بريطانيا تدرس خفض رسوم التأشيرات لأصحاب المهارات العالية
قد تُستقطَب كوكبة من أبرز العلماء الأميركيين إلى بريطانيا بمقترحات تقضي بتسريع إجراءات طلبات التأشيرات وخفض الرسوم الإدارية، في محاولة تقوّض سياسات الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى إبقاء الكفاءات داخل الولايات المتحدة.
يُفهم أن “فريق عمل المواهب العالمية” التابع لكير ستارمر يدرس خططًا لخفض رسوم طلبات التأشيرات وتيسير انتقال الأكاديميين الأجانب والخبراء الرقميين إلى بريطانيا. كما يشارك مسؤولون من وزارة الخزانة في نقاشات حول حزمة إجراءات تهدف إلى جذب أفضل المواهب لدعم النمو الاقتصادي.
الرسوم والإجراءات تعرقل جذب الكفاءات إلى بريطانيا رغم خطط خفض التكاليف
وتأتي هذه الخطوات بعد قرار الرئيس الأميركي رفع رسوم تأشيرات H-1B الخاصّة بالعمّال الأجانب إلى 100,000 دولار (74,096 باوند)، ونشر رسالة من البيت الأبيض إلى شركات التكنولوجيا والجامعات الأميركية تشجّعهم على توظيف مواطنين أميركيين في المناصب العليا.
ورغم أن رسوم التأشيرات البريطانية تبدو متواضعة مقارنةً بالولايات المتحدة — أقل من 1,000 باوند — إلا أن شركات كبرى أبلغت وزراء الخزانة أنها تشكّل عائقًا، إلى جانب كثافة الأعمال الورقية وطول أمد المعالجة، أمام انتقال الخبراء الأكثر تأهيلاً إلى بريطانيا.
تبلغ تكلفة تأشيرة “المواهب العالمية” التي أُطلقت عام 2020 نحو 766 باوند للفرد، مع دفع الشركاء والأبناء المرافقين نفس الرسوم، إضافةً إلى رسوم صحية قدرها 1,035 باوند على كل شخص. ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مسؤول حكومي مجهول أن الحكومة تدرس إمكانية “خفض التكاليف إلى الصفر”.
تستهدف التأشيرة شخصيات بارزة في مجالات العلوم والهندسة والعلوم الإنسانية والطب والتكنولوجيا الرقمية، فضلاً عن المبدعين في الفنون والثقافة.
ارتفاع تأشيرات المواهب وسط مخاوف من تعديلات ضريبية تهدد جذب الخبرات
كما تُبحث تعديلات قد تُجرى على خطط وزيرة الخزانة رايتشل ريفز لفرض ضريبة ميراث على الثروات العالمية للمقيمين غير المستقرين في بريطانيا، أو استبعاد تلك التعديلات من حزمة الحوافز، في ظل شكاوى من أثرياء عزوا قرارات ترك بريطانيا إلى التغييرات الضريبية الأخيرة.
وبلغ عدد التأشيرات الممنوحة ضمن برنامج “المواهب العالمية” 3,901 تأشيرة في السنة المنتهية في يونيو 2023، بزيادة بلغت 76% عن العام السابق.
يرأس فريق عمل المواهب العالمية فارون تشاندرا، مستشار كير ستارمر للأعمال، إلى جانب باتريك فالانس، وزير العلوم.
وقالت وزارة الداخلية، المسؤولة عن إدارة نظام التأشيرات، إن الناجحين في المسار يُعتبرون “قادة، أو يمتلكون القدرة على أن يصبحوا قادة في مجالاتهم” حسب تقييم جهة الاعتماد. وأضافت أن “مسارات المواهب العالمية تجذب وتحتفظ بالمواهب عالية المهارة، لا سيما في مجالات العلوم والبحث والتكنولوجيا، ما يعزّز مكانة بريطانيا كمركز دولي للمواهب والابتكار”.
تشير الخطط الحكومية البريطانية لاستقطاب كبار العلماء والباحثين إلى إدراك متزايد بأهمية الاستثمار في العقول المتميزة لتعزيز النمو الاقتصادي والحفاظ على مكانة بريطانيا كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا. فخفض الرسوم وتسهيل إجراءات التأشيرات ليس مجرد خطوة إدارية، بل خطوة استراتيجية تهدف لجذب أفضل الكفاءات في ظل المنافسة العالمية المحتدمة على المواهب العلمية والتقنية.
وفي الوقت نفسه، تبقى التحديات قائمة، إذ يمكن أن تؤثر السياسات الضريبية والإجراءات البيروقراطية على قرار العلماء والمبدعين بالقدوم أو البقاء في بريطانيا، ما يجعل تحقيق التوازن بين جذب الكفاءات وحماية المصالح الوطنية ضرورة ملحة. كما تبرز أهمية وضع أطر تشريعية واضحة تدعم الاقتصاد المعرفي وتشجع على البحث والابتكار.
السؤال الآن : هل ستنجح هذه الحوافز في جذب أفضل العقول العلمية إلى بريطانيا، أم أن العقبات الإدارية والضريبية ما زالت كفيلة بإبطاء تدفق المواهب؟
شاركونا آراءكم وتجاربكم في التعليقات أدناه.
المصدر : الغارديان
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
19°C
