العرب في بريطانيا | بريطانيا توسّع نطاق شاحنات التعرف على الوجه وسط...

1447 جمادى الأولى 22 | 13 نوفمبر 2025

بريطانيا توسّع نطاق شاحنات التعرف على الوجه وسط جدل حول الخصوصية

بريطانيا توسّع نطاق شاحنات التعرف على الوجه وسط جدل حول الخصوصية
صبا الشريف November 13, 2025

في خطوةٍ تُجسّد تصاعد اعتماد الشرطة البريطانية على تقنيات المراقبة المثيرة للجدل، تستعدّ سبعُ قوات شرطة في مختلف أنحاء بريطانيا لإطلاق أسطولٍ جديد من الشاحنات المزوّدة بتقنية التعرّف على الوجوه، وذلك بتمويلٍ من وزارة الداخلية، في أكبر توسّعٍ من نوعه لاستخدام هذه التقنية التي لطالما أثارت جدلًا واسعًا حول دقّتها وتداعياتها على الخصوصية.

وبحسب الخطة الحكومية، ستبدأ كلٌّ من شرطة مانشستر الكبرى وغرب يوركشاير وبيدفوردشير وسري وساسكس ووادي التايمز وهامبشاير باستخدام النظام الجديد خلال الأشهر المقبلة، لتنضمّ إلى شرطة العاصمة (Metropolitan Police) وشرطة جنوب ويلز وشرطة إسكس، التي تطبّق التقنية منذ فترة، وسط تباينٍ في ردود الفعل داخل الشارع البريطاني.

منظمات حقوقية تحذّر من أخطاء التقنية وانحيازها العِرقي مع اقتراب فعاليات نوتينغ هيل في لندن

بريطانيا توسّع نطاق شاحنات التعرف على الوجه وسط جدل حول الخصوصية

وتعتمد هذه الشاحنات على كاميراتٍ متطوّرة تُثبَّت على المركبات، وتعمل على تصوير المناطق المحيطة لرصد الوجوه والتعرّف على الأشخاص المدرَجين في قوائم المراقبة الأمنية. إلا أنّ هذا التوسّع أثار موجة انتقاداتٍ واسعة من منظمات الحريات المدنية وجماعات مناهضة للعنصرية، التي حذّرت من أنّ البرمجيات المستخدمة ما تزال تعاني من “سجلٍّ موثّق بالأخطاء والانحياز العِرقي”، لا سيما مع اقتراب مهرجان نوتينغ هيل الشهير في لندن.

من جانبه، أقرّ مفوّض شرطة العاصمة، السير مارك رولي، بأنّ البرمجيات كانت “محدودة القدرات” خلال استخدامها في مهرجاني عامي 2016 و 2017، لكنه أكّد أنها شهدت “تحسّنًا كبيرًا” منذ ذلك الحين.

وفي تقريرٍ حديث صادر عن شرطة العاصمة، كشفت البيانات أن نسبة التنبيهات الخاطئة انخفضت إلى 0.0003% فقط من أصل أكثر من 3 ملايين عملية مسح متوقّعة بين سبتمبر 2024 وسبتمبر 2025، وهو ما اعتبرته الشرطة دليلًا على تطوّر دقّة النظام وفاعليته.

الشرطة البريطانية تدافع عن التقنية وتؤكد فاعليتها في تعقّب المجرمين وطمأنة الشارع

بريطانيا توسّع نطاق شاحنات التعرف على الوجه وسط جدل حول الخصوصية

وفي تصريحٍ للمفتّش آندي هيل من شرطة سري، ردًّا على تساؤلاتٍ حول استمرار الجدل بشأن دقّة التقنية، قال: “شهد البرنامج تطويراتٍ واسعة واختباراتٍ وطنية منحتنا ثقةً أكبر في أدائه، وخلال مهرجان نوتينغ هيل الأخير كانت التنبيهات الإيجابية أعلى بكثير مما كانت عليه في السابق”.

وتشمل قوائم المراقبة التي تُحمَّل على أنظمة الشاحنات بياناتٍ وصورًا لأشخاصٍ مطلوبين أو خاضعين لأوامر قضائية، بمن فيهم معتدون جنسيون. وإذا التقطت الكاميرات وجهًا يطابق أحد هذه الأسماء، تُرسل تنبيهًا فوريًا إلى الضباط للتحقّق من صحّته واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأضاف هيل: “نرى في هذه الخطوة تطوّرًا إيجابيًا في توظيف أحدث التقنيات لملاحقة المجرمين والمساعدة في التحقيقات، كما تسهم في طمأنة المواطنين بأننا متواجدون ميدانيًا ونقوم بواجبنا في حماية المجتمع”.

وبحسب الشرطة، سيتم نشر 10 شاحناتٍ جديدة في المراكز السبع، من بينها واحدة في سري وأخرى في ساسكس، على أن تعمل أحيانًا بالتنسيق المشترك بين القوتين.

شرطة سري تؤكد إجراءات حماية الخصوصية وشفافية نشر شاحنات التعرّف على الوجوه

بريطانيا توسّع نطاق شاحنات التعرف على الوجه وسط جدل حول الخصوصية

كما أوضحت الشرطة أنّ الصور التي تلتقطها الكاميرات للمارة ممن لا ترد أسماؤهم في قوائم المراقبة تُحذف خلال أقلّ من ثانية واحدة، في محاولةٍ لطمأنة الرأي العام بشأن حماية الخصوصية.

وقال هيل: “نحرص على أن تكون عمليات النشر شفافةً بالكامل، فنعلن عنها عبر موقعنا الإلكتروني قبل سبعة أيامٍ على الأقل، وننشر نتائجها بعد الانتهاء. كما نضع لافتاتٍ واضحة تُعلم المارة بأنهم يدخلون منطقةً خاضعة لتقنية التعرّف على الوجوه، ويمكن لأي شخصٍ التحدث إلى ضباطنا للحصول على مزيدٍ من المعلومات حول التقنية”.

ومن المقرّر أن تُطلق شرطة سري شاحنة التعرّف على الوجوه في مدينة ريد هيل يوم 13 نوفمبر الجاري.

يشير استخدام الشرطة البريطانية لتقنية التعرف على الوجوه في الشوارع إلى تصاعد الاعتماد على أدوات المراقبة الرقمية، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن الخصوصية وحماية البيانات. الغياب النسبي لتشريعات واضحة قد يؤدي إلى توسيع صلاحيات جمع البيانات دون رقابة مستقلة، ما يؤثر على ثقة الجمهور في الأجهزة الأمنية.

وتظهر الدراسات أنّ هذه الأنظمة أقل دقة عند التعرف على وجوه ذوي البشرة السمراء والأقليات العرقية، ما يثير مخاوف من التمييز أو الأخطاء غير المقصودة. كما يفتح الاستخدام المكثف للتقنية تساؤلات حول احترام الحقوق الفردية، خصوصًا في الفضاء العام حيث يمكن أن يخضع المواطنون لمراقبة مستمرة.

وفي هذا السياق، يبرز ضرورة وضع ضوابط واضحة وشفافة مع مراجعات دورية لضمان عمل الأنظمة وفق معايير قانونية وأخلاقية، مع تحقيق توازن بين الأمن العام وحقوق الأفراد في بريطانيا.

المصدر : The Independent


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة