرر أن تستضيف القمة القادمة (COP28) في عام 2023- أكبر وفد على الإطلاق في هذا المؤتمر.
حيث بلغ قوام الوفد الإماراتي 1073 شخصًا، بزيادة بلغت 170 شخصًا عن العام الماضي.
وقد كشف تحليل مجموعة جلوبال ويتنس البيئية أن 70 شخصًا من الوفد الإماراتي ترتبط أسماؤهم ارتباطًا مباشرًا بشركات نفطية معنية باستخراج الوقود الأحفوري.
بناء عليه: كيف يمكن أن تنجح جهود الحد من الأضرار البيئية بمؤتمرات المناخ في ظل التغلغل الكبير فيها من قبل ممثلي شركات الوقود المستفيدة من بيعه رغم الضرر البيئي؟!
الخلاصة كما تشير تقارير بيئية أن ما يجري في قمة المناخ هذا العام مثال صارخ على تغلغل شركات النفط العملاقة في دوائر صنع القرار بالدول الفقيرة والغنية على حد سواء.
اقرأ أيضًا:
الملك تشارلز قد يحضر قمة المناخ في مصر
شركات طاقة في بريطانيا تعلن شطب الديون المتراكمة على فواتير الأسر المحتاجة
بريتيش بتروليوم تحقق أرباحا ضخمة مع وصول فواتير الطاقة إلى 3600 باوند
الرابط المختصر هنا ⬇