بريطانيا: فوز كبير للعمال واليمين المتطرف يحصد ثمار انهيار المحافظين
حقق حزب العمال البريطاني فوزًا ساحقًا في الانتخابات البريطانية التي جرت أمس الخميس الرابع من يوليو، ما أدى إلى تعيين السير كير ستارمر رئيسًا للوزراء. وبالمقابل تعرض حزب المحافظين لهزيمة نكراء وُصِفت بأنها الأسوأ في تاريخه.
وألقى السير كير ستارمر كلمة في وسط لندن قال فيها: “سيستيقظ الناس في جميع أنحاء بلادنا مرتاحين؛ لأننا رفعنا العبء عن أكتاف هذه الأمة العظيمة”. وجاءت هذه التصريحات بعد اعتراف ريشي سوناك، رئيس حزب المحافظين، بالهزيمة واعتذاره إلى مرشحي حزبه المهزومين، وتهنئته حزب العمال على فوزه الساحق.
تأثير انتصار حزب العمال البريطاني على المشهد السياسي الحالي
وحقق حزب العمال مجموعة من المكاسب المهمة، حيث فقد العديد من وزراء المحافظين مقاعدهم، ويشمل ذلك: جرانت شابس، وجيليان كيجان، وبيني موردونت. وبحلول الساعة الرابعة صباحًا، كان الحزب قد تقدم بأكثر من 50 مقعدًا مقارنة بنتيجة انتخابات 2019، مع توقع حصوله على 410 مقاعد في البرلمان.
ومن المتوقع أن يحصل المحافظون على 131 مقعدًا فقط، وهو تراجع كبير مقارنة بـ365 مقعدًا حصل عليها في عام 2019، ما أدى إلى توقعات باستقالة ريشي سوناك. ويدخل السير كير ستارمر داونينغ ستريت بوصفه رئيس الوزراء السابع لحزب العمال، الذي تقدّم على حزب المحافظين بـ170 مقعدًا.
وعلى الرغم من هذا الانتصار، تعرض السير كير لضربة قوية، إذ انخفضت أغلبيته في مقعده بنحو 60 في المئة، بعد أن تحداه مرشح مستقل مؤيد لفلسطين. وخسر حزب العمال اثنين من أبرز أعضاء فريقه، وهما جوناثان أشوورث وثانغام ديبونير، أمام منافسين مستقلين وحزب الخضر.
ووفقا ليوغوف، قال ذكر ناخبو حزب العمال عددا من الأسباب التي دفعتهم لدعم الحزب، حيث كانت أهم 5 أسباب:
- الإطاحة بالمحافظين: 48%
- الدولة بحاجة إلى التغيير: 13%
- الاتفاق مع سياساتهم: 5%
- تحسين الخدمات الصحية الوطنية: 4%
- أفضل بديل للمحافظين بفرصة حقيقية للفوز: 4%
هزيمة حزب المحافظين في الانتخابات البريطانية
وفي هذه الأثناء، يواجه حزب المحافظين أسوأ نتيجة في تاريخه، مع توقع استقالة سوناك بعد 14 عامًا من هيمنة الحزب على السلطة. وقد أُطيح بالعديد من الوزراء المنتمين إلى حزب المحافظين، ويشمل ذلك: جرانت شابس وجيليان كيجان، وأليكس تشالك، وزير العدل، الذين خسروا مقاعدهم لمصلحة حزب الديمقراطيين الأحرار. كما خسرت بيني موردونت، زعيمة مجلس العموم، أمام حزب العمال في بورتسموث.
ووفقا لقراءات مراقبين، فقد صب انهيار المحافظين في مصلحة حزب الإصلاح اليميني المتطرف، الذي حظي بـ4 مقاعد في البرلمان لأول مرة في تاريخه. ولولا هذا الانهيار المفاجئ في دعم المحافظين، لما حقّق حزب الإصلاح هذا التقدم.
عودة نايجل فاراج تُسهِم في تقدم حزب الإصلاح ونجاحه على حساب المحافظين
ومن الأسباب الرئيسة لخسارة حزب المحافظين أداء حزب الإصلاح، الذي خاض انتخابات ناجحة بعد عودة نايجل فاراج زعيمًا له. إذ فاز فاراج في كلاكتون ليصبح نائبًا في البرلمان، بعد مدة وجيزة من احتفاظ لي أندرسون بمقعده في أشفيلد بنوتنغهامشاير.
وقد حقق حزب الديمقراطين الأحرار نجاحًا مهمًّا في الانتخابات، مع توقع حصوله على 71 مقعدًا، وهي أفضل نتيجة يحققها الحزب منذ سنوات. واستولى الحزب بقيادة السير إد ديفي على مقاعد كانت للمحافظين عبر الجدار الأزرق في الجنوب، ليصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان.
وفي اسكتلندا من المتوقع أن يتفوق حزب العمال على الحزب الوطني الاسكتلندي، الذي من المتوقع أن يحظى بعشرة مقاعد فقط، في تحول سياسي كبير. وأشارت نيكولا ستورجيون، رئيسة الوزراء الاسكتلندية السابقة، إلى أن النتيجة كانت “سيئة” للحزب الوطني.
ومن المتوقع أن يفوز حزب الخضر بمقعدين، ويحصل حزب بليد سيمرو على أربعة مقاعد. أما بقية الأحزاب الأخرى، فستحصل على 19 مقعدًا بحسَب النتائج الأولية.
المصدر: التلغراف
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇