بريطانيا ترحل مواطنًا مغربيًّا بعد ارتكابه “جريمة غير تقليدية”!

قضت محكمة (Cardiff Crown) في بريطانيا بالسجن على أنيس برديتش، وهو لص محترف استخدم أسلوبًا ماكرًا في سرقة ضحاياه عبر إلهائهم بمحادثات ودية قبل أن ينشل هواتفهم ومحافظهم خلسة. ولم يكتفِ بذلك، بل حاول استخدام البطاقات المسروقة في متاجر قريبة وسحب أموال نقدية.
وخلال جلسة المحاكمة، كشفت النيابة أن برديتش نفّذ ثلاث عمليات سرقة منفصلة في وسط المدينة، استهدف خلالها رجالًا لم يكونوا في حالة انتباه كاملة، مستخدمًا أساليب مختلفة للتمويه والتشتيت، بدءًا من المصافحة الوهمية إلى الرقص في الشارع مع أحد الضحايا.
تفاصيل عمليات السرقة: أسلوب ذكي للإيقاع بالضحايا
• الحادثة الأولى وقعت في الـ19 من مايو من العام الماضي في هاي ستريت، حيث اقترب برديتش من أحد المارة وتحدث معه قليلًا. وعندما حاول الضحية الابتعاد، تظاهر اللص بمصافحته ثم تعمّد تعثره. بعد لحظات، أدرك الضحية أن هاتفه اختفى من جيبه، فسارع بمطاردة السارق حتى وجده في كي ستريت. في البداية، أنكر اللص امتلاك الهاتف، لكنه أعاده بعد أن عرض عليه الضحية 50 باوند لاسترجاعه.
• الحادثة الثانية وقعت عند منتصف الليل يوم الـ22 من أغسطس الماضي، عندما كان أحد الضحايا عائدًا من نوبة عمل ليلية. اقترب منه اللص قرب سانت أندروز بليس وسأله عن ولاعة سجائر، ثم وضع ذراعه حوله بطريقة جعلته يشعر بعدم الارتياح. وبعد أن غادر، فوجئ بإشعار من البنك يفيد باستخدام بطاقته المصرفية في كازينو ( BeLucky) بوسط المدينة. توجّه الضحية إلى الكازينو لمراجعة كاميرات المراقبة، وصادف وجود اللص هناك، لكنه لاذ بالفرار عند مواجهته.
• الحادثة الثالثة حدثت بعد وقت قصير في سانت ماري ستريت، حيث كان الضحية، الذي كان تحت تأثير الكحول وفق اعترافه، يسير في الشارع ممسكًا بطعام جاهز. اقترب منه برديتش وبدأ حديثًا ودّيًّا، ثُمَّ وضع ذراعه حوله ورقص معه على نحو يشبه تصرفات المارة الآخرين في الشارع. بعد لحظات، اكتشف الضحية أن هاتفه ومحفظته قد اختفيا. لحق باللص حتى كارولين ستريت، حيث واجهه واستعاد هاتفه، كما أمسك بمحفظة ظنّ أنها له. لكنه عندما فتحها لاحقًا، فوجئ بأنها تحمل مستندًا باسم برديتش صادرًا عن وزارة الداخلية البريطانية.
وفي شهاداتهم أمام المحكمة، عبّر الضحايا عن قلقهم الشديد، حيث لم يكن الأمر مقتصرًا على فقدان الأموال، بل شمل الخوف من وقوع بياناتهم الشخصية في الأيدي الخطأ. وأكد جميعهم أنهم أصبحوا أكثر حذرًا عند الخروج وأكثر وعيًا بمن يقترب منهم في الشارع.
سجل إجرامي حافل وأوضاع معيشية صعبة
واعتُقل برديتش لاحقًا، لكنه التزم الصمت في الغالب أثناء التحقيقات، باستثناء قوله: إنه يجد بطاقات مصرفية في الشارع ويستخدمها.
المتهم، البالغ 27 عامًا، بلا عنوان ثابت، وكان قد أقرّ بذنبه في ثلاث تهم سرقة وست تهم احتيال، تتعلق باستخدامه بطاقات مسروقة أو محاولته استخدامها. وكشفت المحكمة أن لديه سجلًا إجراميًّا يتضمن سبع إدانات سابقة بـ15 جريمة، تسع منها تتعلق بالسرقة. وكانت آخر إدانة له في يوليو 2023، عندما صدر بحقه حكم بالسجن 25 شهرًا بتهمة السطو.
وبهذا الصدد قال محامي الدفاع أليكس غرانفيل: إن موكله نشأ في ظروف صعبة بالمغرب وجاء إلى بريطانيا في سن الـ14 بهدف الدراسة والعمل. وأضاف أن برديتش انحرف عن مساره بسبب الصحبة السيئة، وأصبح مشردًا غير قادر على الوصول إلى طبيب عام أو الأدوية التي يحتاج إليها، حيث يعاني من البارانويا ويسمع أصواتًا في رأسه. وأكد المحامي أن موكله يشعر بندم شديد على تصرفاته.
هل يُرحَّل برديتش من بريطانيا؟
ووصف القاضي يوجين إيغان أفعال برديتش بأنها مدبرة بذكاء، حيث كان يتقرب من الضحايا بأسلوب ودّي قبل أن ينشل مقتنياتهم خلسة. كما أشار إلى أن المتهم استهدف عمدًا ضحيته الثالثة لأنه كان ثمِلًا، معتبرًا إياه “فريسة سهلة”.
وأكد القاضي أن سرقة الهواتف والمحافظ والبطاقات المصرفية سببت مشقة كبيرة وقلقًا بالغًا للضحايا.
وبعد تخفيض ربع العقوبة بسبب اعترافه بالذنب، حُكم على برديتش بالسجن 60 أسبوعًا. وأوضح القاضي أن خدمة المراقبة كانت قد أوصت في البداية بعقوبة مجتمعية، لكن بعد إبلاغها بأن وزارة الداخلية تخطط لترحيله، لم يكن هناك خيار سوى إصدار حكم بالسجن الفوري.
وبعد انتهاء مدة محكوميته، يبقى السؤال الأبرز: هل ستقرر وزارة الداخلية ترحيل برديتش إلى المغرب، أم سيتمكن من البقاء في بريطانيا؟
المصدر: Wales Online
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇