بريطانيا تدرس نقل مهاجري القنال إلى الخارج مقابل لاجئين من فرنسا
في ظل تصاعد أعداد المهاجرين الوافدين عبر القنال الإنجليزي وتزايد الضغوط السياسية لمعالجة الأزمة، كشفت مصادر رسمية في بريطانيا عن دراسة خطة تجريبية لترحيل المهاجرين “غير النظاميين” القادمين بالقوارب الصغيرة، مقابل استقبال طالبي لجوء من فرنسا تنطبق عليهم الشروط القانونية للإقامة في المملكة المتحدة.
محادثات بين بريطانيا وفرنسا بشأن “تبادل مهاجرين”
وبحسَب ما أكدته الوزيرة المسؤولة عن مستقبل الطرق في بريطانيا ليليان غرينوود، فإن لندن تُجري حاليًّا محادثات مع باريس؛ للتوصل إلى “آلية تبادل” تسمح بإعادة المهاجرين غير الموثقين الذين وصلوا بريطانيا عبر البحر، مقابل استقبال لاجئين من فرنسا لهم صلات عائلية أو قانونية بالمملكة المتحدة.
وقالت غرينوود في مقابلة مع سكاي نيوز: “نحن ملتزمون بوقف هذه التجارة الخطرة بالبشر عبر القنال الإنجليزي، ونعمل على إعادة من لا يملكون حق البقاء هنا بأعداد غير مسبوقة منذ الانتخابات”.
وتأتي هذه الخطوة بعد تسجيل رقم قياسي جديد هذا العام، إذ وصل يوم الثلاثاء الماضي 705 مهاجرين إلى السواحل البريطانية عبر قوارب صغيرة، وهو أعلى عدد يُسجَّل في يوم واحد منذ بداية 2025، ما يُبرِز ازدياد الصعوبات الأمنية والإنسانية المرتبطة بالهجرة عبر القنال.
خطة حزب العمال: إصلاح عاجل ونظام تنفيذ
وتتماشى هذه المبادرة مع السياسات التي طرحها حزب العمال في مايو 2024، والتي دعا فيها زعيم الحزب كير ستارمر إلى إصلاح عاجل في نظام اللجوء، يتضمن إنشاء وحدة تنفيذ متخصصة، واتفاقيات لإعادة المهاجرين مع دول الاتحاد الأوروبي.
وخلال حملته الانتخابية، تعهّد ستارمر بـ”القضاء على شبكات التهريب” ووقف محاولات العبور الخطرة إلى بريطانيا، مؤكدًا أن معالجة جذور الأزمة تتطلب تحركًا أمنيًّا ودبلوماسيًّا كبيرًا.
وفي سياق متصل، نقلت سكاي نيوز عن مصدر حكومي قوله: إن بريطانيا “تبحث خيارات لتكثيف عمليات الإعادة إلى أوروبا”، مع إعطاء الأولوية لجمع شمل الأسر واحترام القواعد الدولية، مشيرًا إلى أن المحادثات لا تقتصر على فرنسا بل تشمل عدّة دول أوروبية.
وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية أن “رئيس الوزراء ووزيرة الداخلية أوضحا أن التعاون الوثيق مع فرنسا أمر ضروري لمنع عبور القوارب، وبخاصة في ما يتعلق بالجهود الأمنية المشتركة”.
وأضاف: إن بريطانيا توصّلت بالفعل إلى اتفاق مع فرنسا لنشر “وحدة نخبوية جديدة من الضباط” على الساحل، إلى جانب تأسيس وحدة استخبارات خاصة، وزيادة أعداد قوات الشرطة، ومنح السلطات الفرنسية صلاحيات إضافية؛ للتدخل في المياه الضحلة لردع عمليات التهريب.
وبحسَب البيانات الرسمية، يُعَدّ عام 2025 حتى الآن أكثر الأعوام ازدحامًا من حيث عدد المهاجرين الذين عبروا القنال الإنجليزي منذ بدء تسجيل الأرقام عام 2018، وهو ما يضاعف الضغوط على الحكومة البريطانية لإيجاد حلول عاجلة وفعّالة قبل تفاقم الأزمة أكثر.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
11°C
