بريطانيا ترحل أعدادًا قياسية من اللاجئين في رحلة طيران ضمن خطط جديدة
في ظل الجهود المتزايدة من قبل الحكومة البريطانية لتشديد قوانين الهجرة، رُحِّلَ عدد قياسي من اللاجئين النيجيريين والغانيين في رحلة واحدة، وذلك في إطار خطط جديدة تشمل إرسال طالبي اللجوء إلى مناطق بعيدة تابعة لبريطانيا.
رحلت السلطات البريطانية 44 شخصًا قسرًا يوم الجمعة الماضي، في خطوة تشير إلى تصاعد الجهود المبذولة في إنفاذ قوانين الهجرة، حسبما أكدت وزارة الداخلية.
خطط جديدة لترحيل طالبي اللجوء
بالتزامن مع هذا، ظهرت تقارير تتعلق بخطة لإرسال طالبي اللجوء الذين يصلون إلى جزر شاغوس في إقليم سانت هيلانة البريطاني، وهي منطقة تقع في المحيط الأطلسي وتعتبر من أكثر المناطق النائية في العالم.
يأتي هذا بالتزامن مع أنباء عن توقيع معاهدة بين بريطانيا وجمهورية موريشيوس -جزر صغيرة تقع شرق أفريقيا- في العام المقبل لاستعادة جزر شاغوس، ما يثير تساؤلات بشأن مصير طالبي اللجوء الذين يصلون إلى المنطقة قبل توقيع المعاهدة.
فيما يتعلق بعمليات الترحيل، أظهرت الإحصاءات أن عدد اللاجئين الذين أرسلتهم بريطانيا إلى نيجيريا وغانا ارتفع بشكل كبير، على الرغم من أن هذه الرحلات كانت نادرة في السابق.
بين عامي 2020 و2023، كانت هناك أربع رحلات فقط إلى هاتين الدولتين، تراوحت أعداد المُرحَّلين فيها ما بين ستة إلى 21 شخصًا.
لكن الرحلة الأخيرة شهدت ترحيل 44 شخصًا، ما يشير إلى تصاعد ملحوظ في هذه العمليات.
تأثير الترحيل على الأفراد
في هذا السياق، تحدثت صحيفة “الغارديان” مع أربعة نيجيريين كانوا محتجزين في مركز بروك هاوس لترحيل المهاجرين بالقرب من مطار جاتويك قبل ترحيلهم.
كشف هؤلاء المُرحّلون عن تجارب قاسية عاشوها خلال فترة احتجازهم، حيث حاول أحدهم الانتحار قبل الرحلة.
زميله في الزنزانة وصف الحادث بأنه “صادم للغاية”، فيما عبر آخرون عن إحباطهم من النظام الذي رفض طلباتهم رغم عدم تورطهم في أي جرائم.
أحد المرحلين، الذي عاش في المملكة المتحدة لمدة 15 عامًا كطالب لجوء، أكد أن وزارة الداخلية رفضت مطالبه رغم أنه لا يحمل أي سجل جنائي، في حين كشف آخر أنه كان ضحية للاتجار بالبشر عندما كان طفلًا، ورغم ذلك رفضت الوزارة اعترافه بوضعه.
انتقادات لعمليات الترحيل
وصفت فايزة قريشي، الرئيسة التنفيذية لشبكة حقوق المهاجرين، عمليات الترحيل القسري بأنها “قاسية وغير إنسانية”، مشيرة إلى السرعة التي تمت بها عمليات الترحيل وقلة الدعم القانوني المقدم للمهاجرين.
وأكدت أن العديد من المُرحَلين كانوا عاجزين عن الحصول على محامين للطعن في قرارات ترحيلهم.
من جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية بأن الحكومة قد بدأت بالفعل في تكثيف جهودها في إنفاذ قوانين الهجرة، مشيرًا إلى إعادة أكثر من 3,600 شخص خلال الشهرين الأولين من تولي الحكومة الجديدة السلطة.
هذا الرقم يشمل حوالي 200 شخص أعيدوا إلى البرازيل، و46 رُحِلوا إلى فيتنام وتيمور الشرقية، بالإضافة إلى رحلات ترحيل أخرى إلى ألبانيا، وليتوانيا، ورومانيا.
تزايد عبور القوارب الصغيرة
في الوقت ذاته، تستمر أزمة المهاجرين الذين يعبرون القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة، حيث عبر أكثر من 600 شخص القنال يوم الجمعة الماضي فقط.
ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية، بلغ إجمالي عدد القوارب التي عبرت هذا العام حتى الآن أكثر من 28 ألف قارب.
تأتي هذه الأرقام في وقت أعلنت فيه السلطات الفرنسية وفاة طفل قبالة ساحل ويسانت في منطقة بادو كاليه، ما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها المهاجرون أثناء محاولتهم الوصول إلى المملكة المتحدة.
المصدر: الغارديان
اقرأ ايضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇