بريطانيا تدرس إعادة فرض بعض قيود كورونا لإيقاف تفشيه

قال نائب وزير الصحة سيد كمال: من المحتمل إعادة توزيع  اختبارات التدفق الجانبي فرض ارتداء الكِمَامات إلى جانب بقية قيود كورونا بسبب تصاعد خطر الفيروس مجدداً، علمًا أن هذه الإجراءات أُلغيت في نيسان/إبريل الماضي بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني خطة التعايش مع كورونا.

وأقرَّ مسؤول حكومي في القطاع الصحي أن بريطانيا قد تعود إلى فرض قيود كورونا إذا استمرت الحالات في الارتفاع؛ وذلك بغرض تخفيض عدد الحالات وتخفيف الضغط عن هيئة خدمات الصحة الوطنية التي تقدم خدماتها الطبية للمرضى الآخرين أيضًا.

وقال سيد كمال لمجلس اللوردات: “إن مسؤولي الصحة يحاولون تخفيف الضغط المتراكم على هيئة خدمات الصحة الوطنية، ولا بد من إعادة فرض قواعد كورونا في المستشفيات؛ فقد زادت حالات كورونا من الضغط على هيئة خدمات الصحة الوطنية”.

وفرضت بعض المستشفيات ارتداء الكِمَامات وقواعد التباعد الاجتماعي في الممرات وغرف الانتظار، حيث تشهد أقسام مرضى كورونا أكبر ازدحام لها بعد 18 شهرًا، ما قد يؤدي إلى عودة قيود كورونا قريبًا.

وقد دخل نحو 1.911 حالة كورونا إلى مستشفيات إنجلترا في الـ 4 من تموز/ يوليو، ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة الإصابة بالمرض خلال الأيام القليلة المقبلة.

وإذا وصل متوسط عدد مرضى كورونا إلى 2100 في اليوم فإن ذلك سيمثل أعلى موجة انتشار للمرض بعد وصول الموجة الثانية إلى ذروتها في كانون الثاني/ يناير، فحينها وصل عدد الحالات إلى أكثر من 4000 حالة في اليوم.

يُذكَر في هذا السياق أن ثلث المرضى الذين يدخلون المستشفيات تأكدت إصابتهم بفيروس كورورنا، غير أن العديد من الحالات الأخرى كانت تُظهِر بعض الأعراض التي لم تكن خطيرة على المرضى.

إن 64 في المئة من مرضى كورونا صُنفوا مع الإصابات “العرضية”، حيث كان يزور المرضى المستشفيات لإصابتهم بمرض معين، وسرعان ما يكتشفون عن طريق الصدفة إصابتهم بكورونا أيضًا.

وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 2.7 مليون بريطاني أصيبوا بفيروس كورونا بنسبة شخص واحد من كل 24 شخصًا. وحذرت المؤسسات الصحية من أنها تعاني من نقص في الكوادر بسبب السرعة العالية في انتشار العدوى بينها، وذكرت أن تزايد عدد المرضى يفرض مزيدًا من الضغوط على الفِرَق الطبية.

وتساءل أعضاء مجلس اللوردات عن نية الحكومة للتدخل من أجل خفض عدد الحالات المتزايدة.

الضغوط على الكوادر الطبية قد تؤدي إلى إعادة فرض قيود كورونا 

إذ قال العضو في مجلس اللوردات عن حزب العمال هانت أوف كينجز هيث: “إن زيادة عدد حالات كورونا يفرض مزيدًا من الضغوط على المستشفيات، فهل يمكننا أن نسأل المسؤولين الحكوميين عن مدى تأثير ذلك على المرضى الذين ينتظرون دورهم منذ وقت طويل؟”.

وأجاب نائب وزير الصحة سيد كمال قائلًا: “لقد طرحت السؤال نفسه عندما اجتمعنا مع مسؤولي وكالة الأمن الصحي في وقت سابق، فأكدوا لي أن الفِرَق الطبية ما زالت تركز على تقديم خدماتها إلى المرضى المسجلين منذ وقت طويل”.

“وإذا وصل عدد حالات كورونا إلى الحد الذي سيمنع الفِرَق الطبية من تقديم خدماتها للمرضى الآخرين فلا بد من إعادة تفعيل قيود كورونا”.

وأضاف: “ما زلنا نلحظ ازديادًا في عدد حالات كورونا، إذ يرتفع عدد مرضى كورونا الذين يزورون المستشفيات من مختلف الأعمار، وتعج وحدات العناية المركزة بالمرضى الذين تجاوزوا 75 عامًا”.

إن عدد الحالات المرضية غير المرتبطة بكورونا ما زالت تمثل النسبة الأعلى في المستشفيات.

لكن نسبة العدوى بفيروس كورونا شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، ومن ثَمّ ارتفعت معدلات إجراء فحص كورونا في المستشفيات، وبخاصة في المستشفيات التي لا تمتلك أجهزة تنفسية.

لكن البيانات تؤكد أن لا خطر على حياة معظم المصابين بكورونا.

وفي هذا الصدد قالت العضوة في مجلس اللوردات البارونة ميرون: “لقد كان هناك ارتفاع كبير في عدد حالات كورونا، لكن الحكومة حافظت على صمتها المطبق، وربما كانت مرتبكة بعض الشيء”.

وتساءلت البارونة عما إذا كان مسؤولو القطاع الصحي يُعِدُّون مزيدًا من الحملات لتسليط الضوء على ازدياد أعداد كورونا والترويج لفوائد الحصول على اللقاح، وكذلك تساءلت عما إذا كانت الحكومة ستنظر في إعادة فرض ارتداء الكِمَامات في المستشفيات.

 وقالت البارونة ميرون:” ربما مررنا بأسوأ أوقات الجائحة لكن من الواضح أن الوضع لم يتحسن كثيراً”.

ورد اللورد كمال:” نحن مستعدون لإعادة فرض قواعد وقيود كورونا في حال ارتفعت معدات الإصابة مجدداً بغرض تخفيف الضغط على الكوادر الطبية، لقد نجحنا على حد ما في منع انتشار العدوى ضمن المستشفيات، كما استطعنا تخفيض عدد الوفيات جراء الفيروس”.

“لكن في حال خرجت الأمور عن السيطرة فلا مناص من إعادة تفعيل الإجراءات التي اتخذناها مسبقاً”.

وسأل عضو مجلس اللوردات عن الحزب الليبرالي الديمقراطي اللورد باديك:” لماذا لا تقدم الحكومة البريطانية اختبارات كورونا بشكل مجاني للجميع، ولماذا لا يتم تقديم ما يكفي من الأموال للأشخاص الذين يعزلون أنفسهم في ظل أزمة المعيشة التي نعاني منها جميعاً؟”.

وأجاب اللورد كمال:” يعتقد البعض أنه من الأفضل إنفاق الأموال على قطاعات طبية أخرى بدلاً من تخصيصها لشراء الاختبارات، وما تزال كيفية إنفاق الأموال أمراً مطروحاً للنقاش”.

وتابع:” كل الاحتمالات قائمة والوضع تحت الرقابة، وبالطبع فإننا نعيد تقديم الاختبارات المجانية إذا خرج عدد الحات عن السيطرة”.

وقد أدى الارتفاع المفاجئ في أعداد المرضى الكورونا إلى فرض ارتداء الكمامات في مستشفيات ديربيشاير و لانكشاير وكمبريدجشاير بعد شهر واحد فقط من إصدار توجيهات بإلغاء ارتدائها.

وبدأت الموجة الخامسة من لعدوى كورونا في بريطانيا عبر سلالتي BA.4 و BA.5 كما أن المتحول الأخير يبدو أكثر سلالات الفيروس انتشاراً

لكن هذه السلالات لا تسبب خطراً حقيقاً ورغم ارتفاع عدد الحالات إلى أن معدل الوفيات وما زال ثابتاً.

وتظهر أحدث البيانات أن متوسط عدد الوفيات اليومي بسبب كورونا في المملكة المتحدة لا يتجاوز 30 وفاة، وهو أقل من نصف عدد الوفيات الشعر الماضي.

علماً أن عدد الوفيات وصل إلى 1300 حالة وفاة يومياً بسبب كورونا

كما ان عدد الحالات التي دخلت العناية المركزة ما زال ثابتاً

ويوضع حوالي 218 مريض على أجهزة التنفس الاصطناعية يومياً في إنجلترا أي أعلى ب 100 حالة من عدد المرضى الذين وضعوا على أجهزة التنفس الاصطناعي الشهر الماضي.

بينما وصل عددهم في عام 2021 إلى 3600 مريض.

وقال البروفيسور بول هانتر الخبير الطبي في جامعة إيست أنجليا :” أنا متأكد من أن أعداد الوفيات لن تعود إلى الأرقام التي كانت عليها سابقاً”.

المصدر : Daily Mail 

اقرأ أيضاً : 

اسكتلندا ترفع جميع قيود كورونا اعتبارا من 21 مارس

5 أشياء يجب أخذها بعين الاعتبار بعد إلغاء قيود كورونا في إنجلترا

جونسون يعلن إنهاء قيود كورونا اعتبارًا من الخميس والقرار ينتظر مصادقة البرلمان