يستعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لإعلان إعادة استخدام وحدات الوزن والقياس التي ساد استخدامها في زمن الإمبراطورية البريطانية.
ومن المقرر أن يحصل جونسون على بعض الاستشارات حول تسهيل إعادة استخدام وحدات الوزن التي تعود إلى زمن الإمبراطورية البريطانية يوم الجمعة؛ أي بالتزامن مع حصول الملكة إليزابيث على اليوبيل البلاتيني.
ويأمل رئيس الوزراء البريطاني استعادة دعم ناخبيه الذين أيَّدوا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بعد تراجع شعبيته نتيجة تورطه في تنظيم حفلات بارتي جيت أثناء فترة إغلاق كورونا.
وسيُوضَع شعار التاج الملكي على أقداح المشروبات الروحية للمرة الأولى بعد 20 عامًا؛ حيث ألغت الحكومة البريطانية قرار الاتحاد الأوروبي الذي يمنع استخدام الشعارات الوطنية البريطانية على الأقداح.
ومع استعداد البلاد للدخول في عطلة نهاية الأسبوع الطويلة التي سيتخللها الاحتفال بمرور 70 عامًا على حكم الملكة، أطلقت الحكومة مشاورات حول إزالة الحظر المفروض على استخدام وحدات الوزن والقياس التي تعود إلى الحقبة الإمبراطورية؛ حيث يمكن للمحلات التجارية أن تبيع وزن ما تبيعه باستخدام الباوند والأوقية.
هذا وقد عمَّم الاتحاد الأوروبي استخدام الأوزان الخاصة به في المملكة المتحدة منذ عام 2000؛ حيث طُلِب من الباعة استخدام الوحدات المترية في قياس الأوزان، أو البيع بناءً على وزن المنتجات الطازجة كلٌّ على حدة.
جونسون يحاول تجميل صورته عبر استخدام وحدات الوزن العائدة لأيام الإمبراطورية
ولم تمنع قوانين الاتحاد الأوروبي آنذاك تجار المملكة المتحدة من استخدام وحدات الوزن من نوع (الباوند) و(الأوقية)، لكن أوجبت أن يُعرَض سعر البضائع وفق وزنها بالجرام والكيلو جرام.
ولكن حكومة المملكة المتحدة لن تمنع استخدام الأوزان والقياسات المترية، وستنظر وزارة الأعمال في الأماكن والقطاعات التي يمكن التحول فيها إلى استخدام الأوزان التي كانت سائدة على عهد الإمبراطورية مثل القياس بـ”القدم” و”الياردة”، أو المكيال والجالون.
وسيتمتع التجار في المملكة المتحدة بحُرِّية استخدام وحدات الوزن التي يرغبون فيها.
تستخدم المملكة المتحدة حاليًّا نظام أوزان يخلط بين تلك التي كانت مستخدمة في زمن الإمبراطورية والأوزان التي عمَّمها الاتحاد الأوروبي، وتُقاس السرعة في المملكة المتحدة بوحدة الـ”ميل” في الساعة بدلًا من الـ”كيلو متر” في الساعة، كما يُباع الحليب بالمكيال.
وبينما تُقدَّر أوزان معلبات المواد الغذائية بالجرام، تُباع معظم المشروبات الغازية والسوائل الأخرى باللتر.
هذا وأشاد وزير بريكست بقرار وضع شعار التاج الملكي على أقداح المشروبات من عيار نصف لتر، والتي ظهرت للمرة الأولى في عهد الملك ويليام الثالث عام 1699.
واعتبر وزير بريكست أن وضع هذا الشعار مجددًا يدل على عودة ملكية الشعب البريطاني إلى مملكتهم بعدما تحرروا من البيروقراطية التي فرضتها عليهم عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل.
وستتمكن الحانات في المملكة المتحدة من بيع المشروبات الروحية في أكواب تحمل شعار التاج الملكي البريطاني للمرة الأولى بعد فرض الاتحاد الأوروبي قانون وضع علامة (CE) على جميع وحدات القياس كي تتوافق مع معاييره المُعَمَّمة عام 2004.
وفي هذا الصدد قال مصدر حكومي الليلة الماضية: إن اعتماد شعار (CE) الأوروبي أدى إلى إزالة شعار التاج الملكي البريطاني؛ لأنه لا يمكن اعتماد شعارَين في نفس الوقت.
ويبدو أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مصمم على استعراض إيجابيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر استغلال أي نصر سياسي؛ من أجل تحسين صورته بعد فضيحة بارتي جيت، والانتقادات التي طالته من قبل البرلمان.
وقد انتقد هذه الخطوة العديد من أعضاء مجلس النواب؛ حيث أعلنت أليسيا كيرنز – إضافة إلى 20 نائبًا آخر من حزب المحافظين – أنها فقدت ثقتها برئيس الوزراء؛ بسبب مشاركته في حفلات بارتي جيت أثناء إغلاق كورونا، ووصفت قراره الجديد بـ”الهراء!”.
في المقابل قال النائب المحافظ راندون لويس: إن كلًّا من الناخبين والشركات عبَّروا عن فرحهم بقرار حكومة المملكة المتحدة الذي يقضي بإعادة استخدام وحدات الوزن والقياس التي تعود إلى عهد الإمبراطورية.
وقال لويس وزير أيرلندا الشمالية: “يرغب مزيد من الناس في إعادة اعتماد الأوزان التي كانت سائدة في عهد الإمبراطورية مثل الباوند والأوقية إلى جانب القياس بوحدات مثل الياردة والميل؛ وخاصة بعدما وفَّر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي قدرًا ضئيلًا من حرية القرار السياسي في المملكة”.
المحافظون يشيدون بقرار جونسون والمعارضة تنتقد
وكتبت النائبة كيرنز التي تُمثِّل دائرتَي روتلاند ويلتون: “لم يطلب الناخبون أي شيء مماثل على الإطلاق. هذا القرار لا يُعبِّر عن حرية المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي؛ بل هو محض هراء! (Zolpidem) ”.
في المقابل أفاد الوزير لويس أن هذا القرار سيسمح لبائعي الخضراوات وأصحاب العقارات بإدارة أعمالهم على النحو الذي يرونه مناسبًا، ولا سيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف لقناة سكاي نيوز: “إن هذا القرار يمنح الشركات والأفراد مزيدًا من الحرية”.
وقال أيضًا: “أعرف العديد من الأشخاص ضمن دائرتي الانتخابية عبَّروا عن سعادتهم بعودة تداول وحدات الوزن التي ترجع إلى حقبة الإمبراطورية، كما أثر القرار بصفة إيجابية في العديد من تجار الأسواق وباعة الخضار”.
“ومع أننا نستطيع فعل ما هو أكثر من ذلك بعد مغادرتنا الاتحاد الأوروبي – وهناك العديد من الأمور التي يمكننا فعلها – إلا أن هذا القرار يُعَد مؤشرًا مهمًّا على أننا نمتلك حرية اتخاذ القرارات بأنفسنا”.
هذا وقد حُوكِم العديد من التجار في المملكة المتحدة لعدم التزامهم بأوزان الاتحاد الأوروبي قبل أن تغادره المملكة، ثم خُفِّفت بعد ذلك حدة العقوبات في هذا الصدد، وسُمِح للتجار باستخدام الأوزان المحلية إلى جانب تلك التي فرضها الاتحاد.
ويمكن للقرار الأخير أن يمنح رئيس الوزراء مزيدًا من الأصوات المؤيدة التي نادت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد يُبقيه في منصبه خلال الانتخابات القادمة.
هذا وقد وُضِعت علامة التاج الملكي للمرة الأولى على أكواب المشروبات من عيار نصف لتر قبل 300 عام؛ لطمأنة الزبائن بأن الباعة لا يتلاعبون بكمية المشروب المقدَّم في أكواب صغيرة.
وستنشر الحكومة البريطانية إرشادات حول إعادة استخدام شعار التاج الملكي من قبل الشركات، وستبدأ كذلك مشاورات بخصوص إلغاء استخدام الوحدات المترية باستثناء حالات محدودة فقط.
ولكن في الوقت الحالي تُستخدَم الأوزان التي تعود إلى العهد الإمبراطوري في مجالات محدودة مثل قياس وزن الجعة وعصير التفاح.
وقد رحَّب بهذه الخطوة النائب المحافظ السير جون هايز زعيم مجموعة كومون سينس.
وقال: “هذه أخبار رائعة؛ لقد تحرَّرنا من براثن الاتحاد الأوروبي. نحن فخورون بماضينا، وسنسير بخُطا ثابتة نحو المستقبل”.