بريطانيا تستعد لطرح لقاحات ويجوفي ثلاثية الجرعات مطلع عام 2026
أظهرت تجربة سريرية حديثة أن الحقن الأسبوعية من دواء فقدان الوزن ويجوفي بجرعة ثلاثية قد تؤدي إلى فقدان 19٪ من الوزن خلال 18 شهرًا، دون ظهور آثار جانبية غير متوقعة، ما يفتح الباب أمام جرعة أكثر فاعلية للمرضى في بريطانيا.
وشملت التجربة أشخاصًا يتلقون 7.2 ملليغرام من ويجوفي – المعروف أيضًا باسم سِماجلوتايد و Ozempic – أسبوعيًا لمدة عام ونصف. وأكد العلماء القائمون على التجربة، بقيادة الدكتور شون وارتون من جامعة تورونتو، أن الجرعة العالية لم تسجل آثارًا جانبية جديدة، لكنها زادت من شدة الآثار المعروفة مسبقًا مثل الغثيان والإسهال، مؤكدين أن النتائج تدعم ملفًا إيجابيًا للعلاقة بين الفوائد والمخاطر.
سيحتاج المرضى إلى انتظار موافقة هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) على الجرعة الأعلى، وأعلنت الشركة المصنعة نوفو نورديسك أنها ستتقدم بطلب رسمي قريبًا. ومن المتوقع صدور القرار خلال أقل من عام، لا سيما بعد اعتماد الدواء سابقًا بجرعات أقل.
ارتفاع أسعار Mounjaro يعزز الإقبال على ويجوفي كخيار بديل في بريطانيا
الجرعة القصوى الحالية من ويجوفي هي 2.4 ملليغرام، ما يؤدي إلى فقدان 15٪ من الوزن بعد عام مع ثبات الوزن لاحقًا رغم استمرار الاستخدام. وإذا تم اعتماد الجرعة الأعلى، فقد يتحول ويجوفي إلى منافس أقوى لدواء Mounjaro (تيرزيباتايد)، الذي يؤدي إلى فقدان حوالي 20٪ من الوزن عند الجرعة القصوى.
يعمل ويجوفي بمحاكاة هرمون معوي يبعث شعورًا بالشبع بعد الأكل، بينما يحاكي Mounjaro هرمونين مشابهين. ويستخدم حوالي 1.5 مليون شخص في بريطانيا أحد هذين الدوائين، غالبًا عبر الصيدليات الإلكترونية، بينما يقتصر الوصول إلى الدواء عبر NHS على عيادات السمنة بالمستشفيات، التي تعاني قوائم انتظار طويلة.
وتتضمن خطة NHS طرح استخدام الدواء تدريجيًا عبر الأطباء العامين، بدءًا بمن هم الأكثر وزنًا والأكثر عرضة لمخاطر صحية. وحتى وقت قريب، كان حوالي 8 من كل 10 عملاء الصيدليات الإلكترونية يشترون Mounjaro، وفقًا لأرقام Click2Pharmacy.
لكن سعر Mounjaro ارتفع مؤخرًا من 122 باوند إلى 330 باوند شهريًا، ما دفع البعض للتحول إلى ويجوفي بسعر حالي يقارب 100 باوند شهريًا. ومن المتوقع أن تكون نسخة الجرعة الثلاثية من ويجوفي أعلى سعرًا.
جرعة ويجوفي الثلاثية تكشف آثارًا جانبية وسط تنافس شركات الأدوية
كما أظهرت التجربة أن معدل حدوث أثر جانبي يُعرف باسم “خلل الإحساس” – حيث يشعر الجلد بوخز – أعلى لدى مستخدمي الجرعة الثلاثية (23٪) مقارنة بالجرعة المعتادة (6٪)، لكنه غالبًا ما يكون خفيفًا.
وقال الدكتور لورنس دوبي، طبيب عام وباحث في السمنة بكلية كينغز لندن: “بالنسبة للأشخاص الذين لا يستجيبون بشكل كافٍ لجرعة 2.4 ملليغرام، قد تكون هذه خيارًا مناسبًا. بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى جرعة أعلى.”
تشير التطورات الحالية إلى المنافسة الشديدة بين شركات الأدوية للحصول على حصة في سوق سيزداد ازدحامًا خلال السنوات المقبلة، مع وصول أدوية فقدان الوزن الجديدة، بما في ذلك الأقراص والحقن الأكثر فاعلية. وقال الدكتور سايمون كورك، أستاذ الفسيولوجيا في جامعة أنجليا روسكين: “أظن أن أحد دوافع هذه التجربة هو معرفة ما إذا كانت الشركة قادرة على الحفاظ على بعض حصتها في السوق.”
ومن المتوقع أن يبدأ الاستخدام الواسع للدواء عند توفر ويجوفي بنسخة مكافئة في عام 2031، ما قد يقلص سعره من حوالي 100 باوند إلى 10 باوند شهريًا. نُشرت نتائج الدراسة في دورية The Lancet Diabetes & Endocrinology.
مع دخول جرعة ويجوفي الثلاثية في المرحلة النهائية قبل اعتمادها، ينصح الخبراء المرضى وأطباء الرعاية الأولية في بريطانيا بمراجعة خطط العلاج الحالية ومراقبة الفوائد والمخاطر بشكل دقيق. ومن المهم توخي الحذر مع الجرعات العالية خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل هضمية أو قلبية، مع الالتزام بتعليمات الأطباء وعدم الاعتماد على شراء الدواء عبر الإنترنت بشكل فردي.
كما يجب مراعاة التكلفة والتأكد من وجود متابعة منتظمة، لا سيما مع التوقعات بأن السوق سيتغير مع توفر الدواء بنسخة مكافئة في 2031، ما قد يخفف العبء المالي على المستخدمين ويزيد من الوصول إلى العلاج بشكل أوسع.
المصدر : The i Paper
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
17°C
