بريطانيا تواجه تحدي حماية الانتخابات من التضليل بالذكاء الاصطناعي
حذرت دراسة حديثة من احتمال استخدام تقنية التزييف المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء تأييدات سياسية مزيفة قبل الانتخابات العامة في بريطانيا، أو استخدامها لإحداث ارتباك كبير بين الناخبين.
وأجرى هذه الدراسة مركزُ التكنولوجيا والأمن التابع لمعهد آلان تورينج (Cetas)، وحث مركز (Cetas) هيئة الاتصالات البريطانية (Ofcom) واللجنة الانتخابية على اتخاذ إجراءات صارمة؛ لمواجهة استخدام الذكاء الاصطناعي في تضليل الناس. وأكدت الدراسة أن هذا النوع من التضليل يمكن أن يؤدي إلى تلاشي الثقة بنزاهة الانتخابات.
بريطانيا تواجه صعوبة في حماية الانتخابات من التضليل بالذكاء الاصطناعي!
وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من عدم وجود أدلة قوية حتى الآن على تأثير مباشر للذكاء الاصطناعي على نتائج الانتخابات، فإن الباحثين حذروا من العلامات المبكرة للضرر المحتمل على النظام الديمقراطي. ويتمثل هذا الضرر بصفة خاصة في التزييف الذي يثير الارتباك، واستخدام الذكاء الاصطناعي للتحريض على الكراهية، أو نشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
وأكدت الدراسة ضرورة أن تضع اللجنة الانتخابية و(Ofcom) مبادئ توجيهية، وتطلب إبرام اتفاقيات طوعية من الأحزاب السياسية، تحدد كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، وتشترط وضع علامات واضحة على المواد الانتخابية التي تُعَدّ بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك نقصًا حاليًّا في “التوجيه الواضح” بشأن منع استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مضلل يتعلق بالانتخابات.
وبدأت بعض منصات التواصل الاجتماعي بتصنيف المواد التي تُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي؛ استجابةً للمخاوف المتزايدة بشأن التزييف والمعلومات المضللة، وبخاصة بعد عدة حوادث تضمنت استخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل صور أو أصوات أو فيديوهات لكبار السياسيين.
ووضعت (Cetas) جدولًا زمنيًّا يوضح كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الفترة التي تسبق الانتخابات، مشيرةً إلى أنه يمكن استخدامه لتقويض سمعة المرشحين، أو الادعاء كذبًا بانسحابهم، أو نشر معلومات مضللة لتشكيل مواقف الناخبين تجاه قضايا معينة. وحذرت الدراسة من أن المعلومات الخاطئة بشأن كيفية التصويت وتوقيته ومكانه يمكن أن تُستخدم لتقويض العملية الانتخابية برمتها.
تصريحات الباحثين
وفي هذا السياق قال سام ستوكويل، الباحث المشارك في معهد آلان تورينج والمؤلف الرئيس للدراسة: “مع اقتراب موعد الانتخابات العامة بعد أسابيع قليلة، أصبحت الأحزاب السياسية بالفعل في خضم حملات انتخابية مزدحمة. وفي الوقت الحالي، لا توجد توجيهات أو توقعات واضحة لمنع استخدام الذكاء الاصطناعي من إنشاء معلومات انتخابية كاذبة أو مضللة. لهذا السبب من المهم جدًّا أن يتصرف الباحثون بسرعة قبل فوات الأوان”.
وأضاف الدكتور ألكسندر بابوتا، مدير (Cetas): “مع أنه لا ينبغي لنا أن نبالغ في فكرة أن انتخاباتنا لم تعد آمنة، ولا سيما أن الأدلة في جميع أنحاء العالم لا ترقى لإثبات أن النتائج قد غُيرت بواسطة الذكاء الاصطناعي، فإننا يجب أن نستخدم هذه اللحظة للعمل، وجعل انتخاباتنا قادرة على الصمود في وجه التهديدات التي نواجهها. ويمكن للمنظمين أن يبذلوا مزيدًا من الجهود؛ لمساعدة الناس على التمييز بين الحقيقة والخيال، وضمان عدم فقدان الناخبين الثقة بالعملية الديمقراطية”.
المصدر: standard
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇